كثيراً ما نسمع في ندواتنا واحاديثنا سؤالا مهما هو: أين ذهبت .روح. رمضان التي صنعنا بها معجزة العاشر منه والسادس من أكتوبر؟ وكيف نكون صناع مثل هذه المعجزة التاريخية، ويقف الجميع حياري و.مذهولين. أمام مشاكل لا تساوي بصلة أو واحداً من ألف من هذه المعجزة، وهل يمكننا حاليا صناعة معجزات مماثلة؟ والجواب علي الشق الأخير من السؤال .المركب.، نعم يمكننا صناعة معجزة بل معجزات كمعجزة رمضان وأكثر، لاننا في ساعة الجد لا يكون حالنا فيها أبدا مثلما هو الآن، الذي لا نجد له وصفا أدق مما شدت به .ثومه. لتصف العاشقين، كحياري ومظلومين فنحن الآن، حياري لاننا لم نستوعب بعد التغييرات الكبيرة التي طرأت علي حياتنا، ومظلومين لأن كل واحد منا حاطط نقره من نقر الثاني مع أن أولاد فسوكة ليسوا هكذا، وتعالي لتتفرج عليهم فالشغل عندهم شغل حتي لو كان نصبا أو .أونطة.، وكل واحد منهم ماسك في يد الثاني مسكة من حديد، وكأنهم في حرب أو كأنهم جميعا أولاد امرأة واحدة ورجل واحد، مع أنهم يكرهون بعضهم بعضا أشد الكراهية، لكنهم وضعوا كراهيتهم لبعض في زكيبة وربطوها مائة ربطة فصارت حركاتهم مرسومة بالمالي، وكل واحد منهم عارف دوره وحدوده بدون لجان تفتيش أو تقصي حقائق، أو حتي لجان الجرد .ق.ع. السنوي المشهورة، التي لا يهمها سوي .قربعة الساقع. ولهط المشوي وتقرير تأدية اللجنة للجرد وكل سنة والجميع بخير، ولا ننكر أن أمورنا في طريقها الآن للأفضل في كل شيء وان كانت الخطوات بطيئة، كمشي سلحفاة مسنة علي لوح زجاج مخلوع من عربة قطار، لكن أمل بلوغ آمالنا كاملة قائم وروح رمضان موجودة فمثلا في مجال الصحافة والإعلام، من يتصور أن صحيفة قومية حكومية مثل جريدتنا .المسائية. تجرؤ علي كتابة كلمة واحدة بالعدد ضد الحكومة، أو حتي ضد الحاج .شمروخ. شيخ غفرها بناحية .قرعاية. قبلي، أو أن تليفزيون .سقاقوة. حكومي أيضاً و.تكع. فيه دم قلبها، و.البارد. أبودم ثقيل، يقول عن الحكومة كلاماً لو أجدعها خنشور قال .عشرة. فقط للكاشورة، فلابد أن الإسعاف ستحمله بين الحياة والموت لمستشفي صحة الدكتور .جبلي. نتيجة تلقيه .دبتين. أو ثلاثا بيد المقشة أو بمضرب سجاد الكاشورة، لتطاوله عليها بلسانه الطويل، ومع ذلك نقول ونكتب عن الحكومة ولياليها الطويلة كليالي .عبدالمطلب.، ثم نأخذ مرتباتنا ومكافآتنا من جيبها، صحيح أنها مبالغ لا تسقي المياه، لكن الأهم أن الحكومة لم تعد الآن أخصائية كسر الأقلام وتكميم الأفواه، حسب الفكرة السيئة المأخوذة عنها، فالعبد لله -مثلاً- ككاتب مقالات بجريدة .المسائية. ولم يزل اسمه .مكتوبا بالرصاص.، لم أقل عن الحكومة في جريدتها كلمة .تبل ريقها. ومع ذلك لم تمنعني الحكومة من الكتابة عن مساوئها. وكذلك الأمر بالنسبة لمنتقدي الحكومة شفويا، سواء في الشوارع أو بالمقاهي أو في جلسات عائلية وبسهرات .البحبحة الأخوية.، فثلاثة أرباع الكلام عبارة عن .نحل وبر. الحكومة، ولم نسمع بأنها أرسلت لأحد الهدية الحكومية المشهورة- سابقا المكونة من نواب .عزرائيل. بداخل .البوكس. لعمل .كبسة. علي ماسكي سيرة الحكومة وناحلي وبرها، وهذا كله سبب كثرة الحياري و.المذهولين. الحاليين لأنهم غير مصدقين، لكثرة و.جاذبية. ما يقوله خصوم البلد عن حكومته .المفترية.، .بنت الستين في سبعين. ويصدقه الناس لطول عهدهم بالظلم الحكومي المقنن الذي قاوموه بالرمز حينا و.بالنكتة. الموحية في غالبية الأحيان. والذي لا نشك فيه لحظة، أن هناك وهنا من يهمه أكثر من أي شيء آخر إقامة أكبر الحواجر بين الحكومة وناسها، برغم شدة التعقيد في التجهيزات الاجرائية و.الفنية. المطلوبة، لإنشاء صناعة الحواجز الوهمية بين الناس وحكومتهم، لكن أصحاب هذه الصناعة يبدأون في جني أرباحها الهائلة، بمجرد دوران الماكينات، وتصدير منتجها للوكلاء المعتمدين بالبلدان المختلفة، ولمصر بالذات، إذ ثبت بالأدلة المؤكدة أن .روح رمضان. من موالدي مصر وتقيم فيها إلي الأبد، وأن هذه الروح الجبارة متي هبت فإنها تصنع معجزات هائلة تسمي باسمها، لذلك كان .الهدف الاستراتيجي. لمقيمي صناعة الحواجز الوهمية، تنويم أو تخدير .روح رمضان. لأجل غير مسمي، أو لحين ايجاد المخرج من معضلة مؤرقة لأعداء مصر، سواء المعروفين بالاسم والهوية أو المجهولين هوية واسماً، وأول ما يجب الآن ومستقبلا هو الاسراع باعداد المستندات التعجيزية المطلوبة، لتصرف الحكومة .منحة تفرغ. من وزارة ثقافة القرع و.اللوحة الملهوفة. لتتمكن الحكومة من إزالة الحواجز الصناعية بينها وبين ناسها وبالذات .مقاطعيها وغلابتها. فالحواجز بين الحكومة وناسها تضيع ثقتهم فيها حتي لو .أطلقت لحيتها. ومسكت سبحة طولها مترين، وعملت في جبهتها .زبيبة. كرغيفها .الظلطي.، وخصومها لا يهمهم أن تكون الحكومة درويشة كالأخ برعي وإنما تهمهم الحواجز بينها وبين ناسها، حتي لا تجدهم بجوارها، فإن قالت .آهات. لشدة المهامن .كيد العوازل.، يعتبرها ناسها تردد أغنية الآهات الكلثومية.