أحترم جداً أصحاب الأقلام الحرة الذين يشغلون أنفسهم بآلام الناس ويعترفون في قراره أنفسهم بأن التلاحم مع الآخرين واجب وحس وطني رفيع وأشجب بشدة كل كلمة يتفوه بها بعض أصحاب الأقلام المأجورة التي تمسك بمعاول الهدم وتشوه الفكر وتنشر ثقافة التجريح المتواصل وكأنها تقول: لن أسكت حتي تجاب مطالبي ولن يهدأ لي بال حتي أحظي من المجتمع بأكبر نصيب من المنافع الخاصة وسأظل أجرح وأشتم حتي أحقق مطلبي في الحياة حتي ولو كان بطريق التحايل والخداع واستغلال كل ما يحدث في هذا العالم، إن أي هجوم شرس علي شخص أو جماعة بألفاظ نابية علي الذوق السليم والخلق الرفيع بدون وجه حق يعتبر في نظر الأسوياء جريمة لا تغتفر وحملة شعواء لحرق التسامح الذي ميز أخلاقنا وكان ولم يزل سمة لا تفارقنا فكلنا في حاجة إلي من ينصحه ويوجهه وليس منا من يترفع عن قبول النصح والإرشاد وكلنا يخطيء ويصيب وليس هناك أحد معصوم من الخطأ ويجدر بأولئك النفر الذين يحملون مشاعل النصح والإرشاد أو بعض الأفراد الذين يجلسون علي أعتاب النقد ومصاطب الحساب أن يمسوا بنقدهم وتوجيههم عقول وقلوب المسئولين وأن يبتعدوا عن المساس بكرامتهم ومسائلهم الخاصة لأن هذا عيب جسيم ربما يؤدي إلي إشعال نار ملتهبة لا تحرقهم فحسب بل تطال كل من له صلة بالمجتمع وكيف لا وكلنا في مركب واحد لقد تفنن هؤلاء المتربحون بأقلامهم المتحجرة التي لا تكتب إلا في المعاني السوداء وتتغافل عن بؤر النور التي تتلألأ في مجتمعنا، إن أي شيء سلبي في الحياة يمكن أن يتحول بالموعظة الحسنة والقول اللين فهل تنتهي موجة البث الفكري الفاسدة التي نقرأها ونشاهدها كل يوم في الجرائد وفي الندوات التليفزيونية التي تتحدث عن الجنس وكأنها موجة مدروسة تهدف إلي غرس التردي والضياع وإشاعة الإباحية بقدر تجعل كل محظور في بلادنا شيئاً طبيعياً فنصبح بعد فترة وجيزة بلداً كالبلاد التي تعترف وتقر بالإباحية وتحترم الانحراف الجنسي وتشجعه. مال هؤلاء الدخلاء ومشاكل الشباب والفتيات وقد حسمتها عاداتنا وتقاليدنا منذ آلاف السنين.