الرجل ... كيف يرى المرأة ؟ ذلك السؤال تسأله بشغف كل إناث الارض ، ولكن جوابه يظل ملكاً حصرياً لآدم ، ذلك لانه كما يراها ... تكون !! خَلق الله آدم .. وخلق من ضلعه حواء ، وخلق الله بني آدم وترك في كل رجل ضِلعاً ناقصاً خلق منه إمرأته ... ونُفخت الروح ووُلد الرجل .. وإمرأته ، وبدأت رحلة البحث عن ذلك الضلع المفقود . يبحث آدم عن ضِلعه في كل ضلع كذلك خُلق ، نعم صَدره المكشوف ، قلبه معّرض للألووف .. وتنتظر حواء صَدرها .. بيتها .. راحتها .. ومُستقرها ، لتحيا فيه كأنه كل الصدور ، لترعى ذلك القلب الحيران ، لتشعر انها الآن بأمان. الرجل مخلوق غريب من المخلوقات ، خلقه الله بتكوين مميز .. فهو كالصحراء .. مترامي الاطراف وحيد ، حار .. بارد .. وعاصف احيانا ، هو كالسماء .. واسع الافاق بعيد ، ماطر .. صحو .. وغائم احيانا ، كالبحر .. شديد العمق فريد ، هادئ .. مائج .. وغادر احيانا. أما المرأة فابحث عنها في آدم تجدها بتأكيد ، ففي الصحراء .. تمر بالنباتات .. بالنخيل .. وينابيع المياه ، وفي السماء .. ترى السحابات .. بعض الكواكب .. والنجمات ، وفي البحر .. تجد أسماكاً .. و مرجاناً .. وربما لؤلؤات. ولكن ماذا إن أحب آدم حواء ! عندها فقط تكون كالواحة الغناء في الصحراء .. كالبدر المضيء في السماء .. وكالجزيرة البديعة وسط الماء. عزيزي آدم طهر قلبك وصفي نفسك .. هيء صدرك وارضي ربك ، ولا تبحث عن حواء ، فقط ضع يدك على قلبك تحسس مكان ضلعك المفقود .. وردد هذا الدعاء "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامً". أما أنتي يا عزيزتي حواء ، فعلمي أنكي داخل رجل .. يحتاجكي لتضفي عليه حياة ، ولكن متى سمح لكي بالظهور ، فتكوني وقتها قد اصبحتي له الحياة.