تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقبة للسعودية اليوم أهمية كبيرة لكونها تأتي في توقيت عصيب ومنعطف خطير تمر به المنطقة في ظل ما تشهده من أزمات وتحديات وتطورات خطيرة تهدد الأمن والاستقرار بها وتهدد مستقبل بعض دولها كما تأتى الزيارة والتى تعد الأولى للرئيس السيسى إلى المملكة بعد انتخابه رئيسا للبلاد تقديرا للدور الكبير والفاعل الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو والذي إعتبره المصريون موقفا رئيسيا بالغ الأهمية في حياتهم جاء فى إطار المواقف الثابتة للمملكة تجاه مصر العروبة وجاء إنطلاقا من المواقف المشرفة والشجاعة للعاهل السعودى مع الدولة المصرية وبدا ذلك في المحافل الدولية بإرسال بعثات تدعم موقف مصر في الخارج عقب ثورة الشعب ضد حكم الإخوان ورفضه لكل محاولات الابتزاز وكذلك مبادرته بعد فوز السيسي بدعوة أشقاء وأصدقاء مصر إلى مؤتمر المانحين ليؤكد مجددا على أصالة موقفه ومواقف المملكة كما تأتى الزيارة في إطار العلاقات القوية التي تربط بين البلدين حكومة وشعبا. وتعد المملكة من أكثر الدول التي قدمت مساعدات مالية وعينية لمصر ومن المنتظر أن تتناول مباحثات الزعيمين عدة قضايا إقليمية ودولية وعربية يأتى فى مقدمتها الوضع المتأزم في غزة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع وإرتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين والدمارالذى لحق بكل بمناحى الحياة هناك ومفاوضات التهدئة التي تجريها مصر حاليا وكذلك الرؤية المصرية للحل والوضع في المنطقة العربية وما يدور من أحداث كما يأتى بالطبع ملف التنظيمات الإرهابية في المنطقة والتى تعد الشغل الشاغل لقادة دول المنطفة التى تعج بالأحداث الجسام جعلت من أرضها مسرحا للأعمال الأرهابية التى أثرت بشكل كبير على وحدة دولها وعلى إستنزاف مواردها خاصة وأنه أصبح من الضرورى التعاون والإتحاد لمواجهة انتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة وعلى رأس تلك التنظيمات "داعش" وما يحدث من عمليات إرهابية في العراق وسوريا وليبيا والقلاقل التى تحدث فى اليمن وعلى الحدود مع السعودية وكيفية مواجهة تحصين الحدود بين الدول العربية. وأتوقع أن تتناول المباحقات بين الرئيس السيسى والملك عبد الله العلاقات الثنائية بين البلدين والتى ستحتل حيزا كبيرا في المشاورات بين الزعيمين وفى مقدمة ذلك مؤتمر المانحين الذي تتولاه المملكة والذى يهدف إلى تشجيع الاستثمار فى مصر. ومن المؤكد أن الشعب المصرى الذى يرتبط بعلاقات أخوية ضاربة فى الجذور مع شعب المملكة ينظر إلى هذه الزيارة نظرة أمل وتفاؤل وتقدير وعرفان لقادة وشعب المملكة التى كانت من أوائل الدول التي اعترفت بثورة الثلاثين من يونيو وشكلت منذ ذلك اليوم داعما رئيسا لهذه الثورة الشعبية وعنصرا هاما وفاعلا في توازن الدولة المصرية على الساحة الخارجية. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.