أنسي همي وألمي عندما ألف بالتنورة فهي ملاذي وسعادتي كلمات عبرت عما يشعر به محمد حسين المصري (24 سنة) أول راقص تنورة في مصر من قصار القامة دار بها وتجول بخاطره وفكره عما تحدثه به نفسه عندما يستعد في تقديم فقرته أو يبدء في التدريب عليها ألا وهي معشوقته التنورة. يقول محمد المصري أعشق التنورة من الصغر وسبب عملي بها يرجع للصدفة البحتة فمنذ 4 سنوات كنت اتفقت مع مجموعة من اصدقائي قصار القامة أو ما يطلق عليهم الاقزام علي إنشاء فرقة للفنون الشعبية وعملنا الفرقة واشتهرت سريعا داخل وخارج مصر وفجأة دبت الخلافات بيننا وانقسمت الفرقة فأتجهت للتنورة بمفردي وأقنعت نفسي انني استطيع فعلها علي الرغم من الصعاب التي قد تواجه راقص التنورة القزم ومنها نظرة السخرية أو عدم التحكم والسيطرة علي خطوات قدمه أو السيطرة علي معدل دورانه بالتنورة واكتشفت أنها زادتني اصرارا ولجأت إلي أصدقائي راقصي التنورة الذين أعرفهم ليعلموني كيف ابدأ واتغلب علي مشكلتي وحزنت لتهربهم مني ولم يساعدوني فيها فما كان مني إلا أن سعيت وبمفردي واشتريت عباية التنورة وكانت باهظة الثمن وبدأت أمرن نفسي في الأول كنت اشعر بالدوخة (الدوار) بعدما يقرب من 15 دقيقة من اللف بها ثم قاومت ذلك الاحساس وبدأت اتمرن مرة أخري وزاد التمرين معي لمدة ساعة ثم ساعتين إلي أن شعرت بأنني استطعت الاجادة فيها والعجيب أنه في تلك الفترة انهالت العروض علي ولكني رفضتها حتي لا أعطي الفرصة لمن حولي أن يسخروا مني أو يستهزؤا بما أقدمه إلا بعد ما أجيد فيها وأتميز في ادائها. ويضيف محمد وصلت بعد ذلك في التمرين إلي ما يقرب من 5 ساعات يوميا وامنح نفسي راحة كل ساعة من التدريب لمدة نصف ساعة وبدأت أنزل الحفلات والعروض التي تقدم لي واقدمها تنورة فقط ودون اضافات مثل استخدام دفوف مع التنورة أو الاضاءة أو أي حركة جديدة معها إلا لما اتقن مواجهة الجمهور وتقديمها بشكل متميز ولما شعرت بالراحة النفسية من هذه المواجهة بدأت اتقن استخدام الاضافات السابقة معها ووجدت استقبالا حسنا من الجمهور وزاد وانهال الاعجاب بما اقدمه من كل حدب وصوب لدرجة انني زرت دولا عدة منها السعودية وعمان والبحرين وقطر وفرنسا لدرجة ان بعض القنوات الأجنبية من فرنسا وإيطاليا عملوا عني افلاماً تسجيلية لي وحكايتي مع التنورة وسوف يتم عرضها خلال أحد المهرجانات المقبلة وهو ما شجعني أن ابذل فيها قصاري جهد لأنك (والكلام مازال علي لسانه) كل ما تعطي لمهنتك وقتك ستمنحك الكثير والكثير وما زاد من سعادتي بها أني تعلمتها بمفردي وكسرت حاجز الخوف أو الصعوبة في إتقانها. ومن المواقف التي لا ينساها يقول في أحد العروض التي كنت اقدمها وأثناء دوراني بالتنورة (ومضبط وضعي في اللف وحبيت افتح اضاءة التنورة لم تنور ولاقيت كبشة التنورة بتفك لوحدها وبتطير وهاجس نفسي أصابني وبدأت اشعر بالاحباط وانا اقدم العروض ولابد وان احل المشكلة في ثوان لأني ارقص علي جمل موسيقية معينة وكل جملة لها (رتم) معي في العرض ومع التنورة واضافتها وبدأت وانا ألف بالتنورة ربطت الكبش مرة أخري وبهدوء حتي لا اصاب بالتوتر وبعدها قمت بتوصيل الاضاءة للعباية وفي لحظات وكل (ده) وأنا بأدور بالتنورة وانهيت العرض ولاقي استحسانا جيدا وأهم ما فيه اني تغلبت علي الضغط العصبي اللي كنت فيه مضيفا لا تعرف كم هي سعادتي عندما البس