تقديمها للعديد من البرامج علي شاشة التليفزيون المصري لم يشفع لها لدي الجمهور الذي انشغل باشياء كثيرة عنها وعن برامجها حتي جاءت لحظة انتقالها الي احدي القنوات الخاصة وكأنها نقطة فارقة في مسيرتها فمن خلال برنامج واحد عنوانه "فوق ما تتصور" نجحت في اثارة جدل لم تحققه طوال فترة اشتغالها بالتليفزيون المصري. صحيح ان الجدل تباين بين الاشادة والرفض لفكرة البرنامج الذي اتهمه البعض بترويج الدجل والشعوذة في عالم لا يعترف بالجهل والخرافة، الا ان اسم "نهلة عبدالعزيز" بات يتردد علي اية حال بعد فترة كبيرة كان التجاهل فيها هو سيد الموقف. كيف كانت بدايتك كمقدمة برامج؟ - تخرجت في كلية الاداب وبعد تخرجي بعام كان هناك مسابقة لاختيار المذيعات اجرتها القناة الثالثة بالتليفزيون المصري فسارعت بالتقدم وخضعت لاختبارات عدة استطعت بعدها اجتيازها واصبحت ضمن فريق القناة الثالثة ولحظتها قدمت برنامجي الاول "ريبورتاج" الذي كانت فكرته تدور حول قضية مهمة نناقشها في الحلقة ثم نلتقي بالجمهور ونواجه المسئولين والمتخصصين حولها ثم انتقلت الي القناة الاولي كمذيعة ربط وقدمت برامج خفيفة منها المنوعات والبرامج الاجتماعية ولانني احب التجدد قدمت افكارا لبرامج كثيرة مثل: ستوديو الاولي، ولم تقف فكرته علي تقديم اغنيات فيديو كليب ولكنني طورت فيه واصبحت اناقش من خلاله القضايا الفنية التي تطرح في الالبومات ونقد للاغنيات غير المألوفة. ومن اين جاءت فكرة برنامج "فوق ما تتصور"؟ - فكرنا في تقديم برنامج فكرته غير مألوفة وغير معتادة ولم تقدم من قبل في اي محطة ليعرض في شهر رمضان واستقرينا علي هذه الفكرة بعدما وجدنا ان هناك اشياء كثيرة تحدث في المجتمع تفوق الخيال وكان يجب ان يكون هناك رادع لها وقررنا ان يكون لنا دور في هذا. ما هذا الدور الذي تتحدثين عنه؟ وما هي الرسالة التي يتوجه بها البرنامج للجمهور؟ - فكرة البرنامج لا تتحدث عن الدجل والشعوذة فحسب لكنها اوسع من ذلك بكثير لانها تتحدث عن اي شيء خارق للعادة وغير طبيعي ولا يتصوره عقل الانسان لذا نوجه رسالتنا الي الجمهور لنقول له كفي ما يحدث وعليكم الا تستسلموا الي اي من هذه الخرافات كما نناقش امورا اخري غير معقولة مثل ان تقتل ام ابنها او يقتل الابن والده ووالدته فكلها اشياء غير قابلة للتصديق نحاول ان نوضحها للناس ونناقشها من خلال البرنامج ونقول لهم "كفي" وعلينا ان نرجع الي عاداتنا وتقاليدنا واخلاقنا ومبادئنا. هل معني هذا ان البرنامج كان مخصصا للعرض في رمضان فقط؟ - هذا حقيقي.. بدليل اننا قمنا بتصوير حلقات رمضان فقط وعندما وجدنا هذا التجاوب الكبير من الجمهور وحجم هذه الاستجابة والنجاح قررنا استمراره بعد شهر رمضان بحيث نقدم حلقة كل اسبوع ولو لم ينجح البرنامج لما كنا قررنا استمراره لاننا لا يمكن ان نستمر لمجرد التواجد واكبر دليل علي نجاح البرنامج هو ان الفكرة تم اقتباسها في عدة برامج اخري مثل برنامج "قبل ان تحاسبوا" الذي تقدمه "بسمة وهبي " علي قناة "اقرأ" والزميلة مني الحسيني قدمت حلقة رائعة في برنامجها عن الدجل والشعوذة وهناك برامج اذاعة كذلك بدأت تتحدث عن هذه القضايا مما يؤكد النجاح الكبير لبرنامجنا. الم يزعجك اقتباس فكرة البرنامج وتقديمها في برامج اخري؟ - بالعكس فهذا دليل علي النجاح والبرامج الاخري لم تقتبس الفكرة باكملها. ولكنها قدمت حلقات منفردة علي نسق برنامجنا وهذا دليل علي اننا بدأنا نفتح ابوابا جديدة لمناقشة مثل هذه القضايا الخطيرة عسانا نبحث لها عن حلول. وكيف تستقون مصادركم؟ - لدينا فريق اعداد كبير جدا يعكف علي قراءة ومتابعة كل ما يجري كما ان لنا مصادر ومندوبين في جميع المحافظات يبحثون دائما عن كل ما هو غريب لامدادنا به باستمرار واحب ان اقول ان هناك الكثير من العجائب والغرائب في مصر وهذا ما لمسناه من خلال ما وافانا به مندوبونا ومنه ما استطعنا الحديث عنه والباقي ما لم نستطع لاعتبارات كثيرة. هل حدث وان طلب احد ضيوفكم الظهور في البرنامج؟ - لا هذا لم يحدث مطلقا لان الضيف الذي يقوم بشيء خارق لا يمكن ان يطلب بنفسه الظهور لانه يعرف ما الذي سوف يحدث له في البرنامج لاننا نقوم بتعريته امام جمهوره وهو يفاجأ بذلك لان اهم شيء لدينا اننا نوضح للجمهور ان هذا شيء لا يمكن ان يصدق وان لا يجروا وراءه ولذلك فاننا نقوم باستضافة كل من له علاقة بالموضوع سواء طب نفسي او جراحة او اساتذة اجتماع او حتي مسئولين حتي تكون الرسالة واضحة وصادقة وقد حدث في حلقة ما إن احد الذين يدعون انهم يستطيعون الحديث مع الجان جاء الي البرنامج وكان واثقا من نفسه تماما وعندما سألناه هل تعرف ما سيحدث لك فكان رده "نعم" وبعد الحلقة وجدناه منهارا وينكر كل ما قد ذكره من قبل. ماذا عن مشاركة الجمهور؟ - نسبة مشاركة الجمهور مرتفعة جدا حيث تأتي الينا الاف الايميلات والاتصالات منها ما نستطيع عرضه ومنها مالا نستطيع بسبب الوقت واستطيع ان اقول ان جميع خطوط التليفون تكون مشغولة تماما اثناء عرض البرنامج ونوعية الاتصالات والرسائل تكون معظمها ممن يقولون انهم ضد هذه الخرافات اما القلة والذين يكونون قد تربوا علي مثل هذه المعتقدات فهم الذين يوافقون علي ذلك وهؤلاء من نقدم لهم رسالتنا ونقول لهم "كفي". هل تقومين بالاعداد لكل حلقة؟ وكيف؟ - بالتأكيد بالرغم من انني لست معدة البرنامج وهناك فريق عمل كبير من المعدين الا انني اقرأ جيدا عن موضوع الحلقة التي سوف اناقشها لان هناك مفاجآت تظهر وخاصة اننا نكون علي الهواء ويجب ان اكون مستعدة لكل شيء كما يجب ان اكون متماسكة وهادئة لاستطيع ان اتعامل مع اي حدث طاريء وعندما تدور الكاميرا يكون دور المذيع قد بدأ وينتهي اي دور اخر. في رأيك هل يجب ان يتخصص المذيع في نوعية واحدة من البرامج ام يجب ان يغير من نفسه دائما؟ - المذيع يجب ان يكون متجددا ولا يربط نفسه بنوعية معينة من البرامج ولا يمكن ان يتخصص المذيع لانه يجب ان يقدم للناس كل ما يريدونه ولو تخصص يجب ان تكون دراسته محددة ونحن لسنا دارسين فعلينا ان ندرس كل شيء ونقدم كل شيء وانا لم اتخصص يوما في نوعية واحدة من البرامج فقدمت برامج المنوعات والبرامج الاجتماعية واحب ان اقدم جميع نوعيات البرامج وخاصة التي تقدم شيئا هادفا للمشاهد والمذيع يجب ان يكون قارئا ويكون له شكل ونظام ورؤية ووجهة نظر يقدم من خلالها كل انواع البرامج فهو يجب ان يعرف شيئا عن كل شيء وليس كل شيء عن شيء وكلما دخل في مجال يجب ان يوسع من دراسته وقراراته حتي تكون له قاعدة جماهيرية عريضة.