إسرائيل المكروهة! اعترفت البرازيل والأرجنتين وبوليفيا وفنزويلا بالدولة الفلسطينية علي حدود عام 1967 وموافقتها علي مشروع إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد إذا ما قدم لمجلس الأمن لإقراره. وكانت أوروبا قد ألمحت إلي أنها تفكر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتخفيض الجمارك علي الواردات من الأراضي المحتلة في خطوة إيجابية توحي بتغيير في موقفها. العالم سئم المماطلة الإسرائيلية والتسويف والكذب والبهتان والتراجع عن الاتفاقيات والتعهدات الدولية واحتلال الاراضي والقتل علي الهوية. أوروبا بدأت في اتخاذ موقف مغاير للولايات المتحدة التي تؤكد أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للحل.. بينما يري العرب أن المفاوضات عبث وتضييع للوقت وأن إسرائيل تصر كل يوم علي خلق ذرائع جديدة آخرها شرط يهودية الدولة العبرية الذي ينسف أي أمل في إمكانية قيام دولة فلسطينية. منذ سنوات طالبت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل وبعد تحقيق ذلك ماطلت في تنفيذ اتفاقات أوسلو التي وقعت عليها برعاية دولية وواصلت نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدس بوتيرة محمومة حتي إذا حان موعد المفاوضات لم يجد الفلسطينيون ما يتفاوضون عليه. وتنفذ إسرائيل خطة الاستيطان في القدس وتوسيعها علي حساب الأراضي الفلسطينية بحيث تقسم الأراضي الفلسطينية إلي كنتوتات يستحيل معها قيام دولة فلابد من وجود الأرض والحدود والسيادة والعناصر الثلاثة لا تعترف بها إسرائيل. ومع استمرار استهانة إسرائيل بالمجتمع الدولي ازدادت كراهيتها ويقول باراك في وثيقة تم توزيعها علي السفراء الإسرائيليين بالخارج لتحسين صورة إسرائيل إن الموقف الأمريكي (المؤيد لإسرائيل) تم التعبير عنه في خطاب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الذي ألقته في مؤتمر بواشنطن ولم تتطرق لحدود 1967 ثم قرار مجلس النواب ضد الاعتراف احادي الجانب بدولة فلسطينية وأن الرؤية الإسرائيلية تتمثل في المفاوضات وليس في حل أحادي الجانب. يأتي ذلك بعد الفضيحة المدوية لإسرائيل وسقوط عملائها وجواسيسها في مصر ولبنان وسوريا حيث وجهت الأجهزة الأمنية المصرية ضربة لجهاز الموساد ذلك الجهاز الذي أصبح نمرا من ورق وسارع السفير الإسرائيلي بالقاهرة بمغادرتها لاحتواء تداعياتها التي ستنعكس علي العلاقات الباردة بين البلدين. إسرائيل تحاول احتواء انعكاسات تصرفاتها في الداخل والخارج فالعالم لم ينطل عليه الدعاية الزائفة لإسرائيل بأنها حمامة سلام والفلسطينيين ارهابيون متطرفون ومسارعة الدول في الشرق والغرب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خير دليل علي ذلك حتي لو تصدت أمريكا وإسرائيل باستخدام الTيتو في مجلس الأمن.. العزلة والكراهية ستلاحق إسرائيل في كل مكان كما لاحقت أمريكا في العراق وأفغانستان. الحق الفلسطيني ساطع والاعتراف الدولي يتزايد وصورة إسرائيل تزداد كراهية مثلما كانت جنوب إفريقيا العنصرية في أيامها الأخيرة ولم ينفعها أسلحتها النووية ولا ترسانتها من الأسلحة التقليدية. علي إسرائيل أن تتعلم من درس جنوب إفريقيا قبل فوات الأوان.