عباية التنورة واني سأقدم عرضا اشعر مع كل عرض اقدمه انني مولود جديد وانسي معها أي ألم أو تعب أو اضطراب لأني امتع نفسي بما أقدمه قبل أن اعجب الحاضرين وهدفي أن يستمتع الجمهور بما أقدمه بل يزيد كيف أجعلهم بعدما يشاهدوا العرض تتعب أيديهم من التصفيق وأن الاقزام يستطيعون تقديم كل الفنون والتنورة هي مصدر سعادتي وملاذي كلما ضاقت بي الأمور وأنسي معها كل ما يضايقني وهي للأسف أمور متعددة ومنها نظرة الناس والمجتمع والدولة للأقزام وقصار القامة وناهيك بالمشاكل التي نتعرض لها يوميا مثل وسائل المواصلات لا نستطيع ركوب الاوتوبيسات العادية وإذا أردنا الانتقال بوسائل مواصلات أخري نتعرض لمواقف مع المجتمع والناس ومنها ما تعرضت له شخصيا كنت راكب ميكروباص وجالس علي الكرسي فإذا بامرأة كبيرة السن تقول لي يابني (قوم وقعدني وتعالي اقعد علي حجري) ولما تأملت وجهي ووجدتني شابا اعتذرت لي وقالت (ما تاخدش علي كلام واحده كبيرة) ولأن شخصيتي مرحة بطبعها بتتقبل نظرة وكلام الآخرين تجاهي ولكني بيني وبين نفسي الجأ إلي معشوقتي التنورة (واطير معها زهقي من الآخرين). اما عن مشاكلنا مع الحكومة فحدث ولا حرج منها الاسكان أو الوظائف فهي لا تمنحنا حقنا وإذا اهتمت بذوي الاعاقة فأنها تنسي الاقزام أو قصار الطول علي الرغم من أن الدستور شملنا بالرعاية وللأسف دائما نري أن الرعاية منقوصة. ويحلم محمد بالحصول علي شقة ليتزوج فيها من اختارها قلبه قائلا هي من الأقزام ولم اختارها علشان هي مني ولكن لأني وجدت فيها ما أبحث عنه في شريكة حياتي وهناك زيجات ناجحة جدا بين الاقزام وأولادهم طوال القامة. ويشير محمد إلي أنه يومه يختلف للحدث المرتبط به في فلو عنده احتفال أو عرض سيقدمه أو تصوير لعمل فني فيصحو مبكراً ليظبط التنورة والعدة والإضافات التي معها مثل الدفوف والعباية والفانوس والشال والطاقية والعنتري والثابتة والإضاءة أما لو ليس هناك عرض أو ارتباط بحفلة فيقول ليبدأ عمل بروفات له والتي يمارسها يومياً لمدة لا تقل عن 5 ساعات يومياً وإجراء تمارين سواء كانت لحركة جديدة أو لفة بطريقة معنية وجديدة مع إتقانها جيداً قبل عرضها علي الجمهور مضيفاً إلي أنه مارس التمثيل في عدة أعمال درامية منها وكالة عطية «والفريجي» مع أحمد آدم وقمر مع فيفي عبده ويستعد لتقديم مسلسل جديد اسمه الأقزام وهو في 60 حلقة كما أنه شارك في مسرحيات «في يوم في شهر 7» وكوكب سيكا وجزيرة الضحك مع علا رامي وأحمد عزمي وأنه دخل عالم الفن خلال عرض تم تقديمه وهو في المرحلة الثانوية ومطلوب ممثلين أقزام وذهب إليه وشاهد ما لا يقل عن 15 ممثلاً من الأقزام وكانت بداية التقائه بهم والتعامل معهم عن قرب. ويسعي محمد لإنشاء فرقة للفنون الشعبية ويتمني أن تكون شاملة كافة الفنون وبها التنورة التي يجد فيها نفسه أكثر من الأعمال الدرامية ويسعد جداً إذا عرض عليه أحد المعجبين أن يعلمه التنورة وكيفية أدائها ويحزن كثيراً إذا لم يحقق حلمه أو هدف له يسعي لتحقيقه أو إذا زعلت خطيبته «علي حد قوله» ويزدداد حزناً إذا تخطت الغيرة بينه وبين زملائه أو اقرانه من قصار القامة ووصلت لمرحلة لا يحمد عقباها وبخاصة أن النجاح لا يأتي صدفة أو ضربة حظ أنه يأتى بالتوفيق والسعي وهو ما يعمل عليه دائماً ويعشق محمد خفة الدم والمرح والسعادة وإضفائها علي من حوله والمحيطين به.