ودعت وزارة الداخلية بالأمس ديوانها العتيق بوسط القاهرة .. ذلك المبنى الحصين الذي كان شاهدا على نضال الشرطة المصرية على مر العصور على مدى ما يقرب من مائة عام أو يزيد .. رحلت " الداخلية " عن ميدان لاظوغلى الذي سمي باسم محمد لاظوغلى باشا وزير مالية محمد على باشا الكبير العقل المدبر لمذبحة القلعة ليتم تشكيل لجنة لدراسة كيفية الاستفادة من المبنى.. انتقل ساكنو لاظوغلي إلى مبنى وزارة الداخلية الجديد بالقاهرة الجديدة الذي تم تشييده طبقا لأحدث النظم العالمية على مساحة 350 ألف متر وافتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح أمس ممسكا بأيدى طفل وطفلة من أبناء الشهداء .. اعتقد أن أهالي ورواد منطقة وسط القاهرة هم أكثر الناس سعادة بانتقال وزارة الداخلية بعد أن عانوا كثيرا في الوصول إلى منازلهم خاصة منذ ثورة 25 يناير نتيجة تحول المنطقة إلى منطقة أحداث وفعاليات عطلت مصالحهم بعض الوقت أو كل الوقت مع الضرر أحيانا في اشتباكات محمد محمود وميدان التحرير خلال أحداث الثورة ويتمنون لو أسرعت عجلة الزمن لانتقال باقي الوزارات إلى العاصمة الإدارية الجديدة .. ساكنو وزارة الداخلية القديمة لا يقلون سعادة عن أهالي المنطقة بعد أن ضاق عليهم مبنى لاظوغلي وكان هدفا دائما للمظاهرات والإرهابيين وأصبحت الوزارة أشبه بقلعة محصنة حتى لا تطولها متفجرات الإرهابيين ..فى اعتقادي أن قرار نقل وزارة الداخلية من وسط البلد قرار صائب وربما تأخر كثيرا وسوف يكون له أثرا إيجابيا بالغا .. بالتأكيد ستحدث انفراجات مرورية بعد أن تعود مسارات الشوارع إلى سابق عهدها ويتم إزالة المتاريس الحديدية والخرسانية التي تم وضعها لضرورات أمنية .. المبنى الجديد تم تصميمه على أحدث طراز معماري على هيئة "شعار الشرطة" قائم على 3 نطاقات..النطاق الأول ويسمي نطاق الرأس من الجسد ويشمل مكتب وزير الداخلية والإدارة الفنية التابعة له وهذا يعتبر الرأس الذى يحرك الجسد خلف المبنى والذي يضم 4 مبانى سوف تشغلها إدارات تكنولوجيا المعلومات ونظم الاتصالات و الشئون المالية والإدارية و التفتيش والرقابة و قطاع حقوق الإنسان وقطاع الشئون القانونية. الأهم كما قال اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية إن قيمةَ المَقرِ ليس فِى إنشاءاتِه الهندسيةِ المُتميزةِ وعِمارتهِ الفَريدة وتَجهيزاتِه المُتطورةِ الحديِثةِ فحسبْ بلْ إنهُ صرحٌ يُرَسِخُ مَفاهيمَ التطويرِ والتحديثِ الشاملةِ واحترام حقوق الإنسان وتَحَقِيقُ تَطلُعاتِ شعبِ مِصرَ العظيمِ وَحَقِّهِ فِى وَطنٍ آمنٍ مُستقر والحرصُ على إمتدادِ جُسورِ الثِقةِ والتَّعَاوُنِ البَنَّاءِ مَعَ المُواطنينَ وإِنفَاذَ قَواعِدِ القَانونِ في إطار احْتِرامِ حُقُوقِ الإنسانِ والحِفاظِ عَلى كَرامَتهِ . أتقدم بخالص التهنئة لوزارة الداخلية بقيادة اللواء مجدي عبدالغفار لإنجاز هذا المقر الجديد على أحدث النظم العالمية في وقت قياسي لم يتجاوز عامين بفضل رجال الهيئة الهندسية أصحاب المهمات الصعبة بقيادة اللواء كامل الوزير ..واتمنى أن يكون المقر الجديد بداية لعهد جديد مع الشعب يتحقق فيه الأمن والازدهار وتقل فيه التجاوزات الفردية إلى أقصى مدى ..عاش حماة الوطن وكل التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم حتى نحيا في أمن وأمان. [email protected]