التصريحات الحادة بين الجنوبيين والشماليين قد تحول الاستفتاء إلي كارثة وطنية افادت دراسة أعدها معهد "ريفت فالي" للأبحاث المتخصص بشئون السودان ان التصريحات الحادة بين الجنوبيين والشماليين المصحوبة بمشاكل لوجستية قد تحول الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان إلي "كارثة وطنية" عبر إعادة إغراق أكبر دولة إفريقية في الحرب. وهي تقليد قديم لدي السياسيين السودانيين - بتحويل التحديات السياسية والتقنية للاستفتاءات إلي كارثة وطنية". وسيختار ابناء جنوب السودان اثناء استفتاء مقرر في التاسع من يناير، بين الابقاء علي الوحدة مع السودان او الانفصال عنه. وهذا الاستفتاء يشكل النقطة الرئيسية في اتفاق السلام الشامل الذي وضع في نهاية 2005 حدا لحرب اهلية دامت اكثر من عقدين بين الشمال حيث الغالبية من المسلمين والجنوب حيث الغالبية من المسيحيين. ولجنة الاستفتاء رهينة حاليا لجدول زمني مثقل مع بداية فترة تسجيل الناخبين في 15 نوفمبر ونشر اللائحة النهائية في الرابع من يناير، قبل خمسة ايام تقريبا من بدء الاستفتاء. حتي ان رئيس اللجنة محمد ابراهيم خليل حذر هذا الاسبوع من ان تنظيم العملية الانتخابية في الموعد المحدد بات رهن "معجزة". واضافت الدراسة التي تحمل عنوان "سباق مع الزمن": "في إطار حصول تصويت ضد وحدة السودان، فان استفتاء تشوبه اخطاء كثيرة قد ينسف شرعية انفصال" جنوب السودان. كما ان نتائج مثيرة للجدل لهذا الاستفتاء قد تعيد اغراق اكبر دولة افريقية في المواجهة المسلحة، كما رأت الدراسة التي تدعو السلطات الي استخلاص العبر من الانتخابات الوطنية التي جرت في ابريل والتي شابتها اتهامات بعمليات تزوير ومخالفات. وحذرت الدراسة قائلة "ان عملا دوليا تشاوريا ودبلوماسية ماهرة يستطيعان فقط قيادة عملية تقرير المصير في جنوب السودان الي نهاية ناجحة وان الفشل يمكن ان يعني العودة إلي الحرب". ومن المقرر ايضا تنظيم استفتاء ثان في وقت متزامن يتعلق بضم منطقة ابيي الي شمال او جنوب السودان، وهي المنطقة المتنازع عليها والواقعة علي الحدود بين الشمال والجنوب والتي تطالب بها قبيلة دنكا نقوك الجنوبية والبدو العرب في قبيلة المسيرية الشمالية. وقالت الدراسة ايضا ان ارجاء هذا الاستفتاء في ابيي "غير مرغوب، لكن قد يكون من غير الممكن تفاديه" لان الاطراف لم يتوصلوا الي اتفاق علي احقية الناخبين فيه وتركيبة هذه اللجنة الاخري المشرفة علي الاستفتاء.