احتضنت القاهرة خلال الأسبوع الماضي رموزا إفريقية عدة، تتمثل في قادة وزعماء وممثلي دول وصحفيين واعلاميين، شاركوا في المؤتمر الاقتصادي الأخير بمدينة شرم الشيخ، يتقدمهم الرئيس السوداني عمر البشير، ووزير خارجيته، علي كرتي، وهيلا ماريام ديسالين رئيس وزراء إثيوبيا، ورئيس مالي. ومن تابع، سوف يتأكد له انفتاح مصر بعد 30 يونيه علي إفريقيا، بقلب، وكما يقولون، جامد، وإذا بدأنا مثلا، بالأشقاء في الخرطوم، نجد أن الوفد الإعلامي السوداني الذي زار القاهرة مؤخرا، وضم 20 إعلاميا ورؤساء تحرير، يمثلون غالبية الصحف اليومية السودانية ، قد حظي بإهتمام بالغ من الجانب الرسمي للدولة، حيث استقبله سامح شكري وزير الخارجية، الاثنين الماضي بمقر وزارة الخارجية. تناول الوزير خلال اللقاء مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وأهميتها في ضوء الوشائج والروابط التاريخية التي تربط بين الشعبين. وفي مصر الآن، وفد إثيوبي –منذ الخميس الماضي- برئاسة وزير الاستثمار أحمد إيتو، يضم مسؤلين حكوميين ومستثمرين، لحضور المنتدي الاقتصادي المصري- الإثيوبي، والمشاركة في معرض القاهرة الدولي للمنتجات. وحين نعود الي شرم الشيخ ، نلحظ حرص القاهرة علي التجاوب مع الضيوف الأفارقة، رغم تزاحم أجندة " المؤتمر" حيث التقي وزير الخارجية، وزير الصناعة والتجارة في جمهورية مالاوي، ووزير خارجية اريتريا عثمان صالح وبحضور مستشار الرئيس افورقي، بهدف بحث تطورات العلاقات الثنائية وسبل مزيد من تعزيزها في مختلف المجالات خاصة السياسية والإقتصادية والتجارية. واذا اقتربنا أكثر من المشهد المصري الإفريقي، نجد حرص مصر – السيسي، علي الحضور بقوة في الخارطة الإفريقية الفاعلة والمؤثرة، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، خذ عندك مثلا حيا للتدليل علي هذا التوجه، متمثلا في الدورات التدريبية التي تنظمها "الوكالة" للكوادر الإفريقية في مجالات عدة، آخرها الأسبوع الماضي، حيث شهدت القاهرة،اختتام فعاليات الدورة التدريبية لعدد من الكوادر القضائية بالدول الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية " 23 قاض من 10 دول" في تخصص القضاء "المدني و الإداري"، بالتعاون مع المركز القومي للدراسات القضائية، وكذلك دورة تدريبية أخري شهدت القاهرة حفل ختامها الأسبوع الماضي، لمجموعة من كبار الدبلوماسيين الأفارقة المُتحدثين باللغة الفرنسية- على مدار أسبوعين- ل 18 متدرب من 15 دولة إفريقية ناطقة بالفرنسية، بمعهد الدراسات الدبلوماسية، دون أن ننسي، ختام فعاليات البرنامج التدريبي - الأسبوع الماضي أيضا - في مجال " نظم إدارة الأعمال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة "، بمقر مركز تدريب التجارة الخارجية، وبمشاركة 20 متدرب من 11 دول إفريقية. الدور المصري، فضلا عن أنه يدفع نحو مزيد من الدعم الفني للكوادر الإفريقية، و التواصل مع أشقاء القارة السمراء، غير أنه يصحح ومن ناحية أخري، الصورة المختلفة في أذهانهم، بما يرونه علي أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار اللذين تتمتع بهما مصر، وهو ما يختلف في كثير من الأحيان عما يتم تداوله وتنقله اليهم - بما يخالف الحقيقة والواقع - عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، ، وهو ماشهدت به وله، كل الوفود الإفريقية التي زارت مصر. ذلك هو الهدف، وتلك هي الرسالة. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.