قبل نحو شهر تقريبا، كنت قد تعجبت من مناشدة وزير النقل د. سعد الجيوشي المواطنين، الحرص علي سداد قيمة تذكرة ركوب قطارات السكة الحديد، " حتي يستمر المرفق في تقديم خدماته، وعودة الانضباط اليه" علي حد قوله، لبرنامج " يحدث في مصر" علي فضائية" mbc مصر"، فيما كان لساني "يغمغم" بحديث النفس.. متسائلا: فيم يتحدث هذا الرجل؟ وهل للمناشدة من جدوي؟ ثم كيف يمكن السيطرة علي إنفلات ضمائر ركاب كثيرين، لا يسددون قيمة التذكرة ويحترفون "التزويغ" من الكمسارية، بل إن كثيرا منهم، وعلي سبيل البلطجة، يعجز الكمساري عن تحصيل قيمتها، خاصة علي خطوط السفر" المحدوفة"، من قبلي لبحري، أوفي سفريات الصباح الباكر مثلا، والليل المتأخر في الشتاء، بعيدا عن رقابة شرطة السكة الحديدية، بحسب ما قاله لي بعض الكمسارية! وازددت عجبا، حين ناشد الجيوشي المواطنين، خلال تفقده للقطارات، أن يمهلونه حتي نهاية ديسمبرالجاري، فأعادني ذلك لحديث "الغمغمة" ثانية، بعد أن وجدت أن الوزير يظلم نفسه، فوعد بما لا يملك الوفاء به، بعدها بأيام، كتبت منتقدا تصريحاته، علي خلفية عزمه، زيادة قيمة تذكرة المترو، لتطوير قطاراته وتحسين الخدمة علي حد قوله!! لكن وللحقيقة، فاجأني وزير النقل، مثلما فاجأ الملايين، من ركاب القطار مثلي، بتغييرات نوعية وسريعة، في مرفق السكة الحديد، يتحاكي بها الجميع، منها بل وأهمها.. غلق كل منافذ "تزويغ" قطاع ليس بالهين من الركاب، وتشديد الرقابة، بمضاعفة قوتها، من العاملين بنظام ال55 يوم، في كافة ساحات المحطات الرئيسية والمتوسطة، ومنع ركوب القطار، إلا لمن في حوزته تذكرة، ذلك فضلا عن تكليفه- وهو الجديد- لرئيس السكة الحديد، بإنشاء أكشاك زجاجية، كمنافذ اضافية لبيع تذاكر الدرجة الثانية المميزة، بساحة محطة مصر برمسيس، وربما مثلها في الاسكندرية، بما كانت نتيجته، زيادة ايرادات الهيئة، بنسبة 9% ، تقترب يوميا من 100ألف جنيه بمحطة مصر، و250ألف أخري بباقي المحطات. في اتجاه مواز، تحسنت خدمة المرفق، المقدمة للركاب، من حيث سلامة معظم نوافذ قطارات الدرجة الثانية المميزة، وكذلك نظافة دورات المياه بها لتقترب من الآدمية، ويبقي لمشكلة العاملين بنظام ال 55يوم ان تجد حلا، لدي الجيوشي، الذي جعلنا نشعر، بأن لدينا وزيرا يفكر خارج الصندوق! [email protected]