.. أدفع نصف عمري- أو ما تبقي منه- وأفهم تلك المعجزة..وهي: كيف استطاع ذلك الشاب النحيل «الوسيم» أحمد دومة أن يغافلنا جميعاً في وقفة 3 مايو بميدان التحرير ويعتدي «وحده» بالضرب علي «14 ضابطاً وجندياً» في وقت واحد!! فيلحق بهم جميعاً الإصابات الموصوفة- بلا خجل- في تقارير طبية رسمية قُدمت بلا حياء لرئيس نيابة وسط- المحترم جداً- المستشار وائل شبل؟! .. هل يمكن لعاقل أن يصدق أن ذلك الشاب، الذي لم يتجاوز 21 عاماً، طالب الحقوق بجامعة طنطا اختصه الله- دون غيره- بثلاثة أيدٍ «؟!» حيث اتهمه المجني عليهم ال 14 بأنه قام بالاعتداء عليهم بثلاث عصي في وقت واحد «!!» هل يمكن أن يفعلها غير لاعب أكروبات في سيرك؟! أو صاحب معجزات في زمن عزت فيه المعجزات التي لم تعد تتجلي إلا في نيابة وسط القاهرة؟! .. أسئلة كثيرة لا أجد لها إجابات مفهومة، أو معقولة، أو مقبولة! فمن أين أتي أحمد بهذه العصي- الثلاث- بينما كان يقف بيننا خالي اليدين أو «الثلاث» وفقاً لرواية الداخلية؟!، وكيف أمكنه أن يغافل هذه الآلاف من الجنود والضباط التي حاصرت الوقفة ويدخل هذه العصي، التي أصاب بها 14 منهم في لحظة علي طريقة أفلام الكارتون أو المعجزات؟! .. قد أفهم أن يُتهم أحمد بإصابة ضابط أو جندي أثناء تأدية عمله، لكن أن يصيب 14 فهذه معجزة تقتضي أن نسأل: أين كان ال 13 ألفاً الذين حاصروا الوقفة عندما شاهدوا أحمد يعتدي علي واحد منهم، هل كانوا مكبلي الأيدي أم مخدرين أم مغيبين، كي يواصل شاب بطوله لا تزيد سنه علي 21 عاماً، ووزنه علي 50 كيلوجراماً الاعتداء علي الأول ثم الثاني فالثالث فالرابع حتي الرابع عشر؟! ألم أقل لكم إننا أمام معجزة بكل المقاييس؟! .. تقارير الشرطة فضلاً عن إصابات رجالها تحدثت عن تلفيات في الممتلكات العامة أوقعها «الأسطوري المعجزة» أحمد دومة!! ولم نعرف بعد ما هي هذه الممتلكات؟ وما الذي أتي بها إلي تلك الساحة المحاصرة من كل جانب بآلاف الجنود والضباط؟! أم أن يداً رابعة نبتت لدومة فجأة وامتدت لتطول مجمع التحرير الذي شهد معجزات 3 مايو؟! .. المدهش والمؤسف أن يُحال «أحمد دومة» في جنحة ضرب لمحاكمة عاجلة تبدأ اليوم وسط ذهول الجميع من تلك العدالة السريعة التي لم نعرف مثلها في مصر!! وربما تكون هذه معجزة جديدة!!.. قرار الإحالة الصادر عن نيابة وسط القاهرة ومحاميها العام المستشار «ممدوح وحيد» ذكرني بأن لديَّ في ذات النيابة مئات البلاغات والقضايا المقدمة مني خلال السنوات 2005 و2006 و2007 و2008 و2009 ولم يصدر قرار إحالة واحد في أي من هذه البلاغات الثابتة وقائعها بالمستندات والوثائق والأحكام القضائية ضد ضباط بالداخلية أمثال: عادل ياسين مخيمر واللواء جاد جميل الذي أصبح الآن مديراً لأمن المنيا، وضد رؤساء تحرير الصحف الحكومية في وقائع سب وقذف ثابتة بطبيعة العبارات المنشورة وغير المنكورة من المتهمين بلا حساب أو عقاب أو محاكمات عاجلة أو آجلة!! ودون أن أُعلَن بقرار حفظ واحد كي أتمكن من الطعن عليه!! بالمخالفة للقانون ولأبسط قواعد العدالة في زمن المعجزات! .. أعرف المحامي العام الجديد لوسط القاهرة، وأعرف وأقدر سابقه، وأحترم رئيس نيابة وسط الحالي «وائل شبل»، لكنني لا أدعي أنني أعرف سبباً قانونياً لكل هذه المعجزات المتصلة بالمطل أو العجلة!! والمعايير المزدوجة!! .. من بين أكثر من 2000 بلاغ وقضية تقدمت بها منذ يوم الانتخابات الرئاسية في 7 سبتمبر 2005 لم تُحل نيابة وسط القاهرة غير تلك القضية التي ادعت فيها وزارة الداخلية أنني قمت وقت ترشيحي للرئاسة وأثناء العملية الانتخابية، وتحديداً في تمام الساعة 12 ظهراً بالاعتداء بعصا علي عدد من الناخبين المؤيدين للرئيس مبارك في مدرسة «خليل أغا» الثانوية فأحدثت بهم جميعاً إصابات مختلفة علي طريقة معجزة ابني الحبيب «أحمد دومة»!! .. محضر الشرطة الذي أحالت به نيابة وسط القاهرة القضية لمحكمة الجلاء- أثناء سجني- كان محرراً بمعرفة الضابط «أيمن أبوطالب» في تمام الساعة 12 ظهراً يوم 7 سبتمبر 2005، ولم تتنبه نيابة وسط إلي أنها تلقت محضراً آخر محرراً بمعرفة الضابط ذاته «أيمن أبوطالب» وفي اليوم ذاته «7 سبتمبر 2005» وفي ذات الساعة والدقيقة والثانية «تمام 12 ظهراً» لكنه يتهمني فيه بواقعة أخري في دائرة أخري!!، ورغم هذا لم تسحب نيابة وسط القضية خجلاً ولم تحل الضابط للمحاكمة للآن!! .. حقاً نيابة وسط تعرف وتعترف بالمعجزات!! .. الوقفة التي دعوت لها بالأمس صباح اليوم أمام النائب العام تحولت لوقفة تضامن مع الابن المعجزة «أحمد دومة» الذي يُحاكم اليوم في قضية من معجزات هذا الزمان أمام محكمة عابدين.. كونوا جميعاً شهوداً ومتضامنين!!