أكد الفريق يوسف عفيفى، قائد الجيش الميدانى الثالث الأسبق، وقائد الفرقة 19 الشهيرة فى حرب أكتوبر 73، أن عملية الاجتياح البرى لغزة ستكون صعبة، وقد تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام، مؤكدا أن حماس استفادت من تجربة حرب لبنان 2006، وطورت صواريخها وأسلحتها الخفيفة، وسوف تواصل استخدم حرب العصابات بديلا عن المواجهة المباشرة، لإفقاد العدو توازنه. والسطور التالية تحمل تفاصيل حورانا معه. من وجهة نظركم كم ستستغرق العمليات البرية فى غزة؟ إن الهجوم البرى الإسرائيلى لغزة سيستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام، وسوف يشهد مقاومة واستبسالا من المقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها وليس حماس فقط، وقد وحدت الحرب الرهيبة على الشعب الغزاوى الأعزل كافة الفرق الفلسطينية. سواء من كتائب عز الدين القسام أو القيادة الموحدة والجبهة الشعبية، وهو أمر يتعلق بطول فترة الضربات الجوية التى جاءت بنتائج عكسية، وهو أمر جديد أن تجد التمهيد النيرانى بالمدفعية والبوارج، البحرية لم يثمر شيئا على الميدان، والدليل على الأرض ما حدث لأول مجزرة إسرائيلية، من تدمير وشيوع عربات إسعاف إسرائيلية تنقل الجرحى وهو أمر معروف فى الحروب بأن مجرد تدمير الجنزير، تصبح الدبابة فرصة سهلة لتدمير نفسها ذاتيا عبر ثقب رفيع، حيث تنفجر الدانات الموجودة بداخلها. وبالتالى فإن إسرائيل تواجه اشتباكات عنيفة بمضادات الدبابات، فى الشرق والغرب، لمنع توغل القوات الإسرائيلية الراجلة داخل المناطق السكنية. لكن حماس ليس لديها إمكانات متكافئة فكيف تستطيع المواجهة المباشرة مع القوات الإسرائيلية؟ لا شك أن حركة حماس تعلمت من تجربة حرب لبنان 2006، وقامت بعمل خنادق للصواريخ المعروفة باسم "غراد"، والصواريخ محلية الصنع الأخرى، وإن كانت قصيرة المدى، ولكن حماس طورتها بنسبة كبيرة، ولذلك فشلت قوات الاستطلاع الإسرائيلية فى القضاء عليها، رغم تكثيف النيران من الجو وبالمدفعية. ولديها على غير المتوقع مضادات للدبابات حصلت عليها أثناء فترة توليها السلطة من سوريا وإيران بشكل مهرب. البعض يردد أن صواريخ جراد قليلة العدد ويسهل اكتشافها بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار.. فكيف ستتغلب حماس على ذلك؟ صواريخ حماس موجودة فى خنادق متصلة تحت الأرض، لا يعلم مكانها أحد. وأن إسرائيل فشلت فى تحقيق الأهداف العسكرية من الحرب غير المتكافئة فى التسليح والعتاد، ولم تتعرف على منصات إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، ولذلك فهى تسعى عبر الاجتياح البرى لغزة لاسترداد ما يعرف بنظرية قوة الردع، واسترداد الهيبة الإسرائيلية، بعد إطالة أمد الضربات الجوية. فى رأى سيادتكم هل ستتورط إسرائيل فى حرب المدن المغلقة؟ إسرائيل مازالت تسيطر عليها أخطاء حرب الصيف فى لبنان، وسوف تتدارك ذلك فى حرب غزة 2008 2009، من ناحية تقليل الخسائر البشرية، فالقتيل الإسرائيلى يساوى عندهم 3000 مقاتل. فى تقديركم ما هى حسابات المكسب والخسارة لكل من إسرائيل وحماس؟ أؤكد لك من واقع خبرتى كمقاتل، أن إسرائيل لن تتورط فى التوغل الكامل داخل القطاع، وستعمد إلى إدخال قوات مشاة خفيفة جدا، حتى لا تقع فى الحيز السكانى الضيق بعمق 45 كم فقط، والممتلئ بالركام وبقايا المنازل المهدمة، والمعروف عسكريا أن أعتى الجيوش تتكبد الخسائر فى حرب المدن المغلقة والشعب الغزاوى مسلح. وهل تعتقد أن إسرائيل ستنجح فى التأثير على معنويات أهالى غزة باستخدام الحرب النفسية وزيادة عدد القتلى والجرحى المدنيين؟ أهالى غزة معروفون بملاحم الصمود والتحدى، ولكنى أطالبهم بعدم رفع الرايات البيضاء فوق أسطح المنازل، فذلك خطأ سبق أن وقع فيه أهالى السويس العام 73، وقد أرسلت رجالا وقتها إلى هناك لإنزال الرايات بالقوة. مشيرا إلى أنه حتى الآن لم تنجح إسرائيل فى ضرب وتدمير معنويات الغزاويين باستخدام ملايين المنشورات التى تطالبهم بالاستسلام وإخلاء بيوتهم، وهو أسلوب قديم اعتادت عليه إسرائيل فى إطار الحرب النفسية. لكن ألا تتفق معى فى أن الواقع العربى المتخاذل، سيؤثر بالسلب على معنويات شعب غزة؟ الدول العربية موصومة بالتخاذل والجبن، والاكتفاء بتراشق الاتهامات، والشجب والتنديد والاكتفاء برد الفعل دون إبداء أى فعل إيجابى، مثل إرسال السلاح والمعونات الحربية اللازمة، خاصة من الدول المعروفة بكثرة الكلام والصوت العالى. والأنظمة العربية مطالبة اليوم أكثر من الأمس بكسر الحصار عن شعب غزة الأعزل وفتح المعابر، لأن إسرائيل لم تحترم أية اتفاقية دولية. منذ حرب 1948، والمفروض أن نساعدهم لا أن نكون عامل اختناق وقطع للكهرباء والمياه والمواد المحروقية عنهم. وكيف ترى سيادتكم مستقبل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بعد انتهاء العمليات؟ لقد اتضح الهدف الإسرائيلى من العدوان وهو القضاء على المقاومة، وهو أمر صعب حدوثه فى ظل توحد الشعب والمقاومة، ولكن المستقبل سيكون باستهداف المزيد من قادة حماس ومحاولة سعى إسرائيل إلى تهدئة مشروطة.