التصعيد الخطير الذي يلوح في الآفق مؤخراً علي الساحة السياسية بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري لا يصب في مصلحة الوطن وينذر بأوخم العواقب علي مسيرة الديمقراطية وأمن واستقرار البلاد.. أقول ذلك بمناسبة اشتعال حرب التصريحات بين الطرفين وتأجيج جماعة الإخوان للصراع علي السلطة والذي بلغ ذروته علي لسان الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة الذي أكد مؤخراً علي رفض الإخوان الكامل لما أسماه لهجة التهديد التي اتبعها المجلس العسكري باعلانه عن الاتجاه لاصدار إعلان دستوري مكمل ما لم يتم الإعلان عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور.. ولم يكتف حسين بإعلان رفض الجماعة لهذا التوجه بل ذهب ليشدد علي أنه ليس من حق المجلس العسكري المفوض بإدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية اصدار أي قوانين أو إعلانات دستورية جديدة علي اعتبار أن التشريع اختصاص أصيل للبرلمان.. وعلي نفس النهج التصعيدي اتهم الدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجامعة الإخوان المسلمين المجلس العسكري بأنه يحاول إثارة القوي السياسية والشعب ضد الإخوان وأن تهديداته باصدار الإعلان الدستوري مرفوضة تماماً.. يحدث ذلك في الوقت الذي تتواصل التظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير بتحريض من بعض القوي السياسية بحجة عزل الفلول واستبعاد الفريق أحمد شفيق من الانتخابات الرئاسية وتشكيل مجلس رئاسي مدني كحل بديل عن هذه الانتخابات. والحق يقال إن استمرار المليونيات والمظاهرات الغاضبة في ميدان التحرير حق يراد به تحقيق أهداف حزبية وفئوية تحت شعار استكمال مطالب الثورة والثوار بينما الهدف الحقيقي يكمن في الصراع علي السلطة وسعي كل طرف من أطراف هذا الصراع إلي الحصول علي نصيبه من كعكة الحكم وفرض رأيه بالقوة علي الأغلبية العظمي من أفراد الشعب التي تطالب بالاستقرار والتكاتف من أجل إعادة بناء مصر وتحقيق أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وفي هذا السياق يتصدر المشهد في الميدان جماعة الإخوان المسلمين التي تسعي من جانبها إلي كسب رضاء القوي الثورية لدعم مرشحها في الانتخابات الرئاسية الدكتور محمد مرسي باعتباره المرشح الوحيد للثورة لكنها تصدم في النهاية بمطالب هذه القوي الداعية إلي إلغاء الانتخابات الرئاسية وتشكيل مجلس رئاسي يضم البعض ممن لم يحالفهم الحظ في الجولة الأولي للانتخابات ومن هؤلاء حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح وعدد آخر من الرموز السياسيين الذين طال انتظارهم للحصول علي قطعة من تورتة الحكم.. ووسط هذه الساحة السياسية الملتهبة يدخل الانتهازيون والحاقدون في الداخل والخارج علي الخط لاثارة الفوضي وزعزعة الاستقرار وتعطيل عملية التحول الديمقراطي والتشكيك في كل مؤسسات الدولة لاسقاط مصر.. لكن تبقي مصر قوية وشامخة بشعبها الواعي وجيشها العظيم. شكة دبوس: إصبر علي حسد الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.