كل الشواهد تؤكد ان إسرائيل بدأت فى رفع الاستعدادات القصوى لبدأ اجتياح برى لقطاع غزة.. فلقد استدعت ما يقرب من 75 ألفاً من الاحتياط مع عقد اجتماعات مكثفة لقادة الجيش لبحث خطط الهجوم كما أن ردود الأفعال من أمريكا ودول أوروبا تشير إلى أنه تم تهيئة الأوساط الدولية للعملية الإسرائيلية حيث نجحت إسرائىل فى تسويقها بأنها لحماية أمن مواطنيها من صواريخ حماس. إذن لم يعد هناك مفر من الهجوم البرى على غزة وأعتقد أن حماس وفصائل المقاومة أصبحت على يقين من ذلك وان جهود التهدئة قد فشلت .. وأنه لم يبق إلا ساعات لقيام الجيش الإسرائيلى بعمليته وهذا يدعونا إلى القول بأن الوقت الحالى .. الآن هو المناسب لإعلان المصالحة الفلسطينية بعيداً عن الخلافات المعلنة بين حماس وفتح . هذه المصالحة ستساعد على صمود المقاومة أمام هذا الجيش المتغرطس بقوته ولم يتعلم من دروس الماضى.. أنه المطلوب حالياً ان ينجح الفلسطينيون فى افشال خطة الردع التى أعلنها قادة إسرائيل .. فلو نجحت المقاومة فى تحقيق ذلك سيكون انتصاراً للإرادة الفلسطينية رغم الخسائر التى قد تلحق بهم نتيجة للقوة الغاشمة لجيش الاحتلال. أعتقد أن المقاومة والمتمثلة فى كتائب القسام والجهاد الإسلامى والفصائل الأخرى أصبح لديها خبرة فى التعامل مع الهجوم البرى على خلفية حرب 2006 التى فشلت فيها إسرائيل بكسر إرادة الشعب الفلسطينى ونجحت المقاومة فى إسقاط نظرية الردع التى ينتهجها جيش الاحتلال.. إن الظروف السياسية والميدانية لقطاع غزة حالياً مختلفة عن الأوضاع فى عام 2006 فالعالم العربى يشهد تغييراً يصب فى صالح الفلسطينيين وان دول الربيع العربى عززت هذا الاتجاه وأعلنت تأييدها ومساندتها للفلسطينيين وأنها تتحرك عبر قوتها »الناعمة« الدبلوماسية بوقف العدوان . كما أن المقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر قوة من قبل بما لديها من عتاد عسكرى وهذا كان واضحاً خلال الثلاثة أيام الماضية بإطلاقها صواريخ بعيدة المدى أصابت القدس وتل أبيب وعسقلان والعديد من المدن.. بالاضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات .. نعم ليس هناك مقارنة بين قوة الجيش الإسرائيلى الذى يملك أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا السلاح وبين سلاح المقاومة.. ولكن الفلسطينيين يملكون قوة الإرادة والعقيدة والإيمان بقضيتهم وحقوقهم المشروعة وهذا أعطاهم العزيمة والقوة للصمود أمام حرب 2006 . لو نجحت المقاومة الفلسطينية هذه المرة فى إفشال مخطط الردع الاسرائيلى سيكون له نتائج عديدة وايجابية .. سيتم الاطاحة برئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو الذى يقود هذه الحملة بدوافع انتخابية وستعرف إسرائيل واصدقائها ان الحل هو السلام وليس الحرب وان إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أراضيها هو العلاج الشافى للأزمة التى استمرت أكثر من 60 عاماً.