هاجمناه بقوة الله - سبحانه وتعالي - وهو جالس علي «كرسي» الهيمنة والنفوذ والسلطان.. هاجمناه بالقلم واللسان في مؤتمرات سياسية سجلتها وفتئذ بالصوت والصورة مباحث أمن الدولة في صحبة السياسي الفنان القدير حمدي أحمد وحمدين صباحي ومصطفي بكري ومحمد بيومي وضياء داود ومحمود عمر والدمرداش العقالي والمناضل إبراهيم شكري في مؤتمرات سياسية عقدناها بقريتنا بالقليوبية ومحافظات أخري.. وما أصابنا بسوء ولم يتم اعتقالي مرة واحدة بسبب منشور في جريدة ولا بقول قلناه في المؤتمرات الحاشدة أما من طعن وهاجم وانتقد الفارس بعد نزوله من على الجواد فهم ليسوا معارضين ولا يعرفون كيف تكون أخلاق المعارضة أتكلم عن الرئيس الأسبق بطل حرب أكتوبر المجيدة، حسني مبارك - القائد والرئيس بكل ما تحمل الكلمات من معني القيم، فالرجل أعطي للوطن الكثير وإن فسد.. بني صروحاً عملاقة في البنية الأساسية وإن هدم القطاع العام.. واحترم القضاء والقانون وإن أخطأ.. هو البطل الذي نزل علي إرادة شعبه بدون قطرة دماء واحدة، ولم يفعل مثلما فعل القذافي أو علي عبدالله صالح عندما تحولت اليمن إلي براكين من الدم، ولم يخرج من سدة الحكم إلا بضمانات دولية وعربية، وكان مبارك بمقدروه أن يفعل ذلك، بل كان يستطيع أن يستجيب لدعوات ملك السعودية بأن يرحل من مصر قبل أن يحرر له النائب العام طلباً لضبطه وإحضاره، ولكنه أصر علي أن يحترم القانون للحظات الأخيرة، وينصاع طائعاً لمحاكمته أمام قضاء مصر الشامخ، ولم يهرب مبارك خارج البلاد جباناً أو طريداً، وأصر علي البقاء ومعه أسرته، هو مبارك الذي خرج له الشعب عن بكرة أبيه بعد محاولة اغتيال في أديس أبابا يفديه بالروح والدم في مشاعر عفوية وصادقة.. هو مبارك الذي قال له شيخنا الشعراوي « إذا كنت قدرنا أعاننا الله عليك وإذا كنا قدرك أعانك الله علينا»، هو مبارك الذي صفق له العلماء والمثقفون وهلل له المادحون، واحترم القضاء ورجاله وذهب إليهم في دارهم بعد أن ذهبت إليه الملايين أفواجاً من كافة طوائف الشعب.. هو الذي احترم القضاء عندما طالبه المثقفون بتخفيف العقوبة عن الروائي علاء حامد قائلا: ً «لا معقب علي أحكام القضاء» وهو ما رواه أحد محررى شئون الرئاسة فى عهد الرئيس حسنى مبارك، عن قصته مع فلاح المنيا في السابعة صباحاً بعد افتتاحه لأحد الكباري عندما قرع الرئيس علي باب الفلاح المنياوي ولم يعيره الرجل أي اهتمام، وطلب من مبارك أن يجلس علي «الكنبة» وتوضأ الفلاح الصعيدي وصلي لله ركعتين وفور انتهائه من الصلاة التفت ناحية الرئيس قائلا:ً له «كنت عارف إنك جاي.. فرد مبارك: حد أخبرك يا حج بزيارتي لك.. دأنا اللي بخبط علي البيوت عشوائي وكنت جاي افتح الكوبري فقط.. فرد الفلاح: محدش قال لي حاجة عن زيارتك لي بس أنا كنت عندك امبارح في القصر في مصر، والحرس طردني فذهبت لمقام السيدة زينب وقلت لها: يا ست يا أم هاشم زي ما طردني هاتيهولى لحد باب الدار، فانفعل مبارك قائلاً: فلتأمرني بما تشاء يا حاج.. قال عايز أرضي.. والقضاء حكم لي.. فأمر علي الفور بعودة الأرض للفلاح الصعيدي» هذه قصة مختصرة لم يعرفها الإعلام ولم