كان يوماً استثنائياً.. ذهبت إلى معهد ماكين فى واشنطن إذ كان ينظم مؤتمراً ينضح ما فيه من عنوانه.. والعنوان كان «هل الجيش هو الإجابة فى مصر؟».. جلست فى الصف الثانى فى قاعة مكتظة بالحضور جاءوا من كل فج فى أرجاء العاصمة الأمريكية.. وفى شاشة عملاقة تصدر علم مصر.. عينى لم تفارق نسره.. يشعرك وكأن الكل أقزام حوله رغم السم الذى يلقونه عليه بحديثهم. انتفض جاكسون ديل الصحفى الأمريكى المشهور، وقال إن «السيسى» هو «عبدالناصر» وإن المصريين رفعوا صورته بجوار «ناصر»، ويشرح للحضور من هو «عبدالناصر» أنه فاشى معادٍ لإسرائيل. قرأت فاتحة الكتاب فى سرى وقلت «الله يرحمك يا جمال» تكفى سيرتك لتحمر الوجوه وينتفض البشر من مقاعدهم.. يا جمال يا عزة يا كرامة يا شموخ يا كبرياء يا من عشت لمصر تراباً وشعباً ونيلاً وتذكّرت فى اللحظة نفسها ما فعله الفريق أول عبدالفتاح السيسى وجيشنا وكيف أنقذوا مصر من حتف محقق.. وجحيم مرسوم وقلت الله يحفظك لمصر يا بطل. لا تستهوينى الكتابة عن أشخاص، خصوصاً إذا كانوا فى المنصب.. ولكن أبداً لا ترهبنى ألاعيب الخونة التى تحاول فضّنا عن حب ودعم جيشنا بإطلاق مصطلحات قذرة مثل «عبيد البيادة» أو كما ذكر موقع الإخوان عنى وعن زملاء آخرين محترمين أننا كتاب «نكاح البيادة». نعم مثلى مثل ملايين المصريين لا أثق فى أحد داخل مصر سوى فى قواتنا المسلحة ولا أصدق أحداً مثلما أصدق الفريق «السيسى».. إذا تحدث «السيسى» فهو صادق، وإذا وعد فهو قدر كلمته وإذا أؤتمن حفظ الأمانة وصانها. إن الغرب يدرك جيداً أن «السيسى» لا يريد السلطة ولكن رعبهم من حب المصريين له.. من ظهور بطل فى زمان أرادوا له أن يكون بأبطال من صنيعتهم وليس من رحم الشعوب.. ولهذا كرهوا «عبدالناصر»، ولهذا أيضاً يكرهون «السيسى». إن أبسط استطلاع للرأى فى الشارع سيؤكد بجلاء أن المصريين يريدون «السيسى» رئيساً لمصر.. وتقديرى أن الرجل تفكيره أبعد من هذه النقطة، وأنه يريد أن يرسم مستقبلاً محصناً للعلاقات المدنية العسكرية فى تركيبة حكم مصر وأن يكون الجيش هو حامى الديمقراطية فى مصر. وأياً ما كان قول المستقبل سواء نزل «السيسى» إلى رغبة الشعب وتقدّم إلى انتخابات الرئاسة أو تمسك بموقفه فإن وجود «السيسى» فى حد ذاته، هو عامل أمان وطمأنينة لمصر والمصريين، وهى تواجه أخطر حروبها على الإطلاق.. لأن الغدر يأتيها من الداخل.. طابور طويل من الخونة.. ثمنهم رخيص.. وأصبحوا مكشوفين وهم غير منزعجين بكشفهم، فالعاهرة لا يضرها الطعن فى شرفها. إن نقطة الجمع بين الزعيم «ناصر» والفريق «السيسى» هى حب الملايين.. هى أن الوطن أولاً وقبل كل شىء.. هى أن الشعب هو المعلم وهو القائد.. هى أن الأمر لمصر وحدها وليذهب الجميع إلى الجحيم. وإذا كانت ذكراك قد حلت يا «ناصر» فنحن نتكلم عنك بمناسبة أو من غير مناسبة لأنك فى دمنا.. عشنا على سيرتك من غير ما نشوفك وكم تمنينا أن يخرج من يذكّرنا بطيفك وأصالتك ورجولتك.. تركتنا ومت ولكنك باقٍ فى القلوب يا جمال. كتبت من قبل مطالباً بالثأر لمصر من الخونة وسأظل أطالب حتى نثأر لعامين من الخيانة.. كانت كرامة الوطن يداً مبتورة نعيش بعاهتها نعتصر ألماً بالحنين لمجرد الإحساس بها.. نبكى بحرقة عندما كنا نتذكر أننا كنا معافين يوماً.. إلى أن جاء جيشنا ليسترد شموخ وطننا ويخلق لنا باب الحلم من جديد.. مصر لن تموت، ومن يريد بها الشر علينا أن نواجهه بلا هوادة.. خونة الداخل وأعداء الخارج.. وسننتصر وسنحمى بلادنا بعين حورس وسنثأر بمخالب نسر علمها.. وستعيش مصر دولة حضارة وشموخ وحصن للعروبة حرة قرارها كما أرادها جمال عبدالناصر.. ويا «سيسى» يا ابن بلدى وكبيرها لا تتخلى عن حلمنا لأن «عبدالناصر» فاتنا ومات.