انسحب حزب الوفد من جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب بعد مصادمات واشتباكات بين مؤيدي قرار الانسحاب ومعارضيه بعد إعلان الجماعة المحظورة انسحابها وهروبها من المعركة. بعض مرشحي الوفد أعلنوا استمرارهم في المنافسة وخوض انتخابات الإعادة.. احتراماً للناخبين وجمهورهم وانصارهم الذين ساندوهم في الجولة الأولي مثل عاطف الأشموني المرشح بدائرة المطرية ومحمد المالكي المرشح بدائرة الجمالية. هؤلاء رغم اعتزازهم بالانتماء لحزب الوفد إلا أنهم رأوا أن قرار الانسحاب خطأ.. وكان يجب علي قيادات الحزب أن تحتكم إلي الجمعية العمومية التي قررت خوض المعركة الانتخابية. كما رأي هؤلاء أنهم لا يمكن أن يخذلوا الناس التي عقدت آمالاً عليهم في المعركة الانتخابية.. وطالبتهم بالاستمرار في الانتخابات حتي يصلوا للبرلمان للتعبير عن آلامهم وأوجاعهم وتبني مطالبهم. وقالوا أيضاً.. إنهم ظلوا يعملون في خدمة المواطنين ويتواصلون مع أبناء دوائرهم علي مدي سنوات عديدة.. انتظاراً لهذه المعركة.. فكيف ينسحبون? طبعاً.. هؤلاء المرشحون اتخذوا الموقف الصائب لأن الانسحاب من المعركة يعني الهروب.. من المسئولية التي كلفها بهم أبناء دوائرهم الذين ساندوهم وبذلوا قصاري جهودهم لمؤازرتهم في الجولة الأولي.. كما أن المكتب التنفيذي لحزب الوفد اتخذ قراره بالانسحاب دون الرجوع إلي المرشحين الذين فوجئوا بالقرار وهو ما أثار غضب واستياء كل ما لديه فرصة الفوز في انتخابات الإعادة. اعتقد أن بعض مرشحي الوفد الذين يخوضون الجولة الثانية للانتخابات غداً ستكون أمامهم فرصة كبيرة للفوز لأنهم احترموا الناخبين ولم يهربوا من المعركة.. وتحملوا المسئولية. هناك فرصة في جولة الإعادة لزيادة عدد مقاعد التيارات السياسية المعارضة.. لإثراء الحياة النيابية.. والحوار تحت قبة البرلمان.. لأن مجلس الشعب بلا معارضة يصبح بلا طعم ولا حراك.. رغم أن هناك نواباً من أعضاء الحزب الوطني أحياناً يتحولون إلي نواب أكثر قسوة وشراسة علي الحكومة من المعارضة.. ولا ينسي الناس ما قاله الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد للحزب الوطني والنائب عن الزيتون ..(إن الفساد وصل للركب). لقد أعجبني موقف الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذي أكد علي رفض حزبه الانسحاب من المعركة.. قائلاً إننا حزب الفقراء.. وإن مرشحي الحزب فقراء باعوا ما يملكون للانفاق علي الدعاية الانتخابية وصبروا وصمدوا حتي وصلوا للجولة الثانية.. فكيف نقول لهم انسحبوا? الوفد حزب عريق.. والانسحاب ليس في صالحه.. ولا يحقق مصالح مؤيديه.