أعتقد أن كثيرين تابعوا كل أو بعض الكتابات والمطبوعات التي صدرت في حقبة التسعينيات من القرن الماضي عن العولمة واعتقد أيضاً أنها اليوم قد اكتمل بنيانها حيث نري شتي بقاع العالم تعيش مأساتها خلاصة ما عرفته وربما عرفه غيري أن العولمة تمحو من قاموس الشعوب العدالة الاجتماعية وأن 20% فقط من شعوب العالم يتمتعون بكل الثروات بينما يتقاتل ما يزيد علي 80% من هذه الشعوب علي الفتات.. هذا ما حدث في مجتمعنا طبقة فوق حد الثراء وطبقة تحت خط الفقر طبقة لا تعرف للمعاناة طعما أو معني وطبقة تعاني في الحصول علي احتياجاتها الضرورية للحياة من طعام وشراب وملبس وتعليم وثقافة وصحة .. وإلخ. لقد أخذتنا العولمة بعيدا جدا إلي درجة نسياننا أهم مقومات الوطن وهي في رأيي التاريخ والجغرافيا، التاريخ هو تاريخ مصر والسودان، والجغرافيا هي وادي النيل. إننا سواء رضينا أم لم نرض وافقنا أم لم نوافق فقد سبق السيف العزل وانفصل جنوب السودان قبل حتي الاستفتاء هذا واقع فرضته الفوضي الخلاقة، هذا الواقع فرضه مخطط الشرق الأوسط الجديد، هذا الواقع شاركنا في فرضه نحن من أجل نظم أو كيانات أو. ولعلي أسأل نفسي وأسأل كل ضمير حر هل تتساوي عمر الإنسان مع عمر الوطن؟ هل تتساوي صحة الإنسان أو مرضه مع صحة أو مرض الوطن؟ هل تتساوي كبوة الإنسان مع كبوة الوطن؟ هذه الأسئلة أخلص منها إلي أن الإنسان هو الفاعل والوطن هو المفعول فيه وها هو المجتمع يعاني من تقلبات العولمة يعني تفتيت الشعوب ولندرك أن جنوب السودان يتساوي وجنوب مصر وأن شمال السودان يتساوي وشمال مصر وأن الخطر المؤثر علي السودان يؤثر حتما علي مصر وأن ما يلم بمصر من ملمات يؤثر بدوره علي السودان .. أخلص إلي القول بأنه لابد من الوحدة الآن وقبل الغد مع ما تبقي من السودان الوحدة حفاظاً علي ما تبقي ودرأ لم يمكن أن تصل إليه عدوي انفصال جنوب السودان إلي جنوب مصر وادعو الله أن يترك عمر الإنسان المسئول في أي موقع طاقة نور تضيء عمر الوطن وتتسع الطاقة مع كل إنسان حر وشريف يدعم طاقة النور التي أضاءت، إن عمر الإنسان لحظة أما عمر الأوطان فخالد أبد الدهر.