سوف ترويها الدموع.. لا تكفكفي الدمع استمري حتي يشبع الجذع وتنمو فيه الأعراف!! ما هذه الشجرة التي احتضنتها الجدة وهي تبكي علي بترها من قبل المستوطنين زرعتها مع أبيها وهي طفلة؟.. حقاً واحزناه أيتها الجدة!! ما أسوأ هذا الذبيح!! وما أقسي الألم!! بتروا الزيتون وقطعوا الليمون وراحوا في كل واد يهيمون لا يمنعهم حد ولا يوقفهم جد يصبون الشر في كل مكان وحتي أبسط الحياة.. الزيتون والليمون قوت الفقراء أهل فلسطين.. وحتي البحيرات نزحوها والآبار نزفوها وراحوا يتطلعون لدمع العيون يفرحون ويشمتون لنزيف المآقي ولا حياة لمن تنادي.. ما هذا الثبات أيها العالم!! ما هذا الظلم يا حكماء؟! ماذا بعد هذا؟! جزوع الزيتون تحصن أغصان الليمون قد كنا في أرض واحدة نحب تلك الأسرة التي وهبت لنا الحنان وسقتنا بماء الجنان واحتمت في ظلنا الظليل حتي أتانا الغرباء أصحاب النار والدمار لم يكتف بصنع الجيش الإسرائيلي بل جاء دور المستوطنة ليزيلوا ما علي الأرض من أشجار تملؤهم نية الأشرار!! سحقا يا عرب ما عاد لنا وجه نرفعه إلي السماء قصرت الأعناق وتوارت وراء ملابس الخزي.. ما بقي سوي أقفية حرقتها أشعة الشمس الباكية من طول ما نظرت إلي الأرض من الذل والعار.. لا ترفع رأسك أيها العربي حتي يأتي صلاح الدين!! هل فقد العرب كل الأوراق؟ أين الورقة السوداء التي لعبت الدور السحري في حرب أكتوبر؟ أين الكيان العربي الموحد الصف المؤمن بقضايا أمته؟ أين القوة العربية الرادعة ذات الدبلوماسية الرائعة؟ كفانا شجبا واستهتاراً واستهانة وإهانة جرائم ترتكب، استنزاف علني لكل ما هو فلسطيني الأرض والشجر والمياه والهواء وما يحمله من عطر الأجداد وميراث الأحفاد.. كفي إهانة يا عرب.. رتبوا الأوراق وجددوا كرامة عدنان وغسان بعد أن داستها النعال بتروا الزيتون وقطعوا الليمون آخر ما تبقي في أرض فلسطين.. أخشي أن يسلبوا التراب فلا قبوراً تؤويكم ولا أرضاً ترويها الدماء مئات ومئات يموتون كل يوم بأبشع الوسائل ولا يتحرك أحد ومازلنا تحت مظلة المفاوضات ما هذا التعقيد؟ وما تلك الأشواك؟ متي كنا علي الهامش ونحن الأصول!؟ أين المحاكم الدولية أمام كل هذه الممارسات.. لماذا لم يتحرك المجتمع الدولي أمام ما يحدث في الجولان سلبوا مياه البحيرات وتركوا الزروع تجف والأقوات تقل ليس لهم إلا الرمال يضعوها تحت الألسنة لتقيهم حر العطش!! مافيا الاستيطان تجتاح كل شيء وكل ما أمامهم مباح حتي الماء والهواء.. سلاسل من المهازل وما تنقله الفضائيات يندي له الجبين علي أرض فلسطين لا تصفه الكلمات بل تتحرك له القلوب قبل الدموع.. سئمنا من الكلمات.. تعبنا من الآهات.. جفت مياه الألسنة.. ماذا يبقي لمستقبل الأجيال إلا اليأس والخزلان يا أمة العرب كفانا فرقة وتصريحات أعيدوا صياغة الضمير العربي وامحوا ما علق علي الجدران سئمنا الصفعات والطعنات وهيا احفظوا كرامة الأوطان وقبل أن تنعق علينا البوم والغربان.. اعتدل أيها النخيل ولو للحظات وامح البكاء والعويل لعلها تكون الوقفة التي تصنع الوحدة تذاب فيها الثلوج وتتفتح القلوب ونفيق إلي عروبتنا وهويتنا.. آن الأوان لدولة فلسطين!! حلم من الأحلام بين الوعود والأكاذيب والأعمار الضائعة وحتي يلوح وجه الله في الربوع ويسجد الزمان ويكبر الهرمان وتصرخ المآذن ويتلي في كل ركن قرآني!!