أكد وزير الخارجية السفير سامح شكري أن مباحثات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تناولت مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار شكري - خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد إلى أن المباحثات شهدت توافقا على ضرورة حشد الجهود للتصدي للتحديات والمخاطر التي تشهدها المنطقة ومالها من أثار وانعكاسات على السلم والامن الاقليمي والدولي ولا سيما الاضطرابات الخطيرة القائمة في كل من ليبيا وسوريا والعراق .بالإضافة إلى تعثر جهود السلام في الشرق الاوسط بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال وزير الخارجية السفير سامح شكري إن استقبال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية الامريكي جون كيري جسد اهتمام مصرعلى أعلى مستوى للعمل على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين ، وذلك على اسس واضحة والانتقال بها إلى معترك اوسع خال من الشوائب وذلك على درب ترسيخ طبيعتها الاستراتيجية..بالإضافة إلى أهمية العمل المخلص نحو ازالة أي عوائق قد تحول دون تطويرها وتطورها الطبيعي خدمة لمصالح الدولتين والشعبين. وأكد أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري شدد على أهمية العلاقات المصرية الامريكية وبعدها الاستراتيجي والدفع بها إلى افاق أرحب. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية سامح شكرى - "كما قال الرئيس باراك أوباما للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أعقاب تنصيبه رئيسا لمصر إننا ملتزمون بالعمل معا لاحترام الوعود التي قطعتها ثورة 25 يناير 2011 ودعم التطلعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب المصري وحقوق الإنسان". وأشار كيرى إلى أن أوباما أكد على مضمون تلك الرسالة خلال الاجتماعات في إطار مناقشات كبيرة وبناءة لتلك القضايا بما فيها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وعودة مصر للاتحاد الأفريقي، ومواجهة التهديد المشترك للإرهاب والتطرف، موجها الشكر للرئيس السيسي على صراحته ومشاركته في النقاش بشكل شامل، مضيفا أنهما أعربا عن مخاوفهما حيال الكثير من القضايا وأهمها الإلتزام بالعمل في إطار الشراكة لمواجهة التحديات المشتركة. وشدد على دعم بلاده لحقوق المصريين في التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات، لافتا إلى أنه ناقش الدور البالغ الأهمية لسيادة القانون وما يمثله من أهمية لتحقيق الديمقراطية، موضحا أن النجاح الاقتصادي يصب في مصلحة الشعب المصري. وأعرب عن ترحيبه بما قاله السيسي مؤخرا والمتعلق بمراجعة التشريعات الخاصة بحقوق الإنسان، مضيفا أنه تناقش معه في التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر. وبين كيرى أنه ناقش مع المسؤولين بالقاهرة الوضع في العراق، وأنه خلال الأسابيع المقبلة سيتم نقل وجهات النظر تلك إلى رؤساء دول أخرى، مشيرا إلى أن مناقشات دارت بينه وبين السيسي حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وأيدلوجيته القائمة على القمع والعنف وما تشكله من تهديد ليس للعراق فحسب لكن للمنطقة بأسرها. وأكد وزير الخارجية سامح شكري ان هناك تقديرا من الشعب المصري الذي خاض خلال 3 سنوات ثورتين شعبيتين بهدف تحقيق طموحاته في دولة ديمقراطية تراعي مصالح الشعب وتحقق العدالة والرخاء وانه ينطلق بعد استكمال النقطة الثانية في خريطة المستقبل بعد اعتماد الدستور وانتخاب الرئيس نحو ارساء دولة مؤسسات ودولة سيادة القانون . واضاف ان الشعب المصري يثق تماما في سلطته القضائية وقدراتها على التعامل بموضوعية وشفافية وحياد تام لاعطاء كل ذي حق حقه والعمل على الحفاظ على الحقوق ، مضيفا أن القضاء عادل وان من يتهم يكون لديه دفاع قوي لاثبات برائته لاجل إعلاء كلمة القانون والقواعد التي يطمئن اليها الشعب في هذا النطاق . وفيما يتعلق بظاهرة العنف ضد المرأة قال وزير الخارجية ان هذه الظاهرة احتلت مساحة كبيرة من اهتمام ابناء مصر وصدر اثر بعض الاحداث المؤلمة والمؤسفة قانون التحرش تحديدا لمقاومة هذه الظاهرة والقضاء عليها ،كما انطلق موجة شعبية من قطاع المجتمع المدني يناهض هذه الظاهرة البغيضة ، موضحا اان الدولة تكرس كل جهودها للعمل على اعلاء قيمة المرأة والقضاء على اي نوع من التحرش. وفيما يتعلق بالحوار الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة اكد وزير الخارجية انه تم تناول هذا الامر في المباحثات التي جرت بين الوزيرين بما يهدف الى تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين والى مزيد من التفاهم وأيضا لاتاحة المجال لتبادل الاراء فيما يتعلق في القضايا التي تحتاج المزيد من الحوار. واضاف شكري ان مصر والولاياتالمتحدة تشتركان في القلق البالغ فيما يتعلق بالاوضاع الحالية في العراق ، مشيرا الى انه من الاهمية ان يكون هناك تنسيق بين البلدين في هذا الملف لمواجهة التحديات والمخاطر التي ظهرت نظرا للاوضاع المضطربة والعنف الدائر في العراق . واكد شكري ان مصر حريصة على وحدة الاراضي العراقية ومصالح الشعب العراقي وتأمل أن تؤدي العملية السياسية في العراق الى تحقيق الوحدة الوطنية ومراعاة كافة مصالح اطياف الشعب العراقي . واضاف: " أن هناك اطارا سياسيا يتم التفاعل من خلاله وهذا شأن داخلي عراقي نأمل ان ينجح في مواجهة التحديات وتحقيق مصلحة الشعب العراقي وخاصة الحفاظ على آمنه واستقراره ومقاومة وإدانه كل اشكال العنف والتطرف التي اجتاحت العراق مؤخرا "، متطلعا إلى مزيد من التنسيق والتشاور مع الولاياتالمتحدة والاشقاء العرب من أجل مصلحة الشعب العراقي وسلامته. وقال وزير الخارجية الأمريكي "إن المرحلة التي تمر بها المنطقة مفصلية، وعلينا أن نشجع قادة العراق على نبذ الانقسامات الطائفية وتشكيل حكومة موحدة تلتزم وتسعى لتلبية احتياجات الشعب العراقي، لافتا إلى أن مصر تمر أيضا بمرحلة مفصلية فيها فرص كبيرة، وضحا أن من بين التحديات التي تواجه الحكومة هي توفير فرص اقتصادية للمصريين ممن يسعون لتحقيق حياة أفضل". وأضاف أن الولاياتالمتحدة بجانب الحلفاء بالإمارات والسعودية مستمرون في العمل على دعم العملية الانتقالية وتحسين الأوضاع الاقتصادية في مصر لمصلحة جميع مواطنيها، الذين طالبوا بالعدالة والكرامة والفرص الاقتصادية والسياسية. ووصف كيرى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ب "التاريخية"، مشيرا إلى الانتخابات البرلمانية المقرر قدها لاحقا، مؤكدا أن واشنطن تدعم تطلعات وسعي الحكومة المصرية لأن تكون على قدر تلك المسؤولية وبناء المستقبل الذي تريده ونوه بأن المناقشات الثنائية أوضحت اتفاقا في الآراء.. فنحن نريد التغيير وهناك وعود يجب أن تحترم، وهذا الإلتزام الذي عبرنا عنه سيساعد على تحقيق تلك الأهداف، مشددا على ضرورة العمل سويا لمواجهة التحديات والتغيرات التي تواجه المنطقة. وعلى صعيد الأوضاع في ليبيا، أشار كيري إلى أنه تحدث خلال مشاوراته مع الجانب المصري عن الوضع في ليبيا والتحديات التي تواجهها كثير من دول المنطقة نتيجة الإرهاب والتطرف، لافتا إلى أن واشنطن والقاهرة تتشاركان الموقف المناهض لتلك التحديات المرتبطة بالأيدلوجيات المتطرفة والمتشددة. وأكد على استمرار العمل الجاد لتحقيق الشراكة التاريخية بين مصر والولاياتالمتحدة، مشددا على أنه على الجانبين عمل الكثير لتحقيق الأهداف المرجوة بناء على المصالح المشتركة بين البلدين.