استمرت موجة هبوط الجنيه المصري أمام الدولار، اليوم الأربعاء، ووصل إلى أدنى مستوى في ثماني سنوات بعد أن طلبت مصر تأجيل اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي في مؤشر على تفاقم الأزمة السياسية في البلاد. وبلغ الجنيه أدنى مستوياته اليوم عند 6.1605 جنيه للدولار مقارنة مع 6.1575 جنيه عند إغلاق أمس الثلاثاء ومع 6.1170 جنيه قبل أسبوع. وتسعى مصر لاقتراض 4.8 مليار دولار من صندوق النقد، لتعزيز وضعها المالي، لكن الحكومة أعلنت أمس أنها طلبت تأجيل مناقشة القرض لإتاحة مزيد من الوقت لإطلاع الشعب المصري على إجراءات تقشف تتعرض لانتقادات شديدة. هبطت أسعار الجنيه في تعاملات شركات الصرافة بنحو 1.4 قرش، ليسجل 6.1410 جنيه للشراء و6.1575 جنيه للبيع، محققا مستويات قياسية جديدة لم يحققها منذ نحو 9 سنوات. وعزا تقرير نشرته صحيفة الأهرام ذلك الارتفاع إلى الزيادة الهائلة في حجم الطلب على الدولار، في ظل الأحداث السياسية التي يعيشها الشارع المصري، بالإضافة إلى صدور قوانين تعديل الضرائب ثم إلغائها، وهو ما أصاب المواطنين بحالة من القلق والتخوف في حال تطبيقها، مما دفعهم إلى الإقبال على شراء الدولار، خشية انخفاض قيمة الجنيه المصري مستقبلا. وقال محمد الأبيض، رئيس شعبة شركات الصرافة باتحاد الغرف التجارية، إن الوضع غير مريح بالنسبة لحركة الدولار، حيث تراجع المعروض منه بشكل كبير، نتيجة احتفاظ العملاء بما لديهم، انتظارا لصعود جديد له وفي المقابل ارتفع الطلب عليه بشكل لافت. وأكد، أنه في ظل المليونيات وتصاعد الأحداث السياسية سيتزايد حجم الطلب على الدولار، وبالتالي زيادة الأسعار. وقال عماد جمال الدين، مسؤول بإحدى شركات الصرافة، إن الفجوة بين العرض والطلب على الدولار بلغت أكثر من 30%، موضحا أن الشركات اضطرت لشراء الدولار من البنوك لتلبية احتياجات عملائها. وأشار إلى، أن الشركة فوجئت أمس بطلب غير عادي على الدولار، لدرجة أن الكثير من العملاء انتظر لعدة ساعات لحين القيام بشراء الدولار من البنوك، موضحا أن ما ساهم في هذه الفجوة هو تراجع حجم المعروض من الدولار. وأوضح، أنه بالنسبة لأسعار باقي العملات فقد سجل اليورو 7.91 جنيه للشراء و7.97 جنيه للبيع، وبلغ سعر الجنيه الإسترليني 9.80 جنيه للشراء و9.92 جنيه للبيع. وارتفع الريال السعودي إلى 1.63 جنيه للشراء و1.64 جنيه للبيع، وبلغ سعر الدينار الكويتي 21.45 جنيه والدرهم الإماراتي 1.6625 جنيه والريال القطري 1.67 جنيه.