الحمد لله الذى يسر حج بيته لمن أحبه، وأشهرهم مكة والحطيم، وزمزم ولما وصلوا مكة طافوا طواف القدوم وصلوا ركعتين عند المقام المعلوم، ولما أتموا مناسكم تداعوا للرحيل إلى زيارة سيد البشر ولما وصلوا قبره الشريف صلوا ركعتين بين القبر والمنبر وهو روضة من رياض الجنة كما فى الأخبار يذكر ثم سلموا على صاحبيه أبو بكر وعمر وعندئذ فقت تمت مناسكم وفازوا بحظ أوفر. وأصلى وأسلم على البشير النذير سيدنا محمد القائل من زرارنى بعد وفاتى فكأنما زارتى فى حياتى، ومن لم يزر قبرى فقد جفانى.. صلوات ربى وسلامه عليك سيدى يارسول الله، يا من وصفك الواصفون بقولهم. نور النبى الهاشمى شجانى وأذاب قلبى والمنام جفانى بالله يازوار قبر محمد بصبابة وتشوق وحنان فإذا وصلتم نحو زياك الحمى ونزلتموا فى روضة العدنان قولوا فتى بالباب يرجو نظرة ان جودك المعروف بالإحسان والله ما فى الكون مثل محمد فى العلم والأخلاق والإيمان لو أجمع الشعراء وصف محمد وجاءوا بأسفار من القرآن ماذا يقول المادحون لأحمد بعد الذى قد جاء فى القرآن الحج أحد أركان الإسلام الخمس ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة »ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلاً« والحج فرضه على المكلف المستطيع وهو الإنسان المسلم البالغ العاقل الحر القادر على المال والبدن، أما القدرة بالمال فهو أن يكون مالكاً نفقات السفر والإقامة زائداً على نفقات من يعول حتى يعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم »كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول«، أما الإستطاعة بالبدن فهو أن يكون المكلف سليم الجسم صحيح البدن خالياً من الأمراض.. إن المسلم المكلف المستطيع ينبغى له أن يؤدى حجة الإسلام فإنه لا يدرى ما يأتى به الغد والحج فريضة من فرائض الإسلام وأحب الأعمال إلى الله التى يتقرب العبد الى ربه ما افترضه عليه وقد جاء فى حديث ابن عباس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم »من أعطاه الله مالاً ولم يحج لقى الله وهو عليه غضبان« وروى فى التحذير من التهاون فى شأن الحج لمن أعطاه الله مالاً وكان مستطيعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى خطبة كما روى الإمام على رضى الله عنه »ياأيها الناس إن الله فرض الحج على من أستطاع إليه سبيلاً ومن لم يفعل فليمت على أي حال شاء أن شاء يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً إلا أن يكون به عذر من مرض أو سلطان جائر لا نصيب له فى شفاعتى ولا ورود له على حوض فطوبى للمؤمن الذى يؤدى فرائض الله بإخلاص ويتبع سنة نبيه ويبادر لأداء حجة الإسلام عند الإستطاعة مبتغياً وجه الله واتباع أوامره وزيارة قبر حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام.