بدت احلام منصب رئيس الجمهورية تداعب السياسيين في مصر، على الرغم من اجماع القوى السياسية على دعم المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، وبعيدا عن الوجوه التي سبق وان خاضت الانتخابات الرئاسية الماضية، ظهر على الساسة أول مرشح مستقل وهو الدكتور محمد محي الدين نائب رئيس حزب غد الثورة، المستقيل حديثا من الحزب، للتركيز في خوض الانتخابات الرئاسية، ورغم ادراك محي الدين أن فرصته في الترشح قد تكون معدومة، إلا أنه يصر على خوض غمار المنافسة، ليثبت أن جيل الشباب قادر على خوض المنافسة، وأن الساحة تتسع لمنافسين أمام المشير السيسي. *لماذا قررت الترشح لرئاسة الجمهورية؟ على المستوى الشخصي أري أن كل مواطن يجد أن لديه القدرة على تقديم شيئ للوطن لابد أن يقدمه وفي النهاية المواطن هو الحكم ، بالإضافة إلى أنه حتى الأن لم يخرج من يعبر عن ثورة يناير بما فيهم حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمرشح السابق للرئاسة، فإنه يعبر عن تيار داخل فصائل معينة بثورة يناير ، ولكن لا يوجد من يعبر عن الشباب أو عموم التيارات السياسية بحيث يكون شخص توافقي يستطيع التفاعل مع كل التيارات وهذا غير موجود على الساحة الأن. * هل يمكن الربط بين استقالتك من حزب الغد وبين قرار الترشح ؟ هناك رابط ولكنه غير رئيسي، وسبب الاستقالة الرئيسي والمباشر هو أنني لا أود أن يعطلني أي شيئ أخر عن الترشح للرئاسة. *هل الدكتور أيمن نور له دور في مساعدتك خاصة وأنه خاض هذه التجربة من قبل ولديه الخبرة الكافية ؟ إطلاقًا الدكتور أيمن نور ليس له أي علاقة، وأنا مدرك أن الفرصة ضعيفة، ولكن الهدف من الترشح هو إرسال رسائل للمواطنين والقوى السياسية، الرسالة الأولى أن مصر لن تعود أبدًا إلى دولة وعصر وفكر ورأي وإعلام الرجل الواحد، فإذا كان السيسي رجل فهناك 80 مليون رجل أخر يستطيع الترشح ، الرسالة الثانية وهي أنني منزعج جدًا من قرار المشير السيسي للترشح للرئاسة لأن كثير من القوى السياسية أعلنت مرارًا وتكرارًا أن الفيصل بين إذا ما كان يوم 30 يونيو أنه ثورة او انقلاب هو وجود المشير السيسي في الصورة ،وهذا ما يعطي رسالة سلبية جدًا للمواطنين، وللعالم الخارجي بغض النظر عن الإرادة الشعبية، الرسالة الثالثة وهي أن الحديث عن أن الإرادة الشعبية تنادي بترشيح المشير السيسي فيمكن القول بأن الإرادة الشعبية أيضًا هي من أتت بمرسي، بالإضافة إلى أنه ليس من الديمقراطية في شيئ أن يخرج القائد العام من منصبه إلى منصب رئيس الجمهورية دون أن تكون هناك فترة استعادة توازن أو استعادة الروح المدنية *هل ترى أن هناك منافسين أقوياء أمام المشير السيسي؟ إلى الأن إذا ترشح المشير السيسي سيكتسح ، لكن هذا لا يعني عدم نزول مرشحين أمامه، أو تخوين من يخوض هذه التجربة، والمشكلة الأن تكمن في ان كل من سيتقدم للترشح أمام المشير السيسي سيلوث ويهان ويخوًن وهذا ما نخشاه أن نرجع مرة ثانية لفكرة الرئيس الأب والرئيس الزعيم ونعود إلى ما كنا عليه في ظل حكم الرئيس مبارك . *بماذا تفسر حالة الانكماش الحزبي أمام ترشح السيسي للرئاسة ؟ أحزابنا في النهاية ليس لها إلى حد كبير دور حقيقي في الحياة السياسية، ودعنا نعترف أن الأحزاب الدينية لعبت خلال انتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة على وتر الدين والشريعة ولولا هذا الوتر ما كانت نجحت، والاحزاب المدنية لولا ثورة يونيو وتدخل القوات المسلحة ما كانت ظهرت في الصورة ، فالأحزاب في الجانبين تعتمد على الصدف والتجارة سواء بالدين أو بالمصلحة ، لذلك فهذا امر طبيعي ، ولذلك دور النخب ودور المشير السيسي ودور كل من شارك في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو ان يؤكد على الديمقراطية في مصر وفي استلام وتسلم السلطة، لذلك كنت أتمنى ان يدرك المشير السيسي أنه بعد أيام أو شهور من توليه الرئاسة لن يصبح البطل الشعبي الموجود حاليًا وسيكون مطالبًا من كل الجماهير بتحمل كل المشاكل التي خلفها من سبقوه ، وبالتالي أعتقد انه من الأفضل للسيسي ان يبقى في منصبه الحالي للدفاع عن مصر أفضل من أن يكون رئيسًا لمصر * هل تتوقع أن يرشح الإخوان أيًا منهم خلال الانتخابات الرئاسية أو يدعموا أحدًا كستار لهم ؟ توقعي الشخصي أنهم سيركزون على مرشح بعينه ويدعموه وهذا شيئ منطقي جدًا، والإخوان في النهاية يبحثون عن مصالحهم السياسة ويريدون الان هدم المعبد على من فيه . * وهل تتفق مع من يقول أن الفريق سامي عنان هو الأقرب للدعم من الإخوان ؟ لا أصدق مثل هذه الشائعات، لانها ربما يكون الهدف منها تقوية موقف السيسي ، لانه إذا أردت تضعف موقف مرشح في مصر "ضعه مع الإخوان في جملة مفيدة"، ولا أعتد بمثل هذه الأقوال وأضعها في خانة المزايدات الانتخابية . * في رأيك من الأقرب لدعم الإخوان؟ إذا ترشح الدكتور سليم العوا أعتقد ان الإخوان ستدعمه بشكل كبير، لانه محامي الدكتور مرسي، وأعتقد ان هذا مرشحهم و مرشح التيار الإسلامي السياسي بصفة عامة ، لان معظم قوى الإسلام السياسي ستدعمه. *هل انت قادر على جمع 25 الف توكيل تؤهلك للترشح للرئاسة؟ هناك من المواطنين اضعاف هذا الرقم يحترمونني ويقدرون موقفي، لكن اليات الترشح الموجودة حاليا والتي تتطلب الحصول على توقيعات من المواطنين من خلال الشهر العقاري، يضعف فرصتي وأي مرشح لا يمتلك مال في الحصول على هذه التوقيعات، وبالتالي اتمنى أن يوجد دعم سياسي ومادي لشباب الأحزاب الراغبين في الترشح، وبالتالي قراري النهائي سيتوقف على قدرتي على جمع التوقيعات. هل ترى أن هناك مرشح أخر غير المشير السيسي قادر على جمع هذه التوكيلات؟ الموضوع سهل وبسيط، ولا يحتاج لخبرة سياسية، فسلاح المال هو الفيصل في هذه المعركة، والدليل على ذلك الانتخابات الرئاسية الماضية، سنجد أن هناك كثيرا من المرشحين المغمورين تمكنوا من جمع هذه التوكيلات. *انت متهم بانك اعلنت قرار ترشحك سعيا للشهرة؟ انا لا احتاج إلى شهرة، وسبق أن اعلنت عن ترشحي فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان الثمن ملاحقات أمنية من جهاز أمن الدولة، اضافة إلى عملي في المجال السياسي منذ سنوات، واؤكد أن ترشحي بهدف ايصال رسالة للشعب المصري، أن بها 80 مليون رجل، وتستطيع أن تتسع لكافة الاتجاهات.