الإنترنت لن يقوي علي محاربة القرآن رجال الدين: كتاب الله تحدٍ للإنس والجن ولن تفسده المغالطات واجه الدين الإسلامي هجمات شرسة للتشكيك في ثوابته علي مر العصور..وفي إطار سلسلة هذه الهجمات يتعرض ديننا الحنيف الي التحريف والتزوير من خلال تشويه المصدر الأول لتشريعه وهو القرآن الكريم.. ولأن اعداء الإسلام يفاجئون دائما بكل ما هو حديث ومتطور في الحرب علي الإسلام..كانت الاداة الجديدة هي شبكة الإنترنت...من خلال بعض المواقع الرخيصة والدنيئة التي انتشرت علي الشبكة في محاولة لعرض آيات قرآنية وسور لا تمت للإسلام بصلة...ولمعرفة طرق التصدي لهذه الهجمات مجهولة الهوية كان لنا عدة لقاءات مع رجال الدين والإعلاميين والساسة والمواطنين والمتخصصين فماذا قالوا?!! وحول هذا الموضوع يقول الدكتور زكي عثمان..الاستاذ بكلية الدعوة ان القرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه نزل به الروح الأمين جبريل (عليه السلام ) علي قلب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بلسان عربي حيث الزمان الذي فيه البلغاء بالفطرة والشعراء بالسليقة والنقاد بالطبع السليم لم تفسده مغالطة الأعاجم فلما جاء خاتم النبيين صلي الله عليه وسلم بالمعجزة الكبري الباقية الي يوم الدين وهي القرآن الكريم تعرض له العرب حيث استمعوا اليه وهم من هم في اللغة والبيان فقال قائلهم : ؟إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن اعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وانه يعلو ولا يعلي عليه وماهو من كلام الإنس والجن والعقل السليم ينشد قائلا : والفضل ما شهدت به الأعداء ولقد حاول المشركون واعداء الإسلام منذ زمن الرسول صلي الله عليه وسلم وحتي الآن اللغو فيه والانتقاص منه وباءت كل محاولاتهم بالذلة والصغار وسجل القرآن عليهم بعض هذه المطاعن ورد عليها يقول الله تعالي (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملي عليه بكرة وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما ) سورة الفرقان الآية 5 والآية 6 ووصفوه بانه مفتري من محمد صلي الله عليه وسلم ويرد القرآن في قوله تعالي (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا وهو أعلم بما تفيضون فيه كفي به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم) سورة الأحقاف الآية 8. ومن غباء المشركين انهم اتهموا الرسول صلي الله عليه وسلم بانه تلقي القرآن تعلما بين يدي راهب اعجمي وهي تهمة لا يزال يرددها "بلاشير " وإخوانه من المستشرقين ولقد كان من الأولي لهذا الراهب أن يدعيه لنفسه ثم كيف يتلقي القرآن وهو علي تلك الدرجة من البلاغة والفصاحة والبيان من راهب لا يجيد العربية? وفي صدر الإسلام ظهر مسيلمة الكذاب الذي ادعي أن هناك قرآناً يوحي إليه فقال والطاحنات طحنا ، والخابزات خبزا " وكذلك عتبة الذي الف قرآنا وادعي أنه يوحي إليه. وأكد الدكتور زكي عثمان أن الادعاءات توالت من عصر الي عصر ولكن في عصرنا هذا جاءت أشد خبثا وأعظم مكرا ودهاء إذ هي محاولات يكسوها في الظاهر المنهج المحايد والنزعة العلمية المجردة ويتغلغل في باطنها منهج الهوي والتعصب ونزعة العداء والحقد والبغض بدرجات متفاوتة من المستشرقين. و أضاف أن الكتب التي تناولت القرآن بكثيرمن الخبث والمكر وعظيم من اللغو والزيف كتاب المستشرق الفرنسي بلاشير (القرآن..نزوله..تدوينه..وترجمته..تأثيره ) وكتاب المستشرق الإنجليزي ارثر جفري مقدمة لكتاب المصاحف لأبي بكر عبد الله بن ابي داود صاحب السنن المعروف. ونحن لا نزال نذكر سلمان رشدي الذي خرج علي الناس في عام 1989 بكتاب أو بمعني أصح برواية باللغة الإنجليزية سماها (آيات شيطانية) تحدث فيها عن القرآن الكريم وسوره ككتاب منزل من السماء بل هو من الشيطان ثم طعن في أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وشوه صورة الإسلام والمسلمين. وإذا تصفحنا كتاب شبهات حول الإسلام نجد مؤلفه يقول في جزء من مقدمة الكتاب " هنا ندع مستر جلادستون رئيس الوزارة البريطانية في عهد الملكه فكتوريا يتحدث