مع قرب الأنتهاء من وضع دستور جديد للبلاد والذى سيتم فور صدوره إجراء إنتخابات برلمانية بدأ المشهد السياسى يشهد نشاطاً حزبياً غير مسبوق يتمثل فى تحالفات وذلك فى إطار الأستعداد لخوض الإنتخابات.. وقد تم تشكيل أكبر تحالفين حالياً وهما »تجمع المؤتمر المصرى« والذى أندمج تحت مظلته 25 حزباً منها »غد الثورة.. الجبهة الديمقراطية - الغد - العدل والمساواة السلام الديمقراطى - المحافظين.. برئاسة عمرو موسى ويطلق على هذا الأندماج »التحالف الليبرالى. أما الأحزاب الأشتراكية واليسارية أعلنت أندماجها أيضاً »التحالف الديمقراطى الثورى« والذى يتكون من 9 أحزاب منها الأشتراكى المصرى - التحالف الشعبى الاشتراكى - التجمع - العمال والفلاحين والشيوعى المصرى.. إلا أنه مازالت هناك أحزاب مثل الدستور والحركة الوطنية »شفيق« لم تقرر بعد الدخول فى مسلسل الأندماج. أعتقد ومعى كثيرون ان الهدف الأساسى وراء هذه التحالفات يكمن فى مواجهة »الإخوان والسلفيين« فى الإنتخابات البرلمانية« القادمةحتى لو أعلنت بعض القوى السياسية غير ذلك.. فالأنتخابات السابقة والتى حصل فيها التيار الاسلامى السياسى على أغلبية مقاعد البرلمان وخرجت أحزاب عديدة منها صفر »اليدين« أو بتمثيل ضعيف للغاية هى التى دفعت إلى هذه التحالفات.. إلا أن السؤال الذى يطرح حالياً فى كواليس السياسة هل تستطيع هذه الأندماجات المنافسة والحصول على أعداد من المقاعد لا تجعل الإخوان يستحوذون على البرلمان؟. رغم أنه قد يكون الوصول إلى أجابة سابق لأ وأنه خاصة أن الملامح الرئيسية للمعركة الإنتخابية لم تتبلور إلا أن هناك معطيات تشير إلى أن هذه التحالفات قد تحقق نجاحاً محدوداً تحصل على زيادة طفيفة فى المقاعد عن الإنتخابات السابقة.. لعدة أسباب منها أن الإخوان لديهم خبرة إحترافية فى إدارة الإنتخابات فوق أنهم »جماعة« منظمة يربط اعضاءها تماسكا وولاء من الصعب تفتيته أو ضربه.. كما أن شعبيتهم وقوتهم تجدها فى الأوساط الشعبية والأقاليم والقرى والنجوع وهؤلاء لا يتأثرون بكلام «النخبة».. فمازالت العلاقات الشخصية والزيارات والمجاملات هى الرابط الأساسى بين المواطن والمرشح.. لو نظرنا إلى الجانب الآخر أى التحالفات سنجد معظمها أحزاب المثقفين وأصحاب الإتجاهات السياسية وهؤلاء تأثيرهم مازال محدودا فى الشارع السياسى وغير قادرين على محو الثقافة الإنتخابية القديمة.. كما أنه من المتوقع أن تحدث إنشقاقات وإنقسامات داخل هذه التحالفات عند وضع القوائم وترتيب مراكز المرشحين فيها.. ورغم ذلك أن أهم «حسنة» لهذه الأندماجات أنها مدخل مهم وأساسى لإعادة صياغة النظام السياسى المصرى كنظام ديمقراطى..