جلس سبعة من الشباب في مكان منعزل مظلم، أشعلوا الشموع وتجمعوا علي شكل حلقة حول لوح (ويجا) السكون يخيم علي المكان لا حركة ولا حراكا فقط واحد من الجالسين تسلم زمام الأمور وأخذ ينادي علي (الأرواح) لوح ويجا مسطح مرسوم عليه أحرف وأرقام ورموز أخري وفيه مؤشر متحرك، ويزعم بعضهم أن هذا اللوح يمكن استخدامه للتحدث إلي الأرواح أو الأموات. مجدي 27 سنة اختار أن يرأس الجلسة ويستدعي الروح المزعومة، فيما زملاؤه ينتظرون ويترقبون، وضع كل منهم أصبعه علي كأس زجاجية، وهي الأداة التي ستنقل لهم رسالة الروح المرتقب حضورها. بصوت منخفض أخذ أحدهم يردد (ويجا احضري) علي اعتبار أن ويجا هي الروح التي ستلبي النداء وتكون حاضرة للإجابة عن كل استفسارات المجموعة فيما يتعلق بماضي أعضائها وحاضرهم ومستقبلهم. ويضع المشاركون في جلسة الاستحضار أصابعهم علي المؤشر الذي يتحرك رغماً عنهم وبإرادة خفية، ويقول رئيس الجلسة شعرنا بأن الكأس يتحرك وبسرعة مخيفة، سألت الروح عن عمري ومهنتي وحياتي الشخصية فأجابت ولكن في الحقيقة أن الخوف انتابهم جميعاً ولعل ظلمة المكان كانت السبب.. مجموعة الأصدقاء كانوا قد اطلعوا علي طقوس اللعبة في المواقع الإلكترونية، لذا كانوا مهيئين نفسياً لحدوث ما لا يتقبله العقل والمنطق وكان اختيار مجدي للمكان من شأنه أن يمنح الأصدقاء بعض الخصوصية ويمنع جلب الأرواح إلي منازلهم، ولكن لم يخطر في باله أن لممارسة هذه اللعبة سلبيات. قال أحد المشاركين في الجلسة بعد أن شاركت في هذه الجلسة أصبحت تنتابني هواجس بأن أحدا ما يطاردني أو يهيأ لي رؤية أرواح وتارة أقنع نفسي بأن أحد المشاركين في اللعبة من الأصدقاء هو من تحكم بالكأس. الشكوك راودت الجميع وصاروا يكيلون الاتهامات لبعضهم البعض.. ويعترف آخر بأنه لن يتحمل الصدمة، فانصرف إلي الصلاة ليحفظ نفسه من الأرواح التي يزعم أنها كانت حاضرة معه. هذه اللعبة واسعة الانتشار بين طلاب الجامعات والمدارس، ويقوم الطلبة باستغلال الدقائق التي تفصل بين الحصص الدراسية للعب (الويجا) ولا تجد في لعبها أي ترهيب أو خوف لطالما مارستها في وضح النهار. ويعتقد كثيرون أن التفسير الوحيد لهذه الظاهرة يكمن في تأثير التحريك اللاإرادي. العقل قادر وتحت تأثير جهد ذهني محدد بأن يحرك عضلات الجسم بطريقة لا إرادية فلا يشعر صاحبها بأنه هو من يتحكم بها، ويبدو الأمر له وكأن قوة خارجية تتحكم بالمؤشر أسفل يده. يفسر المعالجون بالطاقة أو الروحانيون (الويجا) بطرق مختلفة، فيقول بعضهم إن لوح الويجا عبارة عن بوابة للتعامل مع العالم السلبي أو العالم السفلي الذي يلبي نداءات الإنسان التي لطالما وجهت له. وفي استطلاع للرأي أجراه أحد المواقع علي الجمهور الأمريكي، أعلن أكثر من ستين في المائة ممن اشتركوا في التصويت أنهم يخافون من ألواح ويجا ويعتقدون أنها مصدر خطر. ويوضح أن قلة قليلة هي من تتقن اللعبة لأن ممارستها بحاجة إلي أشخاص مؤهلين وأن لها خطورة علي نفسية اللاعب لما يصيبه من هواجس ومخاوف وتخيلات. ويحذر علماء الشريعة بشكل خاص من خطورة اللعبة.. وأن ممارستها ترسخ للاعتقاد الباطل في نفوس الناس وخصوصاً الصغار بأن هناك خروجاً للأرواح.. وأن هناك من يستطيع أن يأمر الروح وهذا باطل.. واستدعاء للشياطين وليس للروح، وهو أمر لا يجوز شرعاً وقد يؤدي بصاحبه إلي الكفر. لم تثبت أي تجربة علمية صحة اللعبة بل يعزز الكثير من البرامج المتوفرة علي مواقع (يوتيوب) حركة المؤشر في ألواح (ويجا) إلي القوة الذهنية، وبينت بعض الأفلام المعروضة زيف اللعبة بأن طلبت من لاعبيها وضع عصابة علي عيون الأشخاص المحركين للمؤشر فتبين أن المؤشر لم يتحرك. علي شبابنا ألا يبحث عن الشعوذة.