فردة شمال فيلم قصير من روائع المعهد العالي للسينما،يبدأ بمشهد لطفل يجر شبشبه المقطوع ثم يجلس محاولا إصلاحه ،فتقع عيناه في الجهة المقابلة على طفل في مثل عمره يلمع حذاؤه الأسود البراق بمنديله الأبيض، ويعيد ذلك كل عشر ثوان على الأكثر، فجأة يأتي القطار ويسارع الجميع للصعود ، وبينما يدفعه والده إلى باب القطار تسقط فردة حذائه على الرصيف، ثم يتحرك القطار فترتسم علامات الحسرة على وجهه بينما تلمع عين الطفل البائس وهو ينظر إلى فردة الحذاء الملقاة فيجري مسرعا ويمسك بها محاولا اعادتها لصاحبها، كلاهما يمد يده للأخر، واحد ليعيد الحذاء لصاحبه والأخر ليلتقط فردة حذائه دون جدوى، فألقى الطفل الفقير فردة الحذاء نحو شباك القطار بكل قوة لكنها ارتدت اليه ،وعندما فقد صاحب الحذاء الأمل في استرجاع الفردة الشمال ابتسم وخلع الفردة اليمين وألقى بها ليلتقطها صاحب الشبشب المقطوع وسريعا ما تتحول علامات الحسرة والأسى إلى سعادة وفرح لكلاهما.. شاهدت الفيلم مرة تلو الأخرى، وكلما شاهدته أتذكر تعنت التموين تجاه مشكلة المواطن ابراهيم السيد محمد عبد الرحيم من كفر الصلاحات مركز بني عبيد الدقهلية الذي مازال على قيد الحياة ولم يستطع صرف مخصصاته التموينية ونقاط الخبز الخاصة به لأن موظفي التموين يحذفوه من البطاقة بحجة أنه متوف وأصبح يدور في حلقة مفرغة كلما ذهب وأثبت أنه على قيد الحياة لم يمت بعد، يتم حذفه من جديد ويخبروه أنه توفي !!!! مشكلة أخرى صاحبها حسن محمد حسن كل همه أن يحصل هو وأسرته على حقه في الرغيف المدعم ورغم وجود بطاقة ذكية بأسمه حسب ما أكده لي مصدر بوزارة التموين إلا أن مكتب تموين البساتين يتعنت معه وينفي وجود بطاقة خبز له !!!! فما الذي يضر موظف التموين اذا ترك عم ابرهيم يحصل على مخصصاته التموينية و يعطى عم حسن بطاقة الخبز فأعتقد كلاهما المواطن والموظف سيسعد كما سعد طفلا الفيلم.