نفس سيناريو الاتهامات المتبادل بين وزير الثقافة فاروق حسني ووكيل وزارته محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية والمتاحف علي خلفية حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود قبل ثلاثة شهور تقريبا ، هو هو ما نقرأه الآن، بين الاول ولكن مع خصم جديد هذه المرة هو وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق إثر سرقة منبر مسجد قانيباي الرماح الاثري من مخزن هيئة الآثار الملحق بمسجد السلطان حسن بالقلعة! الاتهامات رايحة جاية، واذا كنت قد كتبت في أغسظس الماضي في نفس الزاوية تحت عنوان "هي فوضي" تعقيبا علي سرقة لوحة فان جوخ وفق الخطة التي سبق أن نفذ حبكتها الدرامية باقتدارالمخرج الراحل يوسف شاهين في آخر أفلامه " هي فوضي" للوحة أثرية بمكتب مأمورقسم شرطة المنطقة الشعبية، فإن سرقة المنبر تجزم بأن المسألة فوضي وفوضي وفوضي، دون أن تسألني عن ماهية "المسألة "التي أعنيها تحديدا، فالمنبر المسروق ليس جوز جزمة باحد أركان مسجد سرقه حرامي "نتن" في غفلة من المصلين، ولا حنفية مياه أو محبس بدورة مياه مسجد غافل لص "خسع"، خادمه فسرقها، انما الاثر المسروق يتجاوز طوله خمسة أمتار، حتي وإن قال قائل بسهولة فكه، وهو زعم صحيح ، غير أنه يبقي أن المفكوك منه ليس بحجم شنطة التلامذة ، ولا حتي ضلفة الدولاب ، بما يعكس جرأة وفجر لصوص المنبر من مخزنه،يزول معها أي عجب في ظل الاتهامات الحائرة بين الجهات الحكومية المعنية!! أعتقد أن عجبك سيزول مثلي حين ترجع بالذاكرة الي واقعة سرقة الونش العملاق في ثمانينيات القرن الماضي أثناء انشاء مترو الانفاق، حيث كان بطن شوارع القاهرة مفتوحة، ومع ذلك وبالرغم من الزحام الشديد، ورغم الحراسات المشددة، سرق الونش ، ازاي ما تعرفش، دون حيلة في ملاحقة السارق، لدرجة أن وزير الداخلية آنذاك اللواء زكي بدرفشل في تقديم مبرر منطقي للحادث ردا علي استجواب النائب الراحل علوي حافظ في مجلس الشعب ! بلاش في الثمانينيات ، ففي 2008 نجح أربعة صيادين- تمكنت أجهزة الشرطة من القبض عليهم - في سرقة كابل كهربائيا من السد العالي طوله220 مترا ووزنه حوالي طنين ، المدهش كما كتبت الصحف في حينه ،ان فكه يحتاج الي ساعات من العمل الشاق تحت الماء، وعلي الرغم من وجود أكثر من 129 كاميرا مراقبة لجسم السد العالي ، بخلاف تقنيات الكترونية بعشرات الملايين لاستشعار أي أخطار عن بعد يتجاوز مئات الامتار، إلا أنه حصل،وسرق الكابل ، ووقف وزير الري وقتها د.محمود أبو زيد "مبللولا" أمام " احاطة" نائبي الوطني تحت قبة البرلمان شيرين فؤاد وأحمد ابو حجي، ينددان بالسرقة التي ذكر وقتها أنها الثالثة بما يهدد مشروعاً حيوياً يمس الامن القومي المصري رغم كل ما قيل عما تم وصفه ب"الاجراءات التأمينية" ومع ذلك سرقت لوحة " الخشخاش" و"الونش العملاق" والمنبر الأثري" ، إزاي؟.. ما تعرفش!! كأني ب"كمال بك" بطل رائعة بهجت قمر وسمير خفاجي المقتبسة من" بجماليون" لبرنارد شو، في مسرحية سيدتي الجميلة، بعد أن سرقته" صدفة بعضشي"يردد لازمة نحفظها جميعا " .قميص ب 6 زراير. ، وكرافتة مربوطة وسديري وجاكتة مقفولة ، ومع ذلك نشلت الفانلة، إزاي؟.. ماأعرفش"!!! mtelkholy*yahoo.com