ترصدها الصحافة في حينها، أما قصة المحامي الشهير في البحيرة الذي أرسل له برقية يقول فيها للرئيس مبارك« لا أنتخبك»وقام موظف السنترال بإبلاغ شرطة النجدة التي ألقت القبض عليه وتم سجنه، ورصدت جريدة الوفد قصة المحامي علي صفحات في هذا الوقت وأمر الرئيس مبارك بخروج المحامي من السجن مع معاقبة كل من تسبب في سجنه. مبارك القائد الذي وضع روحه علي كفه لكي بقي الوطن وقاطع كل أقاربه ومزق صلة الرحم حتي لا يقتربوا من الحكم.. له آلاف الحسنات ومئات السيئات في حق الوطن، ولكنه ليس خائناً.. لقد دفعته الأقدار دفعاً إلي سدة الحكم حيث كان ضابطاً، مشهور عنه الحسم والضبط والانضباط في قاعدة بلبيس الجوية ثم قائداً للقوات الجوية، واختاره الزعيم السادات ليكون نائباً عنه واجتهد وأصاب.. هذا القائد يبكي في القفص واقشعر جسدي لبكائه فلماذا بكيت يا سيادة الرئىس؟ إن بكيت خشوعاً وامتثالاً لأمر الله بأنك خلف الأسوار، فبكاؤك محمود ومثاب علي ابتلاء الله لك حتي يخفف عنك البلاء في الآخرة. وإن كان بكاؤك للدنيا.. فهو انكسار للقائد والبطل من القوات المسلحة مصنع الرجال وعرين الأبطال.. فبكاؤك مزموم يا سيادة الرئىس. لا تبكي.. يا سيادة الرئيس. فإن طعنك الخائنون في الخارج بمؤامرة لها أدناب في الداخل من تجار الإسلام السياسي لم يقصدوك في شخصك بل قصدوا مصر الحضارة والتاريخ لتقسيمها وإضعاف جيشها وتدمير شرطتها وقضائها، فتتحول إلي مسرح «للفوضي الخلاقة» للسيطرة علي مقدرات الشرق الأوسط. لا تبكي.. يا سيادة الرئيس فقد تكالب عليك «أولاد الزنا» في قطر وبيوت المخابرات الأجنبية لكي يكسرون فيك شيم البطل الخائف علي شعبه ووطنه، فخطط كانت معدة من بداية الثمانينيات فقد تآمروا علي عراق المجد والحضارة وسوريا مهد الحضارة والزيتونة في تونس وحكمة اليمن واستقرار ليبيا وجاء الخائن مرسي ليهدم كل ما بناه المصريون حتي مؤيدك محترمون.. لم يقلعوا شجرة من مكانها، ولم يشوهوا حائطاً بعبارات تخدش الحياء العام أما جماعة الخائن فقد يتموا الأطفال ورملوا النساء وباعوا الوطن للأيدي النجسة من تنظيم القاعدة وعملاء الأمريكان وألمانيا وإسرائيل وتركيا. لا تبكي.. يا سيادة الرئيس فقد أحبتك الجماهير «الغلابة» وإن أهملتهم وطعنك أهل النخبة بأجندتهم الخاصة لكي يحافظوا علي استمرار الشيكات المتدفقة من بنوك العاهرات الوطنية. لا تبكي.. يا سيادة الرئيس ففي عهدك تعلمنا نحن الفقراء والتحقنا بالوظائف وإن أرهقتنا المحسوبية و«الشليلة» والمتسلقين». لا تبكي.. يا سيادة الرئيس فإن حكم مصر صعب، وأنت أدري منا بذلك فذاك عبدالناصر زعيم الأمة الخالد.. حاصروه وقتلوه بالهموم مبكراً، وذاك محمد نجيب عزلوه في منزل بالمرج وأولاده لم يجدوا ما يأكلون.. أما السادات فقتلوه.. وأنت الآن في السجن وهذا ما قاله الملك فاروق أثناء مغادرته مصر علي يخت المحروسة لمحمد نجيب: «مبروك عليكم حكم مصر لكن حكم مصر صعب ولن تعرفون صعوبته إلا في قابل الأيام». لا تبكي.. يا سيادة الرئيس فلا تشغلك الدنيا بأسرها فإنها فانية وأقبل علي الآخرة فإنها الباقية.. والتاريخ أبداً لن يخذلك يا مبارك.