حديث الثلاثاء في البداية لابد من الاشادة ب (أهل كايرو) كمسلسل درامي، فهو مختلف ومميز عن بقية (اخواته) التي تعرض علي شاشات التليفزيون في رمضان، فلقد نجح في ان يشد انتباه المشاهد. دراما أهل كايرو التي ألفها وكتب السيناريو الخاص بها بلال فضل بطريقة بوليسية وجاءت أحداثها مشوقة علي طريقة الفلاش باك.. واذا دققت النظر في شخصيات المسلسل سوف تكتشف انها كانت اسماء وابطال حوادث وجرائم نشرتها الصحف وكانت ايضا مثار حديث الرأي العام خصوصاً انها تتعلق بعلاقة المال والنفوذ والسلطة.. وبالطبع مع الصحافة التي تتفاعل مع الاحداث وتشارك فيها واحيانا تتورط في متابعات غير مهنية. اذن نحن امام عينة مختارة من الشخصيات في احداث واقعية غلفها المؤلف برؤية درامية جعلت العديد من المشاهدين يجرون إسقاطات علي ابطال المسلسل بربطها بجرائم هزت المجتمع، مازال بأشخاص موجودين سواء خلف القضبان او أطلق سراحهم بعد انقضاء مدة العقوبة. وأهل كايرو يذكرنا بفيلم المذنبون الشهير الذي كانت بطلته سهير رمزي ومجموعة من كبار الممثلين في مقدمتهم حسين فهمي ورانيا يوسف (صافي) التي تم قتلها في فندق شهير بعد حفل زفاف حضره نجوم المجتمع من مسئولين ورجال أعمال واعلام.. كان الحفل صاخبا ومثيراً للغاية خاصة عندما فوجئ الحاضرون بفيلم فاضح يعرض علي شاشات قاعة الفندق، فالعروس في مشهد جنسي فاضح مع أحد الاشخاص وتتوالي الاحداث المثيرة.. قتلت صافي في جناحها الفخم بالفندق بسكين.. لقد تم ذبحها ليتولي ضابط المباحث خالد الصاوي التحقيق في الحادث وتسرع الصحافة وتتنافس للتغطية وتتسابق لنشر الأسرار ودوافع الجريمة.. شخصيات كثيرة وعديدة يشار اليها بأصابع الاتهام ويتألق خالد الصاوي في دوره، بل يتفوق علي نفسه ويحاول ان يفك لغز القتل ويضبط الجاني وتظهر هنا الممثلة (كندة علوش) لتتألق ايضا في دور محررة الحوادث. الا أن المسلسل ظلم (أهل كايرو) فليس اهلها بهذه الصورة البشعة.. نعم المؤلف استمد الدراما من أحداث واقعية كما قلت من قبل ولكن هذه عينة محدودة من مدينة يصل عددها 20 مليون نسمة ومن ثم اختيار الاسم لم يكن موفقاً وفيه ظلم لمواطني القاهرة ككل خصوصاً أن اغنية أو تتر المسلسل يصور اهلها ايضا بأنهم فسدة. وإذا كان فن الدراما عادة ما يعكس الواقع إلا أن من أهم وظائفها ان تقود المجتمع الي الافضل وعبر اظهار الشخصيات الايجابية في تفاعل مع السلبية او الفاسدة الا أن بلال فضل لم يقدم شخصية ايجابية مؤثرة في مسلسله.. فهل هذا معقول?.. ان المجتمع الذي قدمه المؤلف يغرق في الفساد حتي الصحفية كندة علوش التي كانت تلاحق الفساد اوقعها في حب ضابط المباحث ومن ثم جردها من الناحية المهنية اي فرغها من رسالتها وقدم ايضا شخصية رئيس التحرير بصورة انتهازية فهو مع الحكومة والمعارضة علي طريقة (اللي تغلبوا العبوا) ويبدو ان بلال فضل حاول ان يعكس ميوله واتجاهاته الناصرية علي شخصية حبيب رانيا يوسف وحاول أن يبرزه في دور المناهض للفساد والرافض للواقع فقطع علاقته ب صافي الا انها ايضا شخصية سلبية لم تستمر وتقاوم وهكذا كان الحال مع والد البطلة رانيا.. رجل طيب لا حول له ولا قوة كما أن الحوار رغم أنه في كثير من الاحيان يتسم بالجرأة والقوة عبر لغة رصينة وسهلة الا انه احيانا تشعر وكأنك تحكي علي مقهي مثقفين يطلقون عبارات وتفسيرات مثيرة وأقوالاً فضفاضة تعكس أزمتهم مع المجتمع. اذا كانت هناك كلمة في نهاية هذه السطور فلن اجد الا أن اقول (عيني علي أهل كايرو المظلومين) ولكن ليس علي طريقة المطرب حسين الجسمي. medhat elbassionny*yahoo.com