جاء قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بترشيح روبرت بيكروفت سفيرًا لبلاده في القاهرة وقبول مصر لهذا الترشيح كخطوة على طريق إستعادة الولاياتالمتحدة لعلاقاتها الطبيعية مع مصربعد خلو المنصب لمدة تزيد على الثمانية أشهر وبعد توتر مكتوم فى أعقاب ثورة يونيو التى ظلوا يطلقون عليها انقلاب وفى أعقاب رحلة أعتبرت ناجحة لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي ولرئيس جهاز المخابرات محمد التهامى وهو ما يعنى ان هناك تغيرات قد حدثت فى السياسة الامريكية تجاه مصر تتواكب مع ارسال طائرات الاباتشى واستئناف المساعدات العسكرية للقاهرة للمساعدة فى محاربة الإرهاب فى سيناء. وأعتقد أن الموقف الأخير لوزير الخارجية الامريكى جون كيرى واعلانه ان بلاده لا تتآمر على مصر وعلى خارطة الطريق قد جاء نتيجة لصمود ثورة يونيو وصمود الشعب المصرى فى مواجهة الحملة الدولية والضجة المفتعلة بعد عزل الرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى إنتصارا لإرادة الشعب المصرى والتصميم على السير فى تنفيذ بنود خارطة الطريق التى بدات بالدستور وتسير نحو انتخابات الرئاسة وستنتهى بالبرلمان لاستكمال الشرعية الدستورية لتجبر جميع الدول على تغيير سياستها تجاه مصر. ومن المؤكد أن تعيين أمريكا سفير لها في القاهرة يعد أمرا طبيعيا لان كل الدول تعترف بالأمر الواقع وما تشهده مصر الآن من خطوات ناجحة للتقدم إلى الأمام لتفيذ خطتها على طريق الديمقراطية يحتم على جميع الدول قبوله والتعامل مع السلطة الحالية خاصة وأن أمريكا دولة كبيرة ولها مصالح في مصر وهو ما يفرض عليها التعامل مع مصر الدولة المحورية الفاعلة في المنطقة ومع شعبها وليس التعامل مع فصيل من هذا الشعب يدعى المظلومية والتعرض للقهر رغم أنه يمارس الأرهاب. وعلى الرغم من عدم الثقة الكاملة فى الخطوة الأمريكية تجاه مصر والتى جائت بعد تغير موقف أوروبا واستئناف مسيرة التحول الديمقراطي في مصر إلا أن تطور العلاقات بين البلدين ستكشف عنه الأيام القادمة وما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستستمر فى تحسين العلاقات مع مصر الدولة والشعب عن قناعة أم ستكون مضطرة للتعامل مع النظام الجديد في مصر حفاظا على مصالحها ومصالح إسرائيل كما أنه وفى المقابل لابد أن تحدد مصر هي الأخرى مصالحها مع أمريكا في إطار توازن فى العلاقات بعيدا عن التدخل في شئون الشعب المصرى وإختياراته. ويأتى تعيين السفير الأمريكى الجديد خلفا للسفيرة السابقة آن باترسون التى كرهها الشعب المصرى بسبب ممارستها دورا معاديا للشعب المصرى بعد إنحيازها لجماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة الثلاثين من يونيو وبعد الهجوم على النظام المصرى الجديد بشكل متعنت وقطع المعونة الاقتصادية الرسمية المعمول بها منذ عقود. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.