البعض يحاول طمس هوية النقابات المهنية وعلي رأسها نقابة المحامين ويريدون أن يحصروا دورها في العمل النقابي المهني والخدمات فقط. قلعة الحريات او نقابة المحامين كما يحلو للبعض ان يسميها ستبقي دائما محل جدل ونقاش وشد وجذب كبير ليس فقط بين اعضائها ولكن كل المهتمين بالشأن العام، فلا يتصور احد من العاملين بالعمل العام هذا الاختفاء القسري المتعمد لنقابة المحامين وانسحابها غير المقبول من معترك العمل العام والهم القومي، فكانت نقابة المحامين مصدر رعب وقلق لكثير من الفاسدين ومجرمي الياقات البيضاء الذين نهبوا ومازالوا يغترفون من خير هذا الوطن بلا حسيب او رقيب.. منذ فترة قصيرة اخذت لجنة الحريات او الجناح السياسي لنقابة المحامين علي عاتقها الذود عن حقوق وحريات المحامين والمواطنين وحققت نجاحات لاينكرها إلا جاحد بفضل جهد المخلصين فعملوا واتقنوا واجتهدوا وتحدوا الصعاب وخاضوا المعترك وتحملوا سب السفهاء وقذف البلهاء فكانوا نعم الرجال وخيرة الشباب لكن الآن توارت لجنة الحريات خجلا الي جنح الظلام وتهافت عليها المنتفعون واصحاب المصالح فأصبحت جسدا بلا روح فلحساب من تقتل اللجنة بيد المصالح والاهواء?! ومن المسئول عن التعتيم علي الدور الوطني لنقابة المحامين?! والي اين تتجه موازين القوي في نقابة المحامين.. هل يكون هناك في نقابة المحامين قليل من الوفاق وكثير من الخلاف.. ام ينجح حمدي خليفة في احتواء الازمات وترويض المعارضين واصحاب الاهواء?! هذا ما كنا نأمله - لكن الامور تزداد سوءا. ما حدث هو ان زادت الفجوة وتعثر النقيب ولاشك ان العمل النقابي في ظل هذه الاجواء عمل بغيض لايقربه الشرفاء ويمقته اصحاب الكفاءات فإذا كان هذا هو حال قلعة الحريات.. فما بالكم بباقي النقابات المهنية.. فحالها يسر العدو.. اما الحبيب فيبكي لحالها وما آلت اليه من حراسة وقمع ومجالس هشة تفتقر لموهبة الادارة والمقدرة علي التطوير والتحديث.. فمن المسئول عن هذا الترهل الذي آل اليه حال النقابات المهنية التي تضم صفوة ابناء هذا الوطن فكريا وثقافيا?! السنوات القليلة القادمة سوف تشهد احداثا سريعة ومتلاحقة من شأنها تغيير مسار الحياة الحزبية والسياسية، فانتخاب رئيس جمهورية جديد ومجالس نيابية بتشكيل وهيئة مختلفة امر ليس بالهين ومشاركة الصفوة من اعضاء النقابات المهنية في هذا المعترك امر حتمي والغياب او التغييب مرفوض فهل النقابات المهنية مستعدة لهذا المعترك?! البعض يحاول طمس هوية النقابات المهنية وعلي رأسها نقابة المحامين ويريدون ان يحصروا دورها في العمل النقابي المهني والخدمات فقط فلا تتحدث في السياسة او المشاركة في صنع القرار القومي.. فتقديم نقابة المحامين محاولة قديمة خاضها الكثيرون وفشلوا لان نقابة المحامين انشئت لتكون منبرا للحريات وحصنا للذود عن الضعفاء وخط دفاع حصينا لقصم ظهر الطامعين.. فليس هناك سبيل لنقيب المحامين سوي ان يستعصم.. بإرادة المحامين ويصد اهواء الطامعين وخير الكلام يقول الشاعر: فلا تركنن الي الدنيا وما فيها فالموت لاشك يفنيك ويفنيها [email protected]