"بين الأبراج" و"ورقة حب لا تنسى" داخل السباق.. مهرجان الدوحة المسرحي يطرح مسارات جديدة لروافد المسرح العربي

"بين الأبراج" هي تجربة مسرحية تشارك في سباق مهرجان المسرح المحلي بالدوحة حاولت المزج بين شفرات الرمزية ووضوح الواقعية وسعت للوصول برسالة إلى المتلقي تنبهه وتخبره بالتحديات التي أصبحت تواجه البشرية في الوقت الحاضر وتحذره من الوهم الزائف من قبل البعض بانهم قادرين على التفكير بطريقة أفضل عن باقي أفراد المجتمع..ومسرحية "بين الأبراج" من إخراج جاسم الأنصاري، وتأليف سعود علي، ومخرج منفذ محمد حسين، مدير إنتاج سعدي الشمري، وبطولة محمد السني وعبد الحميد الشرشني وسماح السيد ومحمد عادل وأحمد الباكر وعبد الرحمن العتيبي ولينا الأنصاري وحسن القطري وصالح المري ومحمد القبيطي ويوسف الملا وسعود حسين.
وبرؤية أقرب للفانتازيا قدّم المخرج حمد الرميحي مسرحيته "ورقة حب لن تنسى" على خشبة مسرح قطر الوطني ضمن العروض المشاركة في سباق مهرجان المسرح المحلي محاولاً أن يعطي مسرحيته أبعاداً سياسية تتعدى حدود الحكاية البسيطة التي اعتمد عليها العمل..ومسرحية "ورقة حب لا تنسى" من إنتاج شركة الموال للإنتاج الفني ومن تأليف وإخراج حمد الرميحي، وبطولة الفنانين علي حسن، وعبد المنعم جرار وعلي سيف، وصفوت الغشم وندى أحمد، ويوسف الحسيني، ومنال القوي، وريم عبروق ويوسف حاجي، وموسيقى إسماعيل عيسى، ومدير إنتاج محمد الشربيني، بمشاركة عناصر من فرقة آنانا الاستعراضية..والمسرحية تستعرض رحلة أحمد بن ماجد، من خلال رمزيتها وذلك بعد نسج العديد من الأحداث حول تلك الشخصية العربية التي لعبت دوراً مؤثراً في تاريخ البحرية العربية،
وعقدت اللجنة المنظمة لمهرجان الدوحة المسرحي 2015م ندوة فكرية تحت عنوان "مسارات جديدة لرفد المسرح القطري" بمشاركة عدد كبير من النقاد والمسرحيين القطريين والعرب.
وقدمت خلال الندوة التي أدارها الدكتور علي الهيل عدة اوراق بحثية جاءت الأولى تحت عنوان " أهمية المسرح التربوي في المدارس " قدمتها الدكتورة هدى بشير خبير البحوث بالمركز الثقافي للطفولة ، اكدت خلالها على أهمية المسرح التربوي كركيزة هامة من ركائز الأنشطة المدرسية التي تسهم في نمو شخصية المتعلم فكريا وبدنيا وروحيا وتؤدي إلى خلق الشخصية الواعية المتكاملة والقادرة على ربط النظري بالواقع العملي الملموس ومواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات وأن الاهتمام بقضايا المسرح المدرسي ودراستها وتحليلها سوف يكون له أثرا ايجابيا في تفجير قدرات الطلاب مستقبلا وتطور إبداعاتهم.
وأشارت إلى أن المسرح المدرسي في قطر نتج عنه مواهب عديدة بالإضافة إلى التوجيه والتثقيف وأفرز العديد من الموهوبين فى مجالات متعددة فقد قدمت التربية المسرحية 155 عملا مسرحياً منذ تأسيسها عام 1976 حتى عام 1985..
وتناولت في ورقتها بالتفصيل الأهداف التربوية والتعليمية للمسرح ، لافتة إلى أنه يمكن استثمار طاقات التلاميذ في هذا الجانب ، متناولة المسرح التعليمي ومعايير اختيار المسرحية التعليمية ، مقدمة خطوات بناء مشروع مسرحي .
