« الأخبار المسائي » تكشف بالمستندات: الجرارات تخرج من الورش دون صيانة.. والأعطال سبب حوادث القطارات

تسود حالة من الدهشة بين العاملين لهيئة السكة الحديد عقب صدور قرار د. جلال السعيد وزير النقل بالتجديد لمجلس إدارة شركة ايرماس لصيانة الجرارات، وذلك علي الرغم من حجم المخالفات الجسيمة ووقائع إهدار المال العام الجامح في مرفق السكة الحديد.
«الأخبار المسائى» تكشف بالمستندات جرائم بعض المسئولين الذين يستحلون مال الشعب ولا يأبهون بأرواح الناس التي تزهق بسبب وغياب ضمائرهم.
البداية مع مدير عام الصيانة والدعم الفني بمنطقة وسط الدلتا والذي يكشف عبر مذكرة ارسلها إلي رئيس الإدارة المركزية لصيانة الوحدات المتحركة بالمناطق عن تكرار الأعطال في الجرارات التي تقوم بإصلاحها وعمل الصيانة لها شركة ايرماس. وكشف مدير الدعم الفني ان الجرارات التي ينفق علي صيانتها الملايين تعود من مقر الشركة وهي معطلة، وكأن شيئاً لم يحدث وكأن الملايين لم تنفق علي صيانة تلك الجرارات.
علي سبيل المثال ووفقاً لما جاء في المذكرة التي حصلت »الأخبار المسائي« علي نسخة منها أن الجرار رقم 3802 الذي ورد من الشركة بعد اجراء الصيانة الوهمية له بتاريخ 28/2/2016، قد تعطل من تاريخ خروجه من العمرة حتي يوم 12/4/2016.
ففي يوم 1/3/2016 كان العطل بسبب دائرة الهواء ويوم 6/3/2016 تعطل بسبب الكهرباء، ويوم 10/3/2016 تعطل بسبب الكهرباء مرة ثانية، ويوم 4/4/2016 تم عمل كشف دوري ويوم 10/4/2016 تعطلت دائرة الهواء مجددا، أما يوم 12/4/2016 فجاء العطل من قطار رقم 486، وبالكشف تبين وجود عطل في وصلة الهواء ووجود قشور خفيفة بالعجل نتيجة الربط المفاجيء للجرار، وعلي الرغم من وجود تلك الاعطال فإن احداً لم يتحرك، ولم يجر أي تحقيق، وبالتالي لم يتخذ أي إجراء تجاه الشركة التي تتمادي دون محاسبة!!!
وأكد مدير عام صيانة الجرارات بفرز القاهرة في مذكرة أن الجرار رقم 3209 ترحل بتاريخ 6/2/2016 لشركة الصيانة ايرماس سبيكة كراسي كرنك بالمعاينة بمعرفة الشركة تبين ضرورة رفع الماكينة وبالفعل تم تركيب ماكينة وورد لورش فرز القاهرة ولكن بتاريخ 11/3 حجز الجرار بسبب دائرة الهواء واستعيد بتاريخ 16/3 وتعيين قطار آخر رقم 980 في 16/3 بمحطة مزغونة ولكن تعطل بمعاينة الجرار يوم 17/3 بورش فرز القاهرة تبين جبر البستم والشميز وخروج البيل من بدن الماكينة وعليه فإن الجرار يحتاج تغيير ماكينة وهكذا يتم العمل في شركة الصيانة تغيير معدات بتكاليف باهظة وتعطل بمجرد دخولها إلي العمل.
وكشف مصدر رفض ذكر اسمه أن عشرات الجرارات التي تدخل الصيانة وينفق عليها الملايين من الجنيهات تعود بالأعطال في نفس الأسبوع بل في نفس اليوم ويعاد إنفاق الملايين مرة أخري لصالح شركة ايرماس القائمة بأعمال الصيانة الوهمية والتربح دون وجه حق، فالجرار رقم 3209 رغم تغيير محركين من محركاته خلال اسبوعين فلا يزال معطلاً رغم دخوله للعمرة ثلاث مرات بتواريخ 17/1/2016 ثم عاد للعمرة في 6/2/2016 ثم عاد للعمرة مرة ثالثة في 11/3/2016 وكلها عمرات وهمية يصرف علي إثرها الملايين بالايصالات وكشوف لأعمال العمرة وتم صرفه من مواد شحم ومستلزمات غير صالحة للاستخدام تعرض أرواح الملايين من المواطنين للموت بسبب الأدوات المغشوشة التي تقوم باستخدامها شركة الصيانة.
ويؤكد المصدر أن الأمثلة كثيرة في هذا الاطار فالجرار رقم 2466 الذي تم صرف مبلغ مليون ونصف المليون جنيه لإجراء عمرة خفيفة له عام 2013 ثم عاد مرة أخري بعد 5 شهور لعمل عمرة أخري بسبب سوء العمرة الأولي وبعد عمل العمرة الثانية بقيمة 1,7 مليون لم يتم تشغيله حتي الآن وتطالب الشركة بصرف مليون و 700 ألف جنيه رغم أن الجرار لم يتم تشغيله لعدم صلاحيته ويحتاج إلي عمرة متوسطة أخري ومن داخل الشركة أكد بعض العاملين أن رئيس الشركة احيل للمعاش منذ خمس سنوات ويتم التجديد له كل عام وتقوم بصرف أرباح للعاملين بمعدل ستة أشهر كل هذه الأموال من عمليات الصيانة الوهمية للجرارات واستنزاف لأموال الهيئة من بيع كابلات وضفاير غير صالحة تؤدي إلي تعطل الجرارات بمجرد خروجها من الورش ودخولها الي العمل لمدة يوم أو اثنين وتعود مرة أخري وتنتظر دورها لعمل صيانة وهمية أخري وهكذا.
وأكد سائقو الجرارات أن أعمال الصيانة لهذه الشركة ما هي الا استنزاف لأموال الهيئة وتعرض المواطنين للخطر بسبب أعمال الصيانة الوهمية وسبق وأن عرض الموضوع علي وزير النقل السابق ولكنه اكتفي بتحويل الملف الي رئيس الهيئة السابق وبعدها تم إخفاء الملف بالكامل بعدما كان رهن التحقيقات وذلك بعد تغيير الإدارة الجديدة للسكة الحديد وظلت الملفات حبيسة الادراج وذلك علي الرغم من أن خسائر الهيئة قدرت ب 96 مليار جنيه وليس لديها أي موارد فكيف يتم صرف الأرباح إلا عن طريق اضافة الأعمال الوهمية والمزيفة بالشركة والتدليس باسم العمرة والصيانة.
ومن ناحية أخري طالب العاملون بضرورة التدخل السريع من قبل وزير النقل لحماية المال العام ووقف النهب المستمر لأموال السكة الحديد عن طريق شركة ايرماس والتسبب في إهدار الملايين سنويا ولماذا لم يتم تشكيل لجنة هندسية من خارج قطاع السكة الحديد لتحديد الفساد المستفحل في ايرماس؟!.