حققت زيارة وفد ممثلي الصحف الإفريقية المكون من 28 صحفيا من شرق وجنوب القارة لمصر خلال الأسبوع الماضي برعاية الوكالة المصرية التي كان قد دعت مصر لتأسيسها مؤخرا أكثر من هدف، الأول كان في تصحيح المفاهيم المغلوطة إعلاميا، حيال العلاقات المصرية الإفريقية، ووقوفهم عمليا علي جوانب مهمة حيال التوجه المصري بعد 30 يونيه ، وكذلك موقف القاهرة من عدد من الملفات المحلية والإقليمية والدولية، وذلك خلال اسنقبال الرئيس لهم، فضلا عن تعرفهم علي حقيقة ما يتعلق بأمل مصر تجاه ملف سد النهضة، وما يحقق للطرفين المصري والإثيوبي، آمال الشعبين، بوثيقة مكتوبة، تعزز النوايا الطيبة التي يحملها شفهيا- وحتي كتابة السطور- كل من رئيس مصر ورئيس وزراء إثيوبيا، تضمن معها حق الأجيال القادمة في مياه النيل دون اختلاف أو صراعات، وهو كما ذكرت في مقال سابق أثلج صدر الأشقاء الأفارقة. أما الهذف الثاني، فقد تحقق مع تعرف الضيوف علي الدور المصري المهم في دعم الحركات التحررية الإفريقية، لنيل استقلالها، وذلك خلال استقبال السيد محمد فائق منسق ملف حركات التحرر الإفريقية إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لهم بمقر الجمعية الإفريقية بشارع رمسيس والذي وصفها فائق للضيوف ، ب "بيت إفريقيا"، التي صارت مركزا لاحتضان حركات التحرر، في خمسينيات القرن الماضي. انبهر الزملاء الأفارقة بالسيد فائق وحديثه عن مقر "الجمعية"، وكيف أن أبوابها كانت مفتوحة ليل نهار، للثوار الذين اتخذوا من القاهرة منبرا لتوصيل أصواتهم، من خلال الإذاعات الموجهة، بأكثر من 25 لغة إفريقية، وتأثير هذه الإذاعات علي دولهم، لبث روح النضال والمقاومة ضد الاستعمار، فضلا عن تقديم مصر جميع اشكال الدعم المادي والعسكري في سبيل استقلال القارة. تستطيع أن تقيس حجم الانبهار الإفريقي بمصر ودورها من خلال أسئلة الوفد واشتياقهم للتعرف بعيدا عن كتب التاريخ والجغرافيا، علي تفاصيل أكثر، من مصادر المعرفة الحقيقيين علي أرض مصر، فكان حديث فائق عن علاقاته المتينة بقادتهم وزعمائهم التاريخيين، الذين ربما سمعوا عنهم في بلادهم فقط، دون أن يرونهم، ما زاد اللقاء تقديرا وتعظيما للمحروسة، حتي أن الوفد الإفريقي صفق بحرارة للسيد فائق حين تحدث عن دعوة الرئيس الكيني أودنجا، إبان ترشح الأخير للانتخابات، ليقول للكينيين أن عبد الناصر يقف وراءه، لتكون مصر سببا في نجاحه، وذلك قبل أن يقدم فائق قائلا: " هذا الرجل من بلد يقوم فيه الصبية الصغار بجر الجاموس كأي دابة في الحقول، فاشتعل الصراخ والتصفيق لفائق ولمصر بالطبع، حيث في كينيا الجاموس وحشي يستخدم في مسابقات المصارعة. في قمة مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في يونيه من العام الماضي غرس الرئيس السيسي- إذا جاز التعبير- شجرة عودة الشئ لأصله، معلنا إنشاء وكالة مصرية تحتضن كل الكوادر الإفريقية لتأهيلها، وتنفيذ مشروعات تنموية رائدة، إمانا من القاهرة بمسئولياتها تجاه القارة السمراء، وأعتقد أن إعادة بناء العلاقات شعبيا عن طريق الإعلام يضعنا علي الطريق الصحيح، ولنعتبر زيارة وفد الصحفيين الأفارقة للمحروسة، ولقاءي السيسي وفائق بداية موفقة. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.