عيد سعيد وصفومحبة يا كل أهلنا يا مصريون . أعاده الله خيرا علينا جميعا وعلي أمة لا اله الا الله .. يا قرائي يا أعزاء تبسموا اليوم ، بسمة لله ، موجهة الي من نسيوا البسمة في غمار الحياة وعذاب المرور وطوابير السيارات وضجيج المكروفونات التي ما زالت تخرق آذاننا وتخرق عين القانون وننفرد بها دون سائر خلق الله ...مع ذلك ابتسموا يرحمكم الله. في حارة درب اللبانة الأربعاء: مناسبات نادرة قد تكون أبسط من البساطة، تعود منها خفيفا كما لو انك طير وأزحت عن روحك أثقالا، لا تعرف لم ولا كيف، أمن أجواء المكان ؟ الصحبة ؟ المناسبة ذاتها أم الخروج عن المألوف، أوقطع الاسترسال المعهود ؟ شعور مبهم ويعتريك ويشرح القلب ، ويضعك في حالة أقرب الي سرور مريح ، ما أحلاها من مشاعر لا تعرف لها من الدواعي أسبابا ... أحكي لكم الآن عن احدي هذه المناسبات، عن الخيال المصاحب لأسلوب القائمين عن نشر الكتب في الجامعة الامريكية ، وفكر تسويق الكتاب .. فأن يختاروا كل مرة موقعا تاريخيا عريقا بسمات جمالية فريدة ليكون المكان المختارلتدشين كتاب فهذا أم الابتكار . تأتيك دعوة لابد وتكون مكتملة الأركان من حيث الجاذبية والحس العالي في التصميم الفني واللقطة الفنية للمكان .. دعوة تغري، وتحفز بل تدفع الي أن تلبي بالحضور . أي تسويق عبقري هذا ! طابعهم - في منشورات الجامعة الامريكية - كتب للخاصة بطعم أجواء التراث . تجوال بين ألوان الفنون الاسلامية ما بين القاهرة العتيقة وعواصم اخري عربية .. انما كتبهم كنوز للخاصة فقط وهذا عيبها الوحيد أوربما من مميزاتها لا أدري، وليس لارتفاع أسعارها فقط، بل لصدورها جميعها باللغة الانجليزية فلا تتاح لجماهير عريضة .. انما ارجع وأقول : يعني الجماهير العريضة عندنا تقبل علي شراء الكتب ؟ فاذا بحثت وتأملت ستجد حتي معظم - القلة التي تشتري وتقرأ تلك الكتب، غالبا ما تنتظر أن تأتي اليها الكتب ، اذن فكيف تجعلهم يذهبون اليها ؟ هذا تساؤل أدرك اجابته قسم النشر في الجامعة الامريكية ، ومن هنا انطلق الخيال ووجده في اجتذاب تلك الفئة التي تغويها اجواء التراث وتهوي ارتياد الاماكن ذات الاجواء فابتكروا لهم تلك الدعوات الخلاقة، حيث لا يملك المرء الا ان يلبي مثل هذه الدعوة جزلا، ويذهب اليها بشوق وتطلع .. لا تعرف ان كانت هذه بنات أفكار مارك لينز رئيس قسم النشر، أم من ابتكارات نبيلة عقل، أم هوالتفاهم بين العاملين معا يؤدي الي مثل هذه الاختيارات المتميزة .. مرة في مزرعة خيول عربية في الهرم مع عرض للجمال العربي متمثلا في خيول أصيلة ، ومرة في شارع المعز بعد أن أعيد له بهاؤه واجواؤه وتحول الي مزار علي الأقدام .. وهذه المرة في بيت عتيق سكنه المعماري الأشهر حسن فتحي في حارة درب اللبانة بالقلعة بعد ترميمه كأثر ضمن نهضة احياء التراث المعماري في القاهرة الاسلامية مشروع فخار لا ينكر لوزارة الثقافة في عهد فاروق حسني. في بيت حسن فتحي البيت يعود لأواخر القرن الثامن عشر ومالكه الأصلي مصري اسمه علي لبيب، فلما سكن في احدي طبقاته المعماري الأشهر حسن فتحي في نحو منتصف القرن الماضي، وسكن في طبقة منه فنان من المستشرقين الاوروبيين ، دخل هذا البيت دائرة الشهرة وارتاده خلاصة من مثقفين مصريين واجانب ، حتي ان الامير صدر الدين خان اقتني احد ادواره وطعمه بزركشات الفن الاسلامي ليقيم فيه احتفالياته كلما زار القاهرة ... أما بعد رحيل المستشرق الاوروبي ثم حسن فتحي فقد اهمل البيت وتدهور حاله الي ان تداركته مؤخرا وزارة الثقافة وتم الترميم وأعيد لحالته، وان بقي مغلقا بالضبة والمفتاح ، لم يدخل الي جملة المزارات السياحية ولا يصرح لدخوله الا بموافقة خاصة .. وجاءت هذه المناسبة فرصة لازالة أكوام الزبالة والركام الذي كان يحيط بالمكان، فالثقافة مسئولة عن الداخل، اما الخارج فمسئولية الحي، فكيف يتحرك رئيس الحي ؟ انما حدث وتحرك رئيس الحي وتم تنفيذ اللازم وازيلت الزبالة بعد تدخل من المحافظ عبد العظيم وزير شخصيا.. هل يعقل ان يتدخل المحافظ ليتحرك رؤساء الاحياء من مكاتبهم ويمروا علي شوارع الحي الذي يتبعهم؟! احتفالية درب اللبانة منذ ايام كانت لتدشين ثلاثة كتب يربط بينها خيط واحد : القاهرة وتراثها المعماري .. أحدها عن مآذن المساجد في القاهرة .. وكتاب آخر يستعرض الجذور التاريخية - الأثرية للقاهرة وأصولها بعنوان حصن بابليون والكتابان بكاميرا وأقلام أجانب من عشاق الفنون الاسلامية .. أما الكتاب الثالث عرس هذه المناسبة فهوكتاب عن المعماري حسن فتحي ربما يكون الأروع لما نشر عنه حتي الآن ، سيرة وتصويرا لاعماله وتجوالا بين فكره العمراني وفلسفة مشاريعه المستمدة دوما من البيئة ، مع الشرح والتحليل من كل الوجوه : اجتماعيا- اقتصاديا وبيئيا وسيكولوجيا وجماليا .. ولا غرابة فمن كتب وأوضح وفسر وعلق وجمع كل هذه المادة من رسوم وتصاوير هواحد أهم تلاميذ حسن فتحي : المهندس أحمد حميد الحاصل علي جائزة (وورلد أوورد) في المعمار.. كتابه هذا قائم علي أبحاثه لنيل درجة الماجستير التي قدمها فيما بعد الي قسم الدراسات العربية بالجامعة الامريكية ونال عنها اكثر من جائزة. حارة درب اللبانة مرتفعة عن الأرض تصل اليها بدرج بدائي يؤدي لبيت علي الطراز الاسلامي بعدة طوابق وخلف مسجد الرفاعي بالقلعة، قرب مسجد السلطان حسن، وعلي مشهد من قلعة صلاح الدين .. في طريقي علي الدرج استعدت زيارتي الاولي للمكان من سنين في مرحلة أعوامي الاولية في الصحافة عندما كانت الاحاديث والتحقيقات الصحفية هما سبيلنا الوحيد لنري أسماءنا منشورة ويا فرحتنا ايامها فما كانت الاخبار تنشر مشفوعة بعدة أسماء كما في هذه الايام ... أجريت حديثا مع المعماري حسن فتحي وكان ملء الأسماع، وكان لا يطيق الا كل ما يمت الي البيئة الصرية والاسلامية ويرفض كل انتساب الي الثقافة الاوروبية ويعتبر ذلك من باب زهو اجوف وانتساب رخيص الي ثقافة الغير بينما تراثنا زاخر .. وما زلت أذكر ما حكاه لي في الحديث عن عروس خطبها ذات يوم وكاد أن يتزوجها لولا ان أهلها أخبروه بنيتهم ان يضموا الي جهاز ابنتهم غرفة صالون مذهب طراز لويس الخامس عشر كزهو من المصريين في تلك المرحلة، فحاول ان يثنيهم عن ذلك دون جدوي، فما كان منه الا ان فسخ الخطوبة بلا رجعة .. وحتي اليوم كلما تذكرت صوته متهكما علي ( اللوكونز ) الذي يصر عليه أهل العروس تشبها بالفرنجة لا أملك الا ان أبتسم، كان حسن فتحي داعيا مريدا لكل ما هو بيئة اصيلة ... صفوة من مثقفين طوال التجوال بين انحاء الدار، صعودا وهبوطا تقابل ألوانا من صفوة مثقفين ومعماريين وفنانين من كل المجالات .. ها هو المهندس د. يوسف مظهر الذي عرفته مصر كلها علي ايام حلقات برنامجه الذي لم يتكرر وكان بعنوان " تكنولوجيا " .. أين أنت يا د. مظهر ؟ فاني اعرف من أصدقاء له ان لديه أرشيف معلومات مزودا بالصور النادرة بما لا مثيل له من تاريخ البشر في مصر .. فالتاريخ الذي يدرس بالمدارس - علي قول الروائي د. يوسف زيدان - تاريخ الملوك والسلاطين ، انما التاريخ الحقيقي وهم البشر، الشعوب، عامة الناس، فلا ذكر لهم مع انهم من يصنعون التاريخ الحقيقي ... د. يوسف مظهر ربما يكون الوحيد المؤهل بمعرفة وتوثيق لتاريخ عامة الناس في مصر بحرفهم وملابسهم وعاداتهم ومشاغلهم بدءا من قدماء المصريين مرورا بالعصور الي بناء مصر الحديثة في عصر محمد علي الكبير بتفاصيل مكتملة لما يعرف ببناء مصر الحديثة، مرورا بالعهود حتي الملك فؤاد ... أرشيف متكامل لما لا نعرفه من حياة المصريين العاديين لا الحكام ولا السلاطين فأين التليفزيون المصري وكيف يغضي عن مثل هذه الكنوز الحية، هؤلاء الحكائين العظام وبرامجهم الثمينة ؟! صعدنا الي سطح الدار لنشهد أكبر مجموعة لتشكيلات من مآذن تجمعها بانوراما واحدة .. والهلال في السماء سبحان الله كأنما وضعته العناية في الموقع المنتقي بين جملة المآذن التي كأنها الايقاع الموسيقي ففن العمارة لون من الموسيقي تسمعها بالعينين فتطرب ، شعر مرئي صامت له ايقاع تراه العين ... يجتمع امام ناظريك نحو 12 مأذنة بما فيها المآذن الأربع لمسجد محمد علي ، تكوينا من لوحة تشكيلية من الابداع المعماري، بتوزيع عفوي علي مر الزمن بلا سابق تدبير ، مشهد مسائي يخطف القلب والابصار... مآذن نمرعليها كل يوم دون ان نتوقف، تأمل لتكشف مواضع الابداع في الخط المرهف رشاقة ، يبدو في عين المتسرع كأنه النمط الواحد، مع ان لكل تفاصيل تستقل بالشخصية لمن يطيل النظر، تحار في بدع أنامل عبقرية في مقرنصات كيف حفرت كل هذه المشغولات نحتا في الحجر ... أما التشكيل ما احلاه من نغم ، جملة مآذن تتوالي بعفوية عبر أزمان اجتمعت علي تشكيلات تشاهدها فتطرب، مآذن كأنها الابتهالات بصمت وثبات ، أنامل تشير الي السماء، لن تجد مثيلا لبانوراما تجمع مثل هذا المشهد في أي مكان ... الأضواء بثت ببراعة عين فنان بين الزوايا المحيطة، في المساجد وحول المآذن، فهي شهود علي حس مرهف وذوق رفيع متمكن، واستطاع ان يبرز روعة الليل في هذا المكان ... فنانو هندسة المعمار كانوا كثر بين رواد تلك الليلة وعلي سطوح البيت قابلنا المهندس د. ممدوح حمزة أحد محبي المعمار الاسلامي وحسن فتحي ، وقد ساءه أن يكسر كل هذا الجمال المحيط رزء بسطح بناية قريبة تتباهي بعدد من الدشات اثنين ثلاثة أربعة دش، نشازا بين نغم منساب يقطع المشهد الابداعي .. خيل لي لوأن الامر كان بيده لما تردد في خلعها بيده ولوبالكماشة .. انما العين بصيرة واليد قصيرة يا د. حمزة..! في التجوال بين انحاء الدار قابلنا حفيدة حسن فتحي - بيريهان حبشي - ولان حسن فتحي لم ينجب ، كان أبناء اخيه اليه في منزلة الاحفاد، وبيريهان استعادت معنا ذكرياتها هنا وأمتعتنا بالحكايات .. ربما يطرأ الي د. زاهي حواس ان يفتح هذا البيت للمناسبات فيمتلئ بالحياة وينضم لسلسلة بيوت التراث الحي مثل بيت الهراوي والسحيمي وطاز وخاتون .. من يدري ربما . اسماعيل النقيب أدركت أنه شاعر سيريالي مثل سلفادور دالي في الرسم السيريالي ذات المدرسة ! عرفت الصديق اسماعيل كاتبا متميزا يحسن التعبير ويجيد انتقاء الكلمات ، غير أنه حكاء حديثه طلي حتي لوكان لغوا فبامكانه ان يضفي عليه طعما ونكهة، فهو يتذوق اللفظ وله حس عال في وقع الكلام .. انما لم أكن ادري بأنه رسام سيريالي مثل سلفادور دالي، مدرسة واحدة تقدم فنا عليك ان تقبله بلا تفسيرات، غير مطلوب منك ان تفهم يكفي انه يحرك فيك الخيال ويطلقه فهذا وربي افعل من طوب كلمات تعورك لفرط طوب الكلمات .. لوكان دالي حيا لكانت لوحات اسماعيل النقيب في شعره الهاما له فما عليه الا ان يرسم المضمون ... ادركت ذلك عندما تلقيت كتاب أشعار اسماعيل - دالي " الي