مللنا توقيع كل وزير جديد للتربية والتعليم، بأكلاشيه الإسطوانة المشروخة، علي ما يقول أنها خطته ل " تطوير المنظومة التعليمية"، ثم ومع أول تعديل وزاري أو إقالة، أيهما أقرب، تذوب في مياه النسيان، دون إنجاز حقيقي علي الأرض، ليكررها الوزير اللاحق. ومن لا يعجبه هذا الكلام ، فليرجع إلي سوابق خطط وزراء التربية والتعليم، ليتأكد له تكرار عناوينها ومضامينها، من خطط ولجان إزالة الحشو، مرورا بتنقيح الكتب من المعلومات غير الصحيحة، وانتهاء بالتعليم الإليكتروني.، وربط التعليم الفني بسوق العمل. في الوزارة الأخيرة، لم يفاجئنا د. الهلالي الشربيني، حين عزف كعادة وزراء التخت التعليمي في الحكومات المتتابعة، علي أوتار الإسطوانة المشروخة إياها، وبنفس النغمات النشاز، فقال – إضافة الي ماسبق- خلال حواره ل الأهرام قبل أيام: " ان برنامج الوزارة يركز علي تطوير محاور العملية التعليمية مثل الإرتقاء بالإدارة المحلية والمناهج، ودعم تطوير الأنشطة، وجميع عناصر المنظومة العليمية، وبذل كل الجهود لتحقيق الجودة في التعليم العام والفني " . في خطة الهلالي وكما لاحظت، أن إزالة الحشو من المناهج يعد أحد مفاصل التطوير، فيما لم تأت سيرة " الحاشي" وتطويره، وأقصد هنا المعلم أو المدرس، كأهم أضلاع تلك المنظومة، وربما في تقديري، مكمن الداء فيها، وإليك نموذج حصري: في امتحان مادة اللغة العربية، للصف الثاني الثانوي بالتعليم الفني، التابع لمديرية التعليم بالسويس، تضمن السؤال الثاني الخاص بمنهج القراءة، أخطاء لغوية قاتلة، حيث جاء: أن " الحاسب الالي، هذا الجهاز العجيب يقوم بالتنبؤ لنا عن حالة " التقس"، ويحدد مسارات الطائرات و "السواريخ ". كما لاحظت ، فإن موجهة اللغة العربية بالمرحلة الثانوية، واضعة الإمتحان، لا تعرف السين من الصاد، ولعل هذا الخطأ اللغوي كموجهة للمادة، بمثابة كارثة تعليمية، بل وفضيحة، من حيث اثرها السلبي علي الطلاب، لايمحو عارها- إذا جاز التعبير- إحالتها لمائة تحقيق أمام اللجنة التي شكلها مدير المديرية! لا أعرف علي وجه الدقة، كيف تجاهلت استراتيجية الهلالي لتطوير التعليم، المدرس أو المعلم ، ولا كيف لم يأخذه قلبه وعقله، علي مستقبل أبنائنا الطلاب، بسبب ضعف مستوي هذا " الحاشي"؟! [email protected]