لم أكن متحاملا، علي د. الهلالي الشربيني، كما نقل لي صديق عبر الهاتف، حين كتبت بالأمس تحت عنوان " الحاشي قبل الحشو"، أن خطط وزراء التربية والتعليم واحدة، حتي يخال للمرء أن من صاغها، ورغم تتابعهم عبر حكومات مختلفة، واحد أيضا، حيث إزالة الحشو من المناهج قاسم مشترك في عمومها، منذ عهد مينا موحد القطرين، فقط جد عليها مؤخرا، عناوين إتاحة التعليم الإليكتروني، وحق المعرفة لكل التلاميذ، وممارسة الأنشطة، دون اهتمام حقيقي، بال"الحاشي" أو المدرس، من حيث تطوير آدائه وفكره، اللهم إلا زيادة دخله ب"الكادر". أما ما كان يجب، من ضرورة إختياره علي الفرازة كما يقولون، من حيث الكفاءة المهنية واللياقة النفسية، وليس كما حدث ويحدث الآن، تحت شعار" أنت تربوي- أي خريج كلية التربية- إذن فأنت مدرس"، أو " احصل علي دبلومة تربوي لتنعم بوظيفة مدرس"، فكانت محصلته، ضعف مستوي التعليم، مدرس وتلميذ، أصبح للأول مستقبلا، وعلي أثرها، صلاحيات وضع امتحان فاسد لغويا، علي نحو خطأ موجهة اللغة العربية الفادح بالسويس، كما أشرت في مقال أمس !! في ثمانينيات القرن الماضي، كان د. حسين كامل بهاء الدين، دائم الحديث عن " مشروع قومي للتعليم"، بنفس استراتيجية الهلالي الشربيني تقريبا، ولا أحد يعرف علي طول فترة وزارة الأول، شيئا عن حصيلتها، اللهم إلا الجدل حول إلغاء السنة السادسة ثم عودتها، شغلنا بهما لسنوات، حتي رحل عن الوزارة!! وفي عام 2007، كان د. يسري الجمل في لقائه بأسرة تحرير جريدتنا الغالية "المسائية"، قد بشرنا بقرب انصلاح حال التعليم، معلنا عن "بدء خطة خمسية تضمن تأمين حق التلميذ، في المعرفة والتفكير والتعليم الجيد"، كما تضع في أولوياتها، وعلي حد قوله وقتها، الإهتمام بالعنصر البشري بإعتباره أحد عناصر الجودة- لاحظ أنها المرة الأولي والأخيرة تأتي فيها سيرة الإهتمام بال"الحاشي" أو المدرس- ثم المدرسة، فالمحتوي الدراسي، " للقضاء علي آفة التلقين، وإزالة الحشو من المناهج، مع الإرتقاء بالتعليم الفني" هذه نماذج من خطط قديمة لوزراء سابقين، وأظنك لن تجد فرقا جوهريا، بين استراتيجية د.الهلالي الشربيني وبينها، اللهم إلا في إسم الوزير الذي أشر في نهايتها، بإبلاغها للصحف ووسائل الإعلام ؟! [email protected]