حظي الخط العربي في مصر بمكانة رفيعة علي مر العصور لكونه لسان لغتنا العربية ويدها التي تبدع ومرآتها التي تعكس ماضيها علي صفحة حاضرة جيلاً تلو الآخر لذا فقد بات الوعاء الثري لهذه اللغة ووسيلة إبلاغها يحمل معانيها الزاخرة ويعبر عن الوجدان الأصيل ولما كانت للخط منزلته عند ملوك مصر فقد أمر الملك أحمد فؤاد ملك مصر في عام 1921 أن يستقدم من الأستانة أشهر خطاط ليكتب له مصحفاً خاصاً فوقع الاختيار علي الشيخ عبدالعزيز الرفاعي فكتب مصحفاً في ستة أشهر وذهبه في ثمانية شهور، وقد أبقاه الملك في مصر حيث تأسست علي يديه أول مدرسة لتحسين الخطوط الملكية بالقاهرة سنة 1922 وشارك في تعليم الخط بها نخبة كبيرة من أساتذة الخطوط منهم عبدالله بك زهدي وأحمد الكامل والشيخ علي بدوي ومحمد حسني وسيد ابراهيم ومحمد رضوان ثم تلا افتتاح هذه المدرسة افتتاح مدارس أخري في الإسكندرية والمنصورة وشبين الكوم وطنطا والسنطة إلي أن أصبح في كل مركز بل في معظم القري مدارس لتعليم الخط العربي. وقد كان التعليم بهذه المدارس منذ ذلك التاريخ معتمداً علي مناهج مبنية علي الاجتهاد سواء من قبل الوزارة كما جاء في القرار الوزاري رقم 189 الصادر عام 1979 المنظم للائحة مدارس الخطوط وما تلاه من قرارات أو من جانب قدامي الخريجين الذين اجتهدوا في وضع مناهج وكتب خطية لهذه المدارس وبذلوا في ذلك قصاري جهدهم وعلي رأسهم الراحل فوزي سالم عفيفي الذي أثري المكتبة الخطية بما يزيد علي خمسة وسبعين كتاباً خطياً جمع مادتها الخطية من سائر بلدان العالم معتمداً في إعدادها علي المنهج التربوي، وكذلك ما أعده الراحل مصطفي سعد وسعد حداد وخضير البورسعيدي من كتب. وبعد أن شهدت تلك الحقبة من الزمن اجتهادات المجتهدين في إعداد الكتب الخطية قيض الله للنهوض بهذه المدارس ومناهجها عدداً من وزراء التعليم ورجالاتها كان آخرهم الدكتور يسري الجمل وزير التعليم السابق الذي بعث الخط العربي من مرقده وأيقظه من سبات عميق ووضع الاهتمام به وبمدارسه ومناهجه نصب عينيه فشهدت مدارس الخط في عهده طفرة كبيرة من التطور حيث خرجت للنور ولأول مرة في تاريخ مدارس الخطوط كتب ومناهج دراسية في جميع المود الخطية والنظرية والزخرفية التي أعدها وأشرف علي إخراجها كوكبة من أساتذة الخط العربي في مصر بتكليف من وزير التعليم فوجد فيها الطالب والمدرس ضالتهما المنشودة. لكن فرحة مدارس الخطوط سرعان ما أعقبها حزن عميق ففي 15/7/2010 وبناء علي تعليمات الدكتور أحمد زكي وزير التعليم الجديد صدر قرار بوقف قبول طلاب جدد بمدارس الخط العربي اعتباراً من العام الدراسي 2010/2011 لحين صدور تعليمات أخري وهنا نستطيع القول بأن هذا القرار المسمار الأول الذي تم دقه في نعش الخط العربي وهو بمثابة السكين التي تم ازهاق روحه بها حتي لا تقوم له قائمة بعد ذلك وهي الخطوة الأولي علي طريق غلق هذه المدارس التي تؤدي رسالتها السامية تجاه اللغة العربية والحفاظ عليها كما أن في غلق هذه المدارس وتوقف تعليم هذا الفن قضاء علي كتاب المصحف الشريف والقرآن تجاه اللغة العربية والحفاظ عليها كما أن في غلق هذه المدارس وتوقف تعليم هذا الفن قضاء علي كتاب المصحف الشريف والقرآن الكريم الذين كانوا يختارون من بين أوائل هذه المدارس كانت تعمل علي توارث تعليم هذا الفن للأجيال القادمة ولا تزال عيون القائمين إلي جانب توقف تخريج دفعات من هذه المدارس كانت تعمل علي توارث تعليم هذا الفن للأجيال القادمة ولا تزال عيون القائمين علي شئون تلك المدارس وعلي رأسهم الأستاذ سيد جمعة بمدرسة الخط العربي بالسنطة تترقب عدول الوزير عن هذا القرار وإعادة الحياة إلي المدارس لتدب فيها الروح من جديد ويسمع بها دوي صفير الأقلام وهي تنطق بحروف القرآن علي القراطيس البيضاء.