وحددت الدكتورة هدى بشير معوقات المسرح المدرسي وأهمها ندرة الكفاءات في تخطيط الأنشطة المسرحية من حيث النظرية والتطبيق ، وضعف ميزانية الأنشطة المسرحية بالمدارس ، قلة عدد المسارح الصالحة للاستخدام وندرة وجود أماكن مخصصة لممارسة النشاط المسرحي بالمدارس، عدم تخصيص ساعات مستقلة بالجدول المدرسي لممارسة النشاط المسرحي أسوة بباقي الأنشطة .
وطالبت الدكتورة هدى بشير في ورقتها بأن تتولى وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للتعليم دراسة المسرح التربوي وكيفية تطويره، وإدراج مادة المسرح ضمن المواد الدراسية ، وتأهيل معلمين متخصصين في مجال المسرح ، تأسيس فرق مسرح مدرسي في جميع أنحاء الوطن العربي مدعمة بميزانيات قادرة على التطوير .
وقدمت من الدكتورة كاملة الوليد الهنائي أستاذ مساعد بقسم الفنون المسرحية في ورقتها عرضا لتجربة قسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس الذي أنشئ في عام 1990م حيث تم افتتاحه بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية – ويضم ثلاث تخصصات هي: التمثيل والإخراج ، والنقد والدراما ، والديكور المسرحي ،مشيرة إلى أن القسم قد قام بتخريج عشر دفعات بإجمالي عدد 178 طالبا وطالبة، آخرها كانت دفعة عام 2006/2005م ،لافتة إلى أنه بعد تخريج الدفعة العاشرة تم تجميد برنامج البكالوريوس في القسم في عام 2004م، وحاليا أصبح القسم يطرح موادا اختيارية في مجال الفنون المسرحية لطلبة الجامعة بمختلف تخصصاتهم العلمية من بينها .. مقررات المسرح والمجتمع، فن الكتابة للمسرح ، الكتابة الدرامية للإذاعة والتلفزيون ، فن الالقاء ، المسرح العربي ، مسرح الطفل ، دراسات في مسرح شكسبير ، تذوق مسرحي .. وأكدت أن قسم الفنون المسرحية بالجامعة شكَل رافداً مهما للساحة الثقافية والمسرحية في السلطنة .
وجاءت مداخلة الدكتور عبدالناصر التميمي ، عميد مشارك قسم تعليم القوى العاملة وتنمية المجتمع بكلية المجتمع في قطر ، حول مشروع ادخال مناهج المسرح في كلية المجتمع ، تحدث خلالها حول برنامج "الفنون المسرحية" الذي سوف ينطلق مع العام الدراسي المقبل بالكلية ، موضحا أنه سيتم الاعتماد على نظام ساعات العمل المعتمدة و أن البرنامج يدخل ضمن اهتمامات الكلية وسعيها لخدمة المجتمع القطري في كل المجالات .
وحول محتويات البرنامج قال : تتألف درجة مشارك في فنون المسرح من أربعة مسارات أو مستويات مصممة لتطوير الأداء والكتابة المؤثرة، والمهارات الفنية والأدبية للطلبة المهتمين في مجال المسرح والتمثيل، ويشرف عليها كادر تدريسي ذو خبرة، وستركز المسارات الأربعة على المهارات الفنية والكتابية والأدبية المهمة في المسرح والتمثيل، وتهيئة خشبة المسرح، والصوت وفنون الالقاء، وكتابة النص المسرحي والجوانب الفنية المختلفة بحيث يأخذ الطالب في هذا البرنامج ما مجموعه 70ساعة مكتسبة. وتضم المسارات تخصصات (التمثيل، تصميم خشبة المسرح، ناقد مسرحي، إدارة المسرح )، لافتا إلى أنه يضاف إلى هذه المواد العامة مواد خاصة بكل مسار .
من جانبه أضاف الدكتور سكوت جين الاستاذ بالكلية أن برنامج الدراسات المسرحية برنامج فريد يعمل على تخريج مهارات رائعة في العمل المسرحي لافتا إلى أن الطلاب سوف يدرسون متطلبات جوهرية مثل فنون التواصل، وأسس الرياضيات، والعلوم الطبيعية، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والتاريخ، والعلوم الانسانية، واللغة الانجليزية، ومعارف عامة.
وشهدت الندوة مداخلات ومناقشات واقتراحات من الحضور تتعلق بقضايا المسرح المدرسي والمسرح الجامعي ومناقشة البرامج الأفضل في تخريج مسرحيين مؤهلين ...