نبهت السادات إلى خطورة الإفراج عن الإخوان.. لگنه أراد تحقيق التوازن مع «اليسار» فاختلت المعادلة قصرنا فى حق إفريقيا.. وأدعو الأزهر لفتح باب الدراسة به بدلا من إيران وترگيا حذرت قيادات «الوطنى» من غضب الشعب قبل 25 يناير ..ولم يستمع أحداً لى مصر أفشلت خطة تقسيم المنطقة وإثارة النزاعات العرقية والطائفية
قال الدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق ورئيس لجنة الشئون الخارجية الأسبق بمجلس الشعب أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هى بلورة دستورية وقانونية لإرادة الشعب الثائر فى 30 يونيه , وتمثل خطوة فارقة فى مستقبل مصر ، مؤكدا أن الانتخابات البرلمانية فى 2010 هى التى مزقت الدولة والبطء فى اتخاذ القرارات وعدم إدراك خطورة الوضع ساعد على قيام ثورة يناير وركوب الإخوان المسلمين الموجة ، وأشار أيضا إلى علاقة مصر بالإتحاد الأوروبى والإفريقى ، والتى ستشهد خطوة جديدة بانتخاب رئيس مصر القادم، معلناً لأعضائه كشف مصر للمخطط الأمريكى ولكنها حريصة على ضرورة وجود علاقات مع الدول بما لا يتنافى مع مصالح مصر ، ورفض فكرة إقصاء الحزب الوطنى المنحل، ووصف الإعلام لأعضاءه ب «الفلول»، مضيفا أنه ليس مع المصالحة مع من تلطخت يدهم بدماء المصريين وخان الأمن القومى..ومحاور أخرى كثيرة كانت فى حواره مع المسائية .... السيسى مرشح الإرادة الشعبية.. ولا مصالحة مع الدم وخيانة الأمن القومى فى البداية سألته: ماذا عن رد فعلك حين قامت ثورة 25 يناير..وهل توقعتها؟ أنا كنت أشعر بأن هناك حالة من الإختناق والغضب المكتوم وحذرت من هذا أكثر من مرة ، ولم يسمع لى أحد، ولكن بحجم سيطرة الإخوان لم أكن أتوقعها ، وبدأت استشعر بها عندما تم حرق الأقسام والمحاكم والهجوم على السجون . هل ثورة 30 يونيه ثورة تصحيح لثورة يناير أم أنها ثورة قائمة بذاتها ؟ هى تجمع بين الإثنين ، فهى تصحيح مسار من خلال التخلص من الفصيل الذى انقض على ثورة 25 يناير فاغتصب الحكم فتم عزله , ولكنها ثورة لأن أعداد المشاركين فيها أضعاف من شاركوا فى ثورة يناير بكل فئات الشعب الإجتماعية وبلا مطالب غير حماية مصر ، ومن هنا فخط الدفاع عن مصر هى القوات المسلحة فكانت أمل الناس بهم . هل أنت مع ضم الأحزاب فى ائتلاف واحد؟ هناك أحزاباً كبيرة لها تاريخ مثل الوفد وهو موجود عاطفيا فى وجداننا وحزب التجمع أيضا له وجود ، وهناك أحزاب جديدة مثل المصريين الأحرار والمؤتمر وغيرها كل هذه أحزاب معروفة ولكننا نسمع عن أحزاباً كثيرة وهى لا تتعدى وجود يفط كبيرة لهم فقط ، ومشكلتنا وجود هواه وأنا أؤمن بالإحتراف ، وأنا مع وجود ائتلاف بين أحزاب كثيرة وهى الأحزاب القوية لتشكيل جبهة مدنية قوية ، وانتخابات مجلس الشعب القادمة أخطر من الانتخابات الرئاسية . هل تميل لنظام القائمة أم الفردى فى الإنتخابات البرلمانية ؟ أميل للفردى بالرغم من أننى كنت مدافع للقائمة فى وقت كانت الأحزاب الموجودة على الساحة واضحة وكان يعطى كفاءات لدخول المجلس قد لا يكون لديها القدرة المالية ، ولكن فى ضوء التركيبة الحالية الناس ميلها الطبيعى أن تعرف النائب الخاص بها ومن يطالب بحقوقها , فالفردى أقرب حالياً ، ونقولها بكل صراحة ، فى الدوائر الصغيرة الإخوانى معروف والسلفى معروف والتيار المدنى معروف ، ولكن القائمة توسع الدائرة ، رغم إيمانى بقيمة القائمة فى تقوية أحزاب ولكن ذلك فى حال وجود أحزاب قادرة ، ولكن لابد على الأحزاب القوية أن تقوم بالتوحيد بينهم البعض والتنسيق . هل تفكر فى الترشح مرة جديدة للمجلس؟ رد سريعا ، لا ، فلديا الخبرة فى مجال العلاقات الخارجية أو الداخلية ، وأستطيع خدمة الدولة دون ظهور، ومازلت على اتصال بدائرتى وهى علاقات إنسانية وأخدمهم قدر استطاعتى منذ 35 سنة . ما هو رد فعلك عندما نادوا بإقصاء الحزب الوطنى الديمقراطى؟ رأيي أن الحزب كحزب انتهى ككيان ولكن أعضاءه موجودين فلايستطيع أحد أن يغفل عدم وجود 3.5 مليون مصرى ليسوا موجودين وغير مؤثرين ، فهم موجودين ومؤثرين بالفعل فى دوائرهم والدليل على ذلك الإعادة فى الانتخابات السابقة فمن الذى جعل شفيق يأخذ أكثر من حمدين وأبو الفتشوح ، فالركيزة الأساسية كانت أعضاء الوطنى المنحل ، ولا نستطيع أن نغفل أن هناك قلة حققت مصالح شخصية وتمت محاسبتهم وهم معروفين ، تقريبا كل الأحزاب الأخرى لها جذوراً فى الوفد والوطنى المنحل وغيرها ، فمثلا زعيم حزب النور عمه كان عضو مجلس نواب وفدى وأخوه كان عضو مجلس شعب وطنى ، وبالتالى لا يصح إقصاء أحداً من الحزب الوطنى . هل تغضب من كلمة "فلول"؟ هى كلمة تافهه ، الفلول هى بقايا جيش مهزوم فمن يطلق هذه الكلمة لا يعلم شيئاً عن التاريخ وليس لها علاقة بالسياسة ، فهل رأينا أحد من الحزب الوطنى قام بإطلاق النار أو إرهاب الشعب. لكن هل كل ما كان يتم فى ميدان التحرير من أفعال ليس للحزب الوطنى يد فيها ؟ لأ .. فللأسف 2010 مزقت الحزب الوطنى نتيجة سوء إدارة الحزب ، وبالتالى فكرة الإقصاء التى تم عملها لنواب الحزب الوطنى كانت من الممكن أن تقف مع مصر ليس بالبلطجة ، وأنا طالبت يوم 25 يناير أن تتخذ اجراءات فورية سريعة عن طريق إقالة الحكومة بالكامل وعدم الخلط بين رجال الأعمال والمال والسياسة و يجب على الرئيس أن يؤكد على التزام الدولة وأنها لن تنسحب من آداء واجبها خاصة فى المناطق الأكثر فقرا ، ولكن كان هناك بطئاً وعدم إدراك للوضع . هل سيظهر الحزب الوطنى فى ثوب جديد؟ هناك أسماء معينة مرفوضة ، ولكن هناك آخرون طالبت بتجميعهم فى حزب قبل تفتيتهم ويكون هذا الحزب وقتها ضمن ظهير سياسى للمجلس العسكرى ، ولكن هذه الفكرة لم تجد استجابة وقتها ، واذا نظرنا لوفد رجال الأعمال الذى سافر مع مرسى للصين كان 95 % منهم من أعضاء لجنة السياسات ، فلماذا سافر هؤلاء ومن كان يعمل منهم فى السياسة هم السيئين فهو منطق عجيب ، وأغلب الموجودين حالياً فى الأحزاب الجادة أعضائهم من أعضاء الحزب الوطنى القديم ، فلا مجال لإعادة تشكيل حزب ، ولكنى أتصور أن أى حزب من الأحزاب القوية عندما يريد ترشيح أحد فمن مصلحته عدم ترشيح نفس الشخص بل ترشيح أحد آخر من العائلة ، وأؤكد أننا نحتاج بداية مرحلة جديدة بأحزاب جديدة ، وإن لم يحدث فى الانتخابات القادمة تكتل قوى بين الأحزاب الموجودة ، والتيار الوطنى المدنى الموجود، واختار الناس الأكثر فرصا فى النجاح والتف الناس حولها فأمامهم البديل الآخر وهم أصحاب الدقون. ماتقييمك لفترة الإخوان المسلمين فى مصر؟ مع حرصى على استقرار هذا البلد وافقت على تواجدهم بالسلطة لنرى ماذا سيقدمون للبلد ونعطى لهم الفرصة ، ولكنى صرحت قبل ثورة 30 يونيه بثلاثة أسابيع تقريبا أنه للأسف أصبح هناك حكماً لفصيل واحد بدلاً من وجود قوى وتوحيد للقوى الشعبية وحدث إقصاء للجميع ، وأن هناك شكوكاً حول مدى إدراك القيادة السياسية لمحددات ومتطلبات الأمن القومى المصرى ، بالإضافة إلى فشل اقتصادى كبير ، والإعلان الدستورى الذى صدر مزق البلد وقسمها ، لذلك فإن استمرا الوضع هكذا قد يؤدى إلى منحنى لا نعرف إلى أين يذهب بنا ، فكنت استشعر خطر ، هم كان أمامهم فرصة ذهبية ولكنها تجربة فشلت . ما تعليقك على إفراج الرئيس الراحل السادات للإخوان وسجن مبارك لهم ؟ الرئيس السادات أخرجهم من السجون ، وهناك شهوداً مازالوا على قيد الحياة ، فقلت له ياريس أنت حاولت أن تحقق معادلة توازن فاختلت المعادلة ، وكانت مشكلته أن هناك حملة كبيرة من قبل اليسار بكافة توجهاته ، فأراد أن يحقق توازناً فشار عليه البعض احتضان هذا التيار فهو القادر على تحقيق المعادلة ، وبالتالى أول عمل للجماعة الإسلامية فى الجامعة تم تحت رعاية الدولة ، رغم أن كثيرين نبهوا بأن هذا الأمر قد ينقلب إلى أمر خطر ، أما مبارك فى مرحلته كان بين الأمرين ففى البداية أفرج عن المسجونين فى سبتمبر 1981 بعد توليه الحكم بشهر ، وبعدها سجن منهم ولكنه لم يسجن القيادات الكبيرة فكان يأتى بالفاعلين . هل أنت مع المصالحة مع الإخوان المسلمين ؟ لا مصالحة مع الدم ولا خيانة الأمن القومى ، وبالتالى ليس المصالحة مع تنظيم إنما مع الأشخاص الذين لم يفعلون ذلك ولا ذاك فهم مواطنين مصريين فى النهاية ماداموا لم يشاركوا فى ذلك ، ومن عليه دم أو تخريب أو خيانة للأمن الوطنى فمكانه المحاكمات وليس مكانه الساحة السياسية . نحن على مشارف بدء ماراثون الانتخابات الرئاسية.. فكيف ترى المشهد؟ المهم أن نستشعر بمشاركة شعبية كبيرة ، فهى تساعد فى إرسال رسالة مهمة للعالم , وتحقق الإستقرار فى الداخل ، وأتصور أن الإنتخابات الرئاسية ستتم بها محاولات للعرقلة ، ولكن الإرادة الشعبية والتيار الحقيقى الجارف للشعب هو الذى دفع المشير السيسى للترشح ، وبهذه الانتخابات تنهى أسطورة الزعم بشرعية سابقة أسقطها الشعب يوم 3 يوليو ، فهذه الانتخابات هى البلورة الدستورية والقانونية لهذه الإرادة الشعبية . كيف ترى ترشح حمدين صباحى فى هذه الانتخابات؟ ترشح حمدين أمام السيسى عمل إيجابى وقمة الذكاء ،لأنه يأتى زخم للعملية الانتخابية ، وهناك أشياء فى برنامجه من وجهة نظرى تعد نوعا من المزايدة السياسية ، ولكن هذه طبيعة الانتخابات ، ولكنى أحيى قرار ترشحه، وأرى أنه مستفيد لعدم وجود مرشح غيره ، فجاءت له فرصة الظهور الإعلامى داخليا وإقيليمياً ودولياً ، وكما يقال أنه بحكم وضعه سيكون وصيف الملك مالم يكن ملكا ، وبالتالى هذا يجعله يشكل قوة معارضة لها تأثير فى الحياة السياسية وهذا أمر مطلوب فى التحول الديمقراطى التى تعيشه مصر ، أما السيسى فهو مرشح الإرادة الشعبية ، وهو لا يحتاج لأى حملة لأن الشعب اختاره وطالبه بالترشح وهو استجاب لنداء الشعب. هل سيتغير الحال بانتخاب رئيس جديد؟ بالتأكيد انتخاب رئيس جمهورية جديد وقوى وشخص مدرك لأبعاد الأمن القومى المصرى والتحديات سواء الإقليمية أو الدولية أو الداخلية سيكون خطوة فارقة فى مستقبل مصر ، وهو حال المشير السيسى الذى سيدفع برسالة قوية للعالم أن هناك استقراراً فى مصر وأن البلاد فى أيدى مسئولة ، وهذا سيطرح ثقة كبيرة للداخل لدوران عملية الإنتاج والعودة للإستقرار ، وخاصة أنه شخص لا يزايد ويواجه الشعب بالحقائق ويشارك الشعب فى القرارات ويؤمن بالعمل الجماعى والظهير الشعبى ، وهذا سوف يكسبنا الكثير من ثقة الدول العربية الشقيقة والغرب سيتعامل مع الواقع ، ونحن فى حاجة لأكبر قدر من المراقبين الجادين على الانتخابات ، وأهلا بكل من هو على المستوى وأن محايداً وليس مغرضاً أما المرتزقة فلا مكان لهم . من وجهة نظرك .. كيف يستطيع الرئيس القادم التصدى لمعوقات الفترة المقبلة ؟ بالتأكيد لا أحد يجمع عليه كل البشر ، حتى الأنبياء لم يجمع عليهم كل الناس ، وبالتالى لايوجد زعيم سيجمع عليه الجميع ، ولكن أتصور أن السيسى يحمل بين طياته الزعيم والرئيس ، الرئيس بأن يكون مدرك لأبعاد المشاكل ولديه تصور وحلول ولديه الإرادة ، والزعيم هو أن يتمتع بزخم شعبى يجعل الناس تثق فيه وفى وعوده وتلتف حوله وتصبر عليه ، لذلك أنا أرى أنه لديه الحكمة وفهم لأمور الدولة ، فالرئيس والزعيم هى مطلوبة لمواجهة هذه التحديات ، وبالتأكيد سيواجه عراقيل وهناك قوى لم تهدأ ، ولكن إذا وجدت الزخم الشعبى زائداً ستكن وتهدأ. ماذا عن علاقة مصر بالدول الأخرى بعد انتخاب الرئيس القادم؟ فى رأيى قطر المرحلة القادمة سيحكمها أمران ، الموقف القوى الذى اتخذته دول مجلس التعاون وهو موقف لاتستطيع قطر تجاهله ، ثم فى النهاية أن مفتاح القرار القطرى فى واشنطن ، فواشنطن لها مصالح استراتيجية فى المنطقة ، ولكننا أيضا حريصين على هذه العلاقات ، أما تركيا فيرواد أردوغان جنون الزعامة ويريد إعادة الإمبراطورية العثمانية الإسلامية فى خياله ولكنه سيعود إلى حجمه الطبيعى ، أما عن العلاقات مع روسيا فهى قوية ولا يجب تجاهلها وبيننا وبينهم تاريخ ، ولايمكن النظر لروسيا أنها البديل ولا يمكن أن تكون كارت مساومة لأنها أكبر من ذلك . بعد 3 يوليو تعارضت المصالح الأمريكية مع مصر .. فما رأيك فى ذلك؟ نحن حريصين على علاقة مصر بأمريكا ، على رغم ما نعرفه عن الدور الأمريكى فى المراحل السابقة ولكن السياسة ليس بها عواطف ولكنها مصالح ، ومن ثم لابد أن نعمل على ضوء هذا، ولكن مصر أفشلت مخطط كبير جدا لتقسيم هذه المنطقة ومخطط للسيطرة الأمريكية والذى بدء من فترة منذ تقرير "بنورلويس" فى بداية الثمنينيات أمام الكونجرس ، وكان هذا مضمونه أن هناك صدام حتمى سيتم بين الغرب وبين هذه المنطقة ، وبالتالى كان جزء من التأمين لإسرائيل هو تفتيت هذه المنطقة ، وذلك بإثارة النزاعات العرقية والطائفية ، فكان هو المخطط لتمزيق هذه المنطقة ، وبعد أبراج أمريكا 2001 وبدأت سياسة بوش من ليس معنا فهو ضدنا وبدأ يلجأ لأسلوب القوة العسكرية والحرب المباشرة وبدأوا بعد ذلك يجدوا أنها تكلفهم كثيرا ليس فى التكلفة المادية فقط ولكن فى البشرية أيضا ، فبدأ المخطط من خلال الإثارة من الداخل ، فخيل إليهم أن بعض هذه التيارات الإسلامية التى كانت تدعى وتزعم عدائها المطلق لأمريكا وإسرائيل، فهذه التيارات هى الحليف الذى يمكن أن يؤدى إلى هذه النتيجة ، فإلى جانب محاولات التهيج بإستخدام بعض الشباب سواء من خلال إثارة جزء مثالى إننا نسعى لتحقيق نموذج مثل الديمقراطية الغربية أو من خلال الإرتزاق وشراء الذمم. هل عدم تحقيق ثورة يناير لأهدافها سببه التدخل الأمريكى ؟ ثورة يناير بدأت بنوع من الغضب الشعبى كان مفجره الانتخابات البرلمانية الأخيرة ولكن كان هنا غضب نتيجة الأوضاع الاقتصادية ، وخصوصا أنه كان هناك إنجازات إقتصادية كبيرة ولكن كانت على حساب العدالة الإجتماعية ، فاستشعر المواطن أنه ليس شريكا فيما يحدث ، فحدث نمواً وليس تنمية ، فالنمو هو زيادة الناتج القومى وزيادة الإحتياطى ، ولكن التنمية هى أن تصلى بها للعشوائيات فحدث انسحاب لدور الدولة فى مناطق كثيرة احتل مكانها بإسم جمعيات خيرية ، فأصبح لهم جذور أعمق من جذور الدولة لقيامهم بدور الدولة ، وبالتالى كان هناك نوع من الضيق والقلق ، فتفجرت ثورة يناير وشارك فيها مجموعة من الشباب النقى وجموع الشعب المصرى ، فهى ليست ثورة شباب فقط ، بل ثورة شعب ، وكان بينهم مجموعة تعمل لحساب أمريكا وكان بالتنسيق معها الإخوان المسلمين الذين يعملون لصالح المخطط الأمريكى ، ومادفع الأمور إلى منتهاها هو أن الإخوان هم القوة المنظمة التى نزلت إلى الساحة ، والباقى نزل ليعبر عن ضيق وغلاء المعيشة وغيرها، إلى جانب ظهور خيوط المؤامرة الدولية فى حماس والهجوم على السجون وأقسام الشرطة والمحاكم ، وهنا التقى المجموعتين الأولى العميلة لحساب أمريكا والثانية الإخوان بأنها فرصة لهدم الدولة عن طريق هدم الشرطة والقوات المسلحة والقضاء فتقع الدولة ، وبعدها تحيى بعدها فتنات طائفية وتطلع البلطجية فالشعب يفقد الشعور بالأمن ، فهنا تنهار الدولة ، فالمخطط انتقل من فكرة ثورة بمطالب مشروعة إلى مؤامرة لإسقاط الدولة . ماذا عن موقف الإتحاد الأوروبى من مصر بعد 30 يونيه؟ الإتحاد الأوروبى هو الأدرى بحقيقة الأوضاع ، المشكلة أن الإتحاد الأوروبى انساق فى أوقات كثيرة وراء الرؤية الأمريكية ، إلى جانب مجموعة كبيرة من القيادات الإخوانية أو التيارات الإسلامية التى بدأت تدخل داخل المجتمع وخاصة فى الميديا والإعلام ، إلى جانب أن بعض هذه الدول كانت تخشى من هذه الجاليات أنها تسبب لها مشاكل ، فبدأت تحاول أنها تلعب الدور الوسيط ، ولكن أوروبا أكثر إدراكا للواقع ومصالحها الإستراتيجية وأمنها يقتضى التعاون معنا ، وبدأت الأمور بالفعل تتغير ، وأرى أنها ستكون أسرع فى تغيرها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. هل ترى أن عضوية الإتحاد الإفريقى ستعود مع الرئيس القادم ؟ هذا ما سيحدث ، لأن ما نحن فيه مؤقت ، وسيعود فور الانتخابات الرئاسية ، فللأسف دورنا فى إفريقيا انحسر بعض الشئ ولكن الإتجاه الحالى فى مصر تدعيم هذا التقارب الإفريقى ، فمصر لها بصماتها فى استقلال إفريقيا والأفارقة واعين لذلك ، ولكن مصر قصرت فى بعض الأحيان ، فكنت أطالب وأنا رئيسا لجامعة الإسكندرية بمزيد من التعاون الأكاديمى مع أفريقيا وبمزيد من المنح التعليمية لأفريقيا ، فلماذا لا نعطيهم منح فى الأزهر بدلا من الدراسة فى إيران أو تركيا ويتطرفوا ، ولكن كان يجب استثمار ذلك ، وعندما كنت رئيس لجنة الشئون الخارجية كنت من أكبر المشجعين لصندوق التنمية الإفريقى فى وزارة الخارجية وزيادة ميزانيته ، وذلك للتواجد ليس فى المؤتمرات والمحافل فقط ، وكان هناك تفكيراً لإنشاء جامعة فى جنوب السودان قبل أن يستقل وبدأنا بالفعل ولكنها توقفت ، ولابد أن نعى وجود مصالح مائية ، فمثلا زيارة المهندس إبراهيم محلب لغينيا بساو فحجم العمل الذى من الممكن أن يتم معها كبير ، ولكن للأسف لا أحد يعى أهمية هذه الزيارات والوزيرة الوحيدة التى زارت غينيا بساو هى فايزة أبو النجا ، ولكن إذا كان المؤتمر فى باريس أو روما نجد أن هناك 18 وزيراً يذهبون للمؤتمر ، هذه هى المأساة ، فالبعض يرى أن القبلة السياسية حتى لا أحد يفسرها بشكل خاطئ هى واشنطن وننسى روسيا والصين والهند ، فهذه الدول مهمة وأساسية ، فلا أحد ينكر أن أمريكا هى أكبر قوة والأعظم فى العالم ، ولكن أيضا ليست هى القوة الوحيدة التى يجب أن يكون معها علاقات ولكن هذا لا يلغى ، فلا ننظر لهذه العلاقات أنها معادلة صفرية . هل سيستطيع الرئيس الجديد الوقوف أمام المشاكل المحلية ؟ هناك مشاكل ضخمة ، وهناك تطلعات وأمانى كثيرة لكن يجب أن نعى جميعا أنه لن يتحقق تحسن خلال يومين ، ولكن دون الجدية والجودة فى العمل لن تحل مشاكلنا ، لذلك لابد أن يحاسب كل مقصر فى العمل ، فالمظاهرات والإضرابات هى حق فى أى دولة ديمقراطية ، ولكن لها قواعد منظمة وليس بلطجة ، فهناك فرق بين الأساليب المشروعة للتعبير عن مطالب حقيقية ومشروعة وبين الفوضى والبلطجة ، فآن الآوان أن الكل يعلم جيداً أن البلد تواجه تحديات كبيرة ، كانت قد تصل بينا إلى تدمير الدولة المصرية وتقسيمها ، وبالتالى لابد أن يدرك الجميع هذا حتى نستطيع فهم الجدية وأهمية الإخلاص فى العمل ، فنحن نستطيع استقبال 40 مليون سائح وتكون صناعة قاطرة ، ولدينا ميزة الجو وثلث آثار وتراث العالم الفرعونية والإسلامية والمسيحية ، ولدينا جامعات ومراكز بحوث ولكن نحتاج الجدية فى العمل ، فضلا عن الإهتمام بالإنفاق العام وأهمية ضغطه ، فلننظر للطرق مثلا يتم عملها أكثر من مرة ، فطريق مصر إسكندرية الصحراوى مهزلة الجزء الذى يتم عمله يعاد مرة أخرى ، وهكذا فى جميع المجالات فلابد من تفعيل القوانين وعدم التسيب ، فعندما أصبحت الدولة رخوة هو الذى أدى لقيام ثورة 25 يناير .