من الواضح أن تصرفات الولاياتالمتحدة وتصريحات مسئوليها كل يوم تؤكد أنها لا تريد الاستقرار والأمن لمصر بل تريد نظاما ورئيسا عميلا يتبعها ولا ينتقد سياستها ويتعهد بالحفاظ على إسرائيل ولا تريد لمصر أن تتخطى الصعاب والعقبات التى صادفتها منذ ثورة يناير 2011 خاصة بعد أن أدى سقوط جماعة الإخوان المسلمين من على سدة حكم مصر إلى إفشال خططها فى إضعاف المنطقة خدمة لمصالح اسرائيل وليس هناك مجالا للشك فى أن الإدارة الأمريكية تثبت كل يوم أنها لاتريد لمصر بناء وطن يتمتع بالحرية والديمقراطية كما تعلن دائما والدليل على ذلك هو تدخلها السافر والمستمر فى الشأن المصرى والسعى لإعلان مواقف لاتتفق لا مع العقل ولا المنطق وكان آخر ذلك وليس آخرا تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكى ضد مصرالجمعة الماضية بعد أن أبدت قلق بلادها من قانون تنظيم التظاهر وقالت"نجدد إبداء مخاوفنا التى نشاطرها مع الممثلين عن المجتمع المدنى فى مصر فالقانون بشأن التظاهرات يقيد الحريات ولا يتلاءم مع المعايير الدولية" وهو كلام لايتفق مع الحقيقة ولاالمنطق فى شيئ فكل دول العالم لديها قانون لحماية حق التظاهر . وعلى الرغم من أن أمريكا التى تعامل المتظاهرين فيها ومن ترى أنهم يهددون أمنها القومى أسوأ معاملة من خلال قانون صارم للتظاهر كما أنها تحمى أسوأ الأنظمة الديكتاتورية فى العالم وتتبنى النظام العنصرى الصهيوني وتعتبره طفلها المدلل إلا أنها تقف بالمرصاد لأى تحرك إلى الأمام من قبل الحكومة المصرية فى إطار خارطة الطريق التى إتفقت عليها القوى السياسية بعد ثورة الثلاثين من يونيو لتصب هذه المحاولات فى خانة العداء لمصر وإستهداف تقويض سلطة الدولة والانحياز الى تيار الاخوان الذى أسقطه الشعب . ويبدو أن أمريكا التى مازالت تفكر بعقلية المستعمر تعتبر هذا التدخل فى شئون دول العالم الثالث حقا طبيعيا وتعتبر الديمقراطية هى القبول بالنفوذ الأجنبى كما يحدث فى العراق وافغانستان وليبيا والدمار الذى لحق بتلك البلاد والذى كانت تسعى أمريكا لأن يحل بمصر ولعل الضغوطات التى تمارس على النظام المصرى تكشف مدى الغموض فى حقيقة أهداف السياسة الأمريكية فى مصر والتى تسعى إلى تفكيك الدولة المصرية من خلال ضرب مؤسسة الجيش والمساعدة المستترة لإنشاء جيش حر على غرار ما حدث فى سوريا وذلك لكسر إرادة المصرييين التى أؤكد أنه بفضل هذه الإرادة وقدرة وعزيمة جيشها المتماسك واللحمة التى تجمع رجاله وقادته ستظل مصر قوية وعفية حرة كريمة لن ينال منها أحد بإذن الله . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.