مجهولة العنوان " . " بهجة الكسل " كم مرة قررت ان تمارس الرياضة بانتظام، وكم مرة نصحك طبيبك باهمية ان تمارس الرياضة .. وكم مرة أجلت وسوفت وتهربت من مزاولة الرياضة .. أبشراذن وتماسك واحبس انفاسك واسمع الآتي : صدر كتاب نشر حديثا في ألمانيا وينصح بعدم ممارسة أي رياضة غير المشي فقط .. الكتاب عنوانه " بهجة الكسل " وكاتبه طبيب بدرجة بروفسور - أستاذ - اسمه بيتر اكست من جامعة فولدا بفرانكفورت ، يؤكد فيه ان القيام بتمرينات رياضية أوممارسة لعبة رياضية مجهدة بصفة منتظمة هذا شأن غير صحي لأنه مجهود طاريء ويمثل حالة غير عادية تفوق القدرات الطبيعية .. يقول في الكتاب أن لكل انسان مخزونه الحيوي ، اما يستهلكه في وقت قصير كما في التمارين الرياضية المكثفة، اوفي وقت طويل بالاسترخاء والراحة التي يعرفها البعض بالكسل ... يؤكد د. اكست ان الرياضية المكثفة تسرع بالشيخوخة عندما يتقاعد الرياضي، وهوسيتقاعد يوما بكل تأكيد، وعنذئذ سرعان ما توهن عضلاته ويهاجمه الهرم ويظهر عليه ويبان ... كما ان التمارين الرياضية الشاقة تخل بمستوي الهرمونات بما يرتب تغييرات ضارة بالجسم ، ليس اقلها تضخم القلب وارتفاع ضغط الدم ... ود. اكست هذا يقول أن الرياضة العنيفة قد تكون مسئولة أيضا عن اضعاف جهاز المناعة، وبالتالي يتعرض من يمارس الرياضة العنيفة لأمراض خطيرة، بل قد لا تعلم - كما يقول - أن حالة الخمول التي يمر بها أي مريض هي ضرورية تلقائية من الجسم لتفعيل جهاز المناعة .. ويقول الكتاب ايضا أن التمرينات الرياضية قد تضر بالدماغ وبملكات العقل، فهذه بالاضافة لاصابات الدماغ عند الرياضيين سبب مباشر في افراز هرمون الكورتيزول الذي يؤدي لضعف الذاكرة ويضر بالخلايا العصبية، كما ان الرياضة العنيفة للنساء أكثر خطورة لأن لها آثارا جانبية تتعرض لها أي لاعبة محترفة كمثل انقطاع الطمث وانخفاض هرمون الاستروجين ، وهذا ما لا يهددانها بالعقم فقط بل أيضا بهشاشة العظام في عمر مبكر ... اذن مقابل كل ما تقدم ينصح د. اكست بممارسة المشي المعتدل لكونه المجهود الطبيعي الذي يلائم تركيبة الجسم ولا يسبب اجهادا لا طائل منه، وينصح بالاعتدال في الطعام، والتركيز علي الغذاء السليم ، وتناول الفيتامينات باعتبارها أفيد للجسم من الرياضة ثم ... ينصح بالضحك والضحك ثم الضحك بقدر ما تستطيع ، فحين تضحك ينتقل انتعاشك الي الخلايا فتفرز هرمون السيروتونين في مجري الدم، ثم ان الضحك يقوي الرئتين والحجاب الحاجز وينظم ضغط الدم ونبضات القلب ... هل تصدق هذا الكلام ؟ صحيح الكسل احلي من العسل حسب ما يقال ولكن من أدرانا بالحقيقة ؟ في الاعوام الاخيرة اعتدنا علي ان يغير العلماء والاطباء آراءهم وفتاويهم الصحية التي ينشرونها بين أنحاء العالم فيرجعون فيها كل حين وحين والعكس بالعكس كثير ويحتاج لوقفة في يوميات قادمة فكم حذروا من أنواع واصناف الطعام ثم رجعوا في آرائهم ونصحوا بها فيما بعد واحيانا يعاد تدوير النصيحة ولا كأنها زبالة ويعاد تدويرها فتعود اليك في هيئة جديدة وشكل آخر وياما حنسمع من الاطباء ! من الكترونيات الحياة اذا حدث ونسيت يوما مفاتيح السيارة بداخلها وأغلقت الأبواب، فتابع الخطوات الآتية : اتصل بمن لديه المفتاح الآخر - الاحتياطي - الملحق بالريموت كونترول ، واطلب منه ان يضغط علي زر فتح الباب ويظل يضغط بينما انت تبقي علي موبايلك مفتوحا بينما تقترب أنت من باب سيارتك، وتقف علي بعد نحوقدم واحد وموبايلك مفتوح علي الشخص الآخر، هنا ستجد باب سيارتك وقد انفتح ولا تسألني ( ازاي )!