فى الوقت الذى تحتشد فيه كل الجهود الشعبية والتنفيذية من مختلف فئات الشعب لمواجهة الإرهاب البغيض والعنيف الذى اتخذ من القتل والدمار والتخريب منهجا وعقيدة لقتل كا ما هو جميل فى حياتنا، يتحرك الإرهاب الناعم بسرعة لم يسبق لها مثيل ، حيث يقتل الأسر المصرية فى أعز ما تملك وهو تدمير القيم النبيلة التى تربى عليها الشعب المصرى جيلا بعد جيل حيث تغزو القيم الفاسدة بدلا من قيم المجتمع القائمة على الإيثار والتضحية وإنكار الذات وبنيان قوى مبنى من التكاتف والتراحم والتعاطف بين الأسر المصرية، وهو ما كان حائط الصد المنيع ضد كل جيوش الاستعمار المعنوية والمادية حتى انتصرت مصر فى كل معاركها الضارية ضد الغزو الفكرى والثقافى والاجتماعى. الآن تجد ابنا يقتل أباه، وأما تترك رضيعها فى حديقة عامة وفتاة مصرية تحت مسمى الحرية ترتدى كل ما هو صادم للأخلاق والحياء. بدعوى أنها حرة فيما ترتديه وفيما تعتنقه من مبادئ وأفكار انحلالية، وقد تناسى الفوضويون ودعاة الحرية المزعومة أن الحرية ليست انطلاقا من كل قيد ولكنها التزام بالدين والأخلاق والقانون فديننا دين حياء والحياء فطرة والإيمان فطرة، والأخلاق تقتضى عدم الخروج على عادات وتقاليد المجتمع، لقد أصبح التراحم والتكاتف بين الأسر المصرية عملة نادرة وبالأمس كان لا يمكن أن يأكل الجار دون أن يأكل من غير جاره، ولا يمكن أن يفرح وجاره حزين وكان حديثه صلى الله عليه وسلم »مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» فكان هذا الحديث يطبقه المصريون قولا وفعلا، فالتزام القانون وهو ما يعنى احترامه شريطة أن يطبق هذا القانون على كل الأفراد والذين يتساوون فى الحقوق والواجبات. لقد أصاب المجتمع المصرى زلزالاً عنيفاً وبركاناً مدمراً هدم كل القيم النبيلة فى ظل إرهاب غاشم تخطط له الأيادى المشبوهة من الصهيونية العالمية لخلق جيل من شباب المسلمين بصفة عامة ومصر بصفة خاصة غير قادر على تحمل أعباء المسئولية بما يبثه من سموم فى المناهج وطريقة التفكير العقلي، ونشر ثقافة الاستهلاك ونشر اللغة «المنحطة» بدلاً من اللغة العربية الفصحى وهى لغة القرآن الكريم ليضرب العقيدة والانتماء وإزدراء الدين الإسلامى الحنيف إن الإرهاب الغاشم لهو أسهل من الإرهاب الناعم وكثيرا ما انتصرنا علي هذا الإرهاب لكن الإرهاب الناعم يشتد ضراوة من أوائل الثمانينيات وحتى اليوم وهو يشتد ضراوة يوما بعد يوم، وهو ما يجب أن تتصدى كل الجهود المخلصة للقضاء عليه وهو أيضا ما يجب أن يتحرك له كل صاحب ضمير يقظ حتى تعم قيم الفضيلة والتضحية والإيثار وقيم الريف المصرى والعائلة المصرية إلى مكانها الطبيعى.