الحوادث المروعة التي شهدتها طرق محافظة الشرقية صباح الثلاثاء أمس الأول والتي راح ضحيتها أكثر من 34 قتيلا وعشرات الجرحي تدق ناقوس الخطر وتظهر مدي الإهمال الذي تشهده العديد من طرق محافظة الشرقية خصوصا طريق بلبيس القاهرة غير المزدوج والذي تسير فيه السيارات المقبلة من القاهرة والذاهبة إليها دفعة واحدة علي طريق واحد وهو ما يؤدي إلي تكرار حدوث الحوادث علي هذا الطريق.. وما يقال عن طريق بلبيس يقال أيضاً عن طريق فاقوس الذي شهد هو الآخر في نفس اليوم أمس الأول حادثاً مماثلاً حصد حوالي عشرة قتلي وعشرات المصابين. طرق الشرقية تحتاج إلي إعادة النظر فهناك طريق الزقازيق ههيا كفر صقر الموازي لترعة بحر مويس طريق ذو اتجاه واحد وهو ضيق جدا جدا وتسير عليه السيارات المقبلة من الزقازيق في طريقها لمدن ههيا وكفر صقر والابراهيمية وكذلك السيارات الذاهبة من هذه المدن إلي الزقازيق وهذا الطريق الضيق هو الآخر مشهور بحوادثه المتكررة وينبغي أن يعاد النظر في وضعه وللعلم هذا الطريق محاط بترعة بحر مويس من ناحية وبترعة ثانية من الناحية الأخري. طريق أبوكبير كفر صقر هو الآخر مليء بالاصلاحات والاشغالات وطريق الإبراهيمية ديرب نجم طريق غير صالح لسير السيارات وطريق الزقازيق أبوحماد طريق يطلقون عليه أيضاً طريق الموت لضيق هذا الطريق وكذلك طريق أبوحماد التل الكبير طريق سيئ للغاية وغيرها وغيرها من طرق محافظة الشرقية السيئة الرديئة. مدينة الزقازيق نفسها عاصمة محافظة الشرقية تعتبر مدينة بلا مداخل بوضعها الحالي.. وهي مدينة تختنق بالأزمات المرورية فمدخل المدينة من ناحية منيا القمح دائماً في اختناق دائم بسبب مزلقان .شرويدة. وبسبب الغلق الدائم لنفق القطار عند منطقة منشية أباظة وكفر محمد حسين.. وفي هذه المنطقة اشتباك دائم بين السيارات ومدخل الزقازيق من ناحية ههيا عند كلية الزراعة مدخل معطل حالياً لعمل كوبري يعبر مزلقان السكة الحديد وتعتبر مدينة الزقازيق بلا مدخل من هذه الناحية.. لذلك تسير السيارات علي طريق مستشفي الرمد هرية رزنة وهو طريق مليء بالمطبات ومزروع بالحفر ولا يصلح للسير ولكن ليس أمام السيارات سوي هذا الطريق. ومدخل الزقازيق من ناحية أبوحماد مدخل ضيق أيضاً يحتاج إلي نظرة من مسئولي الطرق بالشرقية وكذلك مدخل الزقازيق من ناحية ديرب نجم يسير في تعريجات ومنحنيات واشغالات تجعل هذا الطريق طريقاً صعباً أمام السائرين عليه.. باختصار كل طريق الشرقية يحتاج إلي توسيع وتطوير وإضاءة ولمسة حضارية وتنظيمية. الحوادث الجلل التي تشهدها طرق الشرقية بين الحين والآخر والتي كان آخرها ما حدث يوم الثلاثاء أمس الأول ينبغي ألا تمر بسلام وينبغي أن تكون هناك محاسبة صارمة وشديدة لكل مسئول أو متسبب عن هذه الحوادث. صحيح أصابع الاتهام تشير إلي الشبورة المسائية ولكن أين الخدمات المرورية؟ وأين أنوار الطرق؟ وأين مراقبة السرعات الجنونية؟ وأين متابعة السائقين المدمنين؟ وأين من يوقف فوضي عربدة السرعة؟ والتخطي غير المسئول للسيارات؟ وأين..؟ وأين..؟ لا شك أن المسئولية تقع علي كاهل جميع الأجهزة المسئولة بالمحافظة.. وينبغي أن تكون هناك محاسبة لكل مقصر فمصرع 34 شرقاويا في يوم واحد شيء لا ينبغي تمريره هكذا لأن هذا العدد من القتلي لو وقع في دولة أخري لسقطت حكومتها واستقال عدد من وزرائها. مطلوب من محافظة الشرقية أن ترتدي ثياب المسئولية الجادة في كل شيء.. وفي كل القطاعات.. مطلوب أن تنشط أجهزة متابعتها وأجهزة رقابتها لأن هناك حالة من التسيب والفوضي في العديد من قطاعات الشرقية ويكفي ما أظهرته الكاميرات لجميع الناس عن التسيب والإهمال الصارخ جداً في مستشفي الزوامل بمركز بلبيس والذي كان شبه خال من الأطباء والممرضين أثناء وقوع الحادث بل كان الإهمال والعطب يكسو جدرانه وأسرته وكل شيء فيه. مرة أخري.. نريد تحركاً فاعلاً من جميع أجهزة محافظة الشرقية لضبط الإيقاع التنفيذي بها وتنشيط الأداء الخدمي علي أرضها خصوصاً في مجالات الطرق حتي لا يتكرر ما حدث.. إن دماء الشراقوة غالية كدماء المصريين جميعاً في كل بقعة من أرض مصرنا الغالية.