بصراحة ووضوح عن هذه السياسة فيمسك بيده المصحف ويقول لأعضاء مجلس العموم انه ما دام هذا الكتاب بين أيدي المصريين فلن ينفذ لنا قرار في تلك البلاد فقد كانت سياسة الإنجليز في مصر هي توهين عري الدين ونزع قداسته من نفوس أهله وتشويه ثورته في أفكارهم وضمائرهم لينسلخوا منه وينفروا من التمسك بأحكامه وآدابه حتي يستطيعوا أن يستقروا في هذه البلاد فقد وضعوا سياسة تعليمية لاتدرس شيئا عن حقيقة الإسلام سوي أنه عبارات وصلوات وأذكار ومسابح وطرق صوفية وقرآن يقرأ من أجل البركة وجاءت كل تلك التكهنات والتشويهات لأغراض إستعمارية. يقول الدكتور مبروك عطية رئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر...ان الله عز وجل تحدي بكتابه الكريم البشرية جميعا والجن أيضا فقال تعالي في سورة الإسراء " قل لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "" سورة الإسراء الآية 88. اي لو اجتمع الثقلان الإنس أرباب البيان العربي والجن المعروفون باختراق العادات المألوفة ولهم طاقة غير عادية علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لن يأتون بمثله. وأضاف د. مبروك عطية قائلا إن التحدي بالقرآن ما زال قائما وسيظل قائما الي قيام الساعة فهناك كانت له صلي الله عليه وسلم معجزات أخري انتهت بانتقاله الي الرفيق الأعلي مثل خروج الماء من بين اصابعه الشريفة حتي شرب منها عشرات المرات من الصحابة ومثل إخبار الشاه إياه بأنها مسمومة وسماع حنين الجذع حين اعتلي عليه السلام المنبر. أشار إلي أن هذا التحريف للقرآن ليس وليد هذا العصر فنحن نجد ذلك في صدر الإسلام ألم يقل مسيلمة الكذاب الفيل وما الفيل وما أدراك ما الفيل وادعي ان هذا مما يوحي إليه......ومثل ذلك حين يعرضه القارئ علي عقله لا يملك زمام نفسه حين يضحك منه سخرية واستهزاء بالعكس إن هذا العبث دليل علي أن القرآن الكريم هو من عند الله. مشيرا الي أن الله تعالي تعهد بحفظ كتابه فقال تعالي " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر الآية 9. ونحن أمة يحفظ الله تعالي قرآنها في صدورها كما جاء في الكتب السماوية السابقة في وصف امة الإسلام. عودة الكتاتيب وطالب د. مبروك بعودة الكتاتيب التي من بطونها تخرج الاعلام والشيوخ والكبار وعلينا ألا تلهينا الحضارة المادية والصراع في التقنيات الحديثة عن أصولنا ومبادئنا العالية التي تتأسس علي الكتاب الكريم فلا بد من تربية الأبناء منذ نعومة أظفارهم علي حفظ الكتاب الكريم وأن نرفع من شأن حفظته اجتماعيا واقتصاديا فهم أهل الله. مشيرا الي أن قضية اللغة العربية التي باتت غريبة علي ألسنة شبابنا فإذا كانوا علي وعي بلغتهم لعرفوا من أول سطر ظهر لهم علي شاشات الكمبيوتر أن هذا الكلام (نكتة بايخة). كتور عبد الحي عزب أستاذ الشريعة والقانون جامعة الازهر يقول إن هذا الأمر في غاية الخطورة ومثل هذا الأمر وغيره من الامور التي يحاول فيها المغرضون النيل من الإسلام إنما هو قضية كل مسلم في شتي بقاع الارض وإن كان هذا الأمر هو قضية الأزهر في المقام الأول باعتباره قلعة الإسلام إلا أنه لابد من تكاتف الجهود علي جميع المستويات في العالم العربي لوقف هذه الحملة الشعواء وهي بلا شك تعد حربا فكرية ملوثة علي المفاهيم الإسلامية وكيف وهم لا يريدون بقوتهم أن ينالوا من حضارات الآخرين ومن فكرهم ويصدرون فكرهم للغير قهرا. أضاف د. عزب أن الدين الإسلامي حين جاء بنصوص واضحة في قوله تعالي لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي "" سورة البقرة الآية 256 وحين قال تعالي "لكم دينكم ولي دين " سورة الكافرون الآية 6 إنما كانت هذه الآيات القرآنية دعوة صادقة لنبذ العنف والإرهاب. وطالب الدكتور عبد الحي كل مسلم بأن يجند نفسه من أجل الرد علي هذا الفكر المنحرف أو تصحيح هذه الآيات من خلال كتاب الله الكريم بشتي الطرق والوسائل سواءعن طريق الإنترنت أو غيره ببث المفهوم الصحيح عن الإسلام وتصحيح الآيات الكريمة مشيرا الي أن كل مسلم معني أساسا بهذا الأمر وكل دولة مسلمة معنية لأنها حرب للمسلمين في دستورهم القويم.