إن وظيفة .مدير عيادة. بالتأمين الصحي هي أسوأ وظيفة علي الإطلاق لأنها تقصف عمر من يتولاها، وإن كثيرا من الأطباء يرفضون قبولها للأسباب الآتية: * إن عمل مدير العيادة يبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحا ويستمر حتي الساعة الرابعة والنصف وقد يمتد أيضاً إلي فترات إضافية قد تصل إلي الساعة الثامنة والنصف مساءً. * معظم الأطباء الذين شغلوا هذا المنصب تعرضوا لضغوط نفسية وعصبية رهيبة وقد أصيب معظمهم بالضغط والسكر وتصلب الشرايين ومنهم من أصيب بجلطة في المخ، ولو كان المسئولون في إدارة التأمين الصحي منصفين لصرفوا .بدل مخاطر مهنة. لكل من يشغل هذه الوظيفة الانتحارية. * من يقبل هذه الوظيفة يدرك بعد قليل أنه تورط في قبولها ويفكر في الاعتذار عن الاستمرار في عمله ولكن المسئولين في الفرع يطالبونه بالصبر لحين توفير البديل. * مرضي التأمين الصحي هم من أصحاب الصوت العالي لشعورهم بأنهم يشاركون في تكاليف علاجهم، حيث يتم خصم نسبة مئوية شهريا من رواتبهم أو معاشاتهم. * بعض العيادات تستقبل عدة آلاف من المرضي بينهم عدد لا بأس به من المرضي النفسيين وبعضهم يصر علي اقتحام حجرة المدير ويتطاولون عليه باليد واللسان، وقد وقعت حوادث مؤسفة تعدي فيها هؤلاء المرضي علي المدير وأصابوه إصابات بالغة. * إذا تأخر أحد الأطباء عن موعده بالعيادة فإن المرضي يقتحمون حجرة المدير ويطالبونه بتوفير طبيب آخر في الحال ويكون ذلك مستحيلا في بعض الأحيان. * إن باب المدير يجب أن يكون مفتوحا أمام الجميع بعكس أبواب المديرين في منشآت وزارة الصحة، حيث يكون بابه مغلقا ولا يستطيع أحد مقابلته.