وأصبح العصر الذي نعيشه يطلق علية عصر الاتصال وذلك بما أتاحه من وسائل اتصالية تكنولوجية هائلة تواصل بعدها العالم وانفتح علي مصراعيه وانتشرت المعلومات والمعارف واتيحت لكل من يسعي إليها. كان الإعلام في الماضي مقتصرًا علي البث التلفزيوني والإذاعي؛ مما يجعل الأخبار والمعلومات محدودة وفي نطاق ضيق بسبب الاعتماد الكامل علي تواجد المراسل أو الصحفي في موقع الحدَث ليقوم بأخذ الصور عن طريق الكاميرا الخاصة به وبعض المعلومات من الأشخاص المتواجدين في موقع الحدَث، وقد تأخذ المعلومات والأخبار وقتًا طويلاً كي تصل إلي بلدانٍ أخري. لكن في الوقت الحالي وبوجود شبكة المعلومات العالمية (الانترنت)؛ لم تعُد كتابة الأخبار حِكرًا علي المراسلين أو القنوات الإخبارية، حيث أصبح بإمكان أي شخص عادي أن ينشر الأخبار والمعلومات ويمررها للآخرين مُرفِقًا الصور أو مقاطع الفيديو المناسبة، ومع الطفرة التكنولوجية الحديثة أصبح بالإمكان نشر الأخبار والمعلومات في دقائق معدودة لكل الأشخاص في مختلف البلدان والأقطار، وصار بالإمكان أخذ وجهات النظر في نفس اللحظة، وذلك بوجود الوسائط المتعددة التي تسهل عملية انتقال المعلومات، وهذا ما يسمي ب الإعلام الجديد . فعندما يتسلّح أي مواطن بمجموعة من آلات الاتصال الالكترونية الصغيرة مثل (كاميرا رقمية، حاسب محمول، مسجل صوتي صغير.. الخ) وينطلق إلي الميدان يقتنص الأخبار؛ فإنّ هذه التقنية الذكية تمكّنه من أن يتحوّل إلي صحفي، وعندما يقوم أي مواطن بإعداد حديث صحفي مع شخصيةٍ عامّة وينشر تفاصيله علي مدونته الالكترونية فإنّ هذا العمل يخوّله أن يصبح صحفيا محترفًا، وعندما ينشر أي مواطن أخبارًا ومعلوماتٍ لم تسبقه إليها المؤسسات الإعلامية التقليدية العريقة فإنّ هذا السبق الصحفي يضفي عليه صفة الصحفي ولذلك فان الصّيغ الالكترونية الجديدة في نشر الأخبار قد أتاحت الفرصة لأي شخص ليكتب وينشر صوره وآراءه وأخباره التي جمعها من مصادره الخاصة علي شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت)، وفتحت باب الصحافة أمام أشكال مستحدثة من تبادل المعلومة والخبر، ويطلَق علي هذه الظاهرة الجديدة مصطلح (صحافة المواطن) أو(إعلام المواطن) أو (التدوين) وكلها مصطلحات مرادفة لمصطلح الإعلام الجديد. مما سبق نستطيع نعرف ان المقصود بالإعلام الجديد هو دمج أدوات الإعلام القديمة مع الرقمية وشبكة المعلومات العالمية مما يسهل عملية نشر المعلومات والأخبار بسرعة فائقة ويوفر عملية تفاعلية بين المرسِل والمستقبِل؛ حيث يستطيع المرسل التواصل مع المستقبِل ومعرفة وجهات النظر حول أي موضوع يتم نشره. ولذلك فلا بد ان نعترف بأن وسائل الاعلام الجديد قد أسقطت الحدود وانهارت حواجز الاقتباس والاقتداء والانتقاء والانبهار. وانطلقت ثورة المعلومات تؤثر في من يرغب ومن هو مستعد دون معوقات أو تعقيدات ليصبح هناك حوارات وتفاعلات لا تنتهي ولتصبح الثقافة الإنسانية بوتقة تصهر كافة الثقافات في تفاعل حضاري مستمر.. وأصبح العصر الذي نعيشه يطلق علية عصر الاتصال وذلك بما أتاحه من وسائل اتصالية تكنولوجية هائلة تواصل بعدها العالم وانفتح علي مصراعيه وانتشرت المعلومات والمعارف واتيحت لكل من يسعي إليها، وأصبح يطلق علي المجتمعات المتقدمة في صناعات الاتصال مجتمعات المعلومات تميزا لها عن غيرها من المجتمعات التقليدية الأخري، واصبحت تكنولوجيا الاتصال سمة العصر الحالي ومظهراً من مظاهر تقدمه وبالتالي مظهراً من تقدمه الاعلامي. ونحن في مصر نخطو خطوات واسعة نحو الدخول باقصي ما نستطيع نحو مجال الاعلام الجديد وتكنولوجيا الاتصال ليستفيد شباب مصر بهذه الثورة التكنولوجية ويواكبوا هذه التطورات المتلاحقة ولكن لا يغني هذا عن ضرورة التطور ايضا في مجال الاعلام المرئي والمسموع او الاعلام القديم وخاصة علي المستوي الرسمي فما زال التطور في منظومة الاعلام المرئي الرسمي يعتمد علي المظاهر فقط التي تخدع غير المتخصصين في الاعلام اما المضمون فما زال يحبو نحو التطور تارة ويتراجع تارة لان المشكلة الحقيقية تكمن في القائمين علي هذا الاعلام الرسمي ومدي توافق فكرهم مع طموحات الشباب او الاليات التي يتبعونها في التطوير فما زال فكر التطوير قائماً علي استيراد احدث التقنيات دون تطوير البشر وتغيير الالوان والديكورات دون النظر الي المضمون والاداء ولهذا ما زال مسئولو ماسبيرو والاعلام المرئي يتطور تجدهم ينتقلون بين المسلسلات تارة ووالافلام تارة والانفاق عليها بما يوازي ميزانية عدة مشروعات قومية تؤدي الي تطور المجتمع وهذا الذي يعتبره البعض انجازاً اعلاميا لم يحدث من قبل أو سبق اعلامي يستحق الثناء والتقدير مثلما فعل اهل ماسبيرو في رمضان الماضي دون ان يفكر احدهم في مصر بكره هتعمل ايه او مصر المستقبل ماذا تحتاج او شباب مصر كيف يلتفون حول شاشات ماسبيرو ليكونوا دعما لهذا الوطن بدلا ً ممن يستغلونهم لتحقيق مآرب اخري؟ وهذه هي مشكلة ماسبيرو التي طالما تكلمنا عنها والتي لن تتغير الا بتغير فكر القائمين عليه وهذه المشكلة لن تحدث مع الاعلام الجديد لان هذا الاعلام لا يخضع لسيطرة ماسبيرو والقائمين عليه.