ما من مناسبة أو فرصة، للتواصل المصري الرسمي مع الأشقاء الأفارقة،إلا وتكون القاهرة أشد حرصا عليه، سواء كان ذلك علي المستوي الرئاسي المباشر، حين يستقبل الرئيس وفدا من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية ببعض الدول الإفريقية، كان آخرها لقاء أمس الأول، أو من خلال استقبال السفير سامح شكري وزير الخارجية مثل هذه الوفود، والتي كان آخرها الاثنين قبل الماض ، وذلك تأكيدا على الأولوية التي تحتلها إفريقيا في السياسة الخارجية المصرية. بين موعد اللقاءين، الرئاسي والوزاري، كانت هناك أهمية ملحوظة وخاصة لتزامنهما مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة يوم الخميس الماضي، سواء قبل أو بعد الافتتاح. وإذا كان الترحيب بالصحفيين الأفارقة، والإعراب عن التقدير والمودة، اللذين تكنهما مصر لكافة شعوب دول القارة، كانا سمة اللقاءين، فإن تأكيد الرئيس ومنذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية، توجه مصر، بالإنفتاح نحو إفريقيا، وتحقيق نهوض شامل في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة، أقول، كان هو العنوان العريض في لقائه بالصحفيين الأفارقة. آملا ان تتبوأ إفريقيا مكانتها المستحقة على الساحة العالمية. كان للرئيس السيسي رسالة محددة يريد ابلاغها للوفد الصحفي الإفريقي، ملخصها، وكما هو واضح للعيان، أن الإنجاز الذي حققه الشعب المصري، من خلال إنهاء المشروع خلال عام واحد، إنم يؤكد قدرة الدول الإفريقية، على القيام بمشروعات كبرى بإمكانياتها الذاتية، وأنه لابد من تعظيم الاستفادة، من إتفاقيات التجارة الحرة، الموقعة بين الدول الإفريقية، وفي مقدمتها، الاتفاقية التي تم توقيعها مؤخراً في شرم الشيخ، لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين دول التكتلات الاقتصادية الثلاثة (الكوميسا – السادك – تجمع شرق إفريقيا)، بما يعود بالنفع على الدول والشعوب الإفريقية. علي أية حال، فإنه إذا كانت رسالة الشكر التي صاغتها الوفود الصحفية الإفريقية، قبيل مغادرتها القاهرة، عائدة الي بلادها، وبعد لقائي الرئيس، ووزير الخارجية، قد حملت تقديرا ، علي حفاوة الاستقبال،وإتاحة الفرصة لهم لزيارة مصر، وهو شيء ايجابي ولا شك، غير أن الوقوف عن قرب، والإطلاع بشفافية، على طبيعة الأوضاع في البلاد، بعيدا عن الصورة المغايرة التي يرسمها الإعلام الأجنبي، كانت هي أسمي أهداف القاهرة، من هذه اللقاءات،وبالفعل فقد تحقق الهدف، وبلغت الرسالة كلا الطرفين بنجاح، وهذا هو المهم، وخاصة بعد ان طلب الرئيس المصري من رؤساء التحرير الأفارقة نقل تحياته إلى أبناء شعوبهم. مؤكداً حرص مصر، على تعزيز أواصر التعاون معهم، في كافة المجالات، والترحيب بهم في بلدهم الثاني مصر. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.