من المؤكد ان مصر الثورة بدأت تضع اقدامها على الطريق الصحيح بعد خطاب الرئيس محمد مرسى أمام قمة دول عدم الانحياز في طهران وشرعت فى استعادة دورها الرائد والقائد فى المنطقة وخاصة بعد ان اعتبره الكثيرين من المحلليين خطابا قويا وواضحا وفيه انحياز واضح لحقوق العالم الثالث وحريات الشعوب وهو ما يحسب له فضلا عن انه يعتبر لغة جديدة للإدارة الجديدة فى مصر بعد تولى الئيس المنتخب ادارة البلاد ستدفع الشعوب العربية والإسلامية لتقديم الدعم الكامل لقضايا الأمة وعلاج الجروح التي تسبب فيها ضعف دور مصر الإقليمي على مدى السنوات الماضية. وجاء الخطاب ليكسب الرئيس تأييدا من بعض معارضيه السياسيين الذين يناصبه بعضهم الخصومة بشكل مفاجئ وخاصة فيما يتعلق بهجومه على نظام الرئيس السوري بشار الأسد واعتبروه إشارة إلى استعادة مصر ريادتها ودورها التاريخى فى المنطقة والتى كانت قد فقدتها على مدى الثلاثين عاما الاخيرة. وجائت الاشادة من العديد من المعارضين لحكم الاخوان المسلمين ومن ابرزهم النائب البرلماني السابق محمد أبو حامد وكيل مؤسسي حزب "حياة المصريين" تحت التأسيس الذى وجه التحية للرئيس على كلمته امام القمة التى عقدت بطهران منذ ايام قليلة كما وصف أحمد خيرى عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار" خطاب مرسى بأنه كان خطابا سياسيا ممتازا . وكان مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبدالله الأشعل قد نقل عن الرئيس مرسى تأكيده أن زيارته إلى إيران تنبع من المصلحة الوطنية وأوضح أن الرئيس مرسي رَهنَ تطوير العلاقات مع طهران بأمور عدة في مقدمتها تسوية الأزمة السورية. وارى ان الرئيس مرسى يكتسب كل يوم ارضية جماهيرية جديدة خاصة بعد التطور الكبير فى خطابه السياسى والذى اعتبره البعض ينم عن ذكاء كبير خاصة عندمااشار فى خطابه امام القمة الى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالرغم من الخلاف الفكري بين الرئيسين وبالرغم من العداء التاريخى بين جماعة الاخوان ونظام الحكم الناصرى ليثبت أنه رئيس لكل المصريين. كما ارى ان قرار القيادة المصرية بقبول دعوة طهران لمشاركة الرئيس مرسى فى قمة عدم الانحياذ والذى ثار حوله جدل طويل كان قرارا صائبا وحكيما عزز من مكانة مصر الاقليمية والدولية ووضعها على الطريق الصحيح لممارسة دورها كدولة من الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز لتكون زيارة الرئيس مرسى لايران هى أول زيارة منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من 37 عاما على خلفية توقيع الرئيس المصري الراحل أنور السادات لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979والتى استعادت مصر بموجبها كامل ترابها الوطنى . ومن الغريب ان تتزامن زيارة الرئيس مرسى لايران والقاء خطابه الهام امام قمة عدم الانحياز مع دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان الاسبوع الماضى للرئيس مرسي لزيارة القدس لتحسين العلاقات مع الدولة العبرية كضيف للرئيس الاسرائيلي على حد تعبير ليبرمان الذى عبر عن تخوفاته وشكوكه فى نوايا نظام الحكم الجديد فيها لكن الرئيس مرسى اكد احترامه للاتفاقيات والمعاهدات لدولية التى وقعتها حكومات سابقة ومنها بالطبع اتفاقية كامب ديفيد وهو ما طمأن حكام اسرائيل ووزير خارجيتها الذى اعرب عن امله فى رؤية الرئيس مرسي يستقبل ممثلين اسرائيليين ويجري مقابلات مع الاعلام الاسرائيلي فيما اعتبر المحللون ان زيارة الرئيس المصرى لطهران اسالت لعاب الاسرائيليين. [email protected]