في قلب الحدث:أمين الشرطة المصاب: شاهدت سيارة رمادي وبها الإرهابي الذي فجر السيارة عن بعد المواطنون: الانفجار هز العمارات ورجال الشرطة غارقون في الدماء سائق الوزير: تفاديت السيارة المفخخة في اللحظات الأخيرة والدة الطفل: حسبنا الله ونعم الوكيل.. في الإخوان الطفل المصاب: هروح المدرسة من غير صوابع؟ ضباط الحراسة: فوجئنا بالانفجار ونقلنا الوزير من سيارته المصفحة لأخرى لإنقاذه متابعة وتغطية - سما صالح
دقات العاشرة صباح أمس الخميس قام الحرس التابع لوزير الداخلية بإجراء جولة في شارع مصطفي النحاس بمدينة نصر للاطمئنان علي الحالة الأمنية والمرورية كتقليد يومي يحدث كل صباح استعدادا لانطلاق موكب الوزير متجها لديوان الوزارة لمباشرة مهام عمله وفي تمام العاشرة والنصف حضر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية إلي سيارته وبرفقته طاقم الحراسة في 5 سيارات ودراجة بخارية وقبل مرور الموكب بلحظات أمام العقار رقم 18 شاهد أحد أفراد الحراسة سيارة ملاكي رمادي اللون تقف في الانتظار بالصف الثاني وترجل منها شخص فبادره أمين الشرطة سائلا.. لماذا تقف كذلك؟ فأجابه السيارة معطلة وأبحث عن محطة تمويل قريبة لأعود سريعا وتقدم ذلك الرجل المجهول عدة أمتار ليقترب موكب وزير الداخلية من السيارة التي تقف في نهر الطريق وتفجر علي بعد بمعرفة الرجل المجهول محدثة أنفجار شديد دمر عدد من السيارات ووجهات العمارات السكنية فضلا عن الشظايا المتطايرة هنا وهناك.. عندما تتجول في شارع مصطفي النحاس عقب ساعات طويلة من الحادث الاجرامي المدبر تشم رائحة الدخان الناتج عن الانفجار والسيارات المحترقة وتشاهد الهلع والخوف المسيطرين علي الأهالي القاطنين بالمنطقة البعض التزم الصمت وأخرين في حالة بكاء وعويل وصراخ من شدة الصدمة وغيرهم تركوا منازلهم لحين هدوء الحالة.. فور وقوع الانفجار تجمهر الأهالي وتعاملوا مع الموقف وقاموا بأصطحاب الوزير إلي منطقة مجاورة لإعادته لمنزله والضباط والأفراد الغارقين في دمائهم يحاولون السيطرة علي الموقف والحفاظ علي أسلحتهم النارية.. مشهد موجع فصوت الانفجار حرك القلوب خوفا من إعلان عودة الإرهاب لقلب مصر. مصابو الشرطة وسط تلك الأحداث انتقلت «المسائية» إلي مستشفي مدينة نصر للشرطة للاطمئنان علي مصابي الشرطة والاستماع إلي أقوالهم وهو مقدم محمد عبداللطيف أبوالرووس مصابا بجروح في الوجه والمقدم عماد الدين سيد حماد مصابا بجرح بالساعد الأيمن والرائد شريف أحمد مختار مصابا بحروق سطحية وثقب بطبلة الأذن اليمني وفقدان للسمع وأمين الشرطة منصور الرفاعي يوسف مصابا بفقدان تام للسمع وكدمات وثقب بالأذن وتجمعات دموية بالرأس وأمين الشرطة بليغ حمدي يوسف مصابا بشظايا بالوجه والكتف الأيمن وأمين الشرطة شريف السعيد عبدالمجيد مصابا بحروق وأمين شرطة وليد عبدالحميد فتوح مصابا بجروح وكدمات وأمين الشرطة حسن مصطفي مصابا بكدمات والرقيب صلاح الدين محمد مصاب ببتر تحت الركبة اليمني والطفل فارس حجازي 7 سنوات تم بتر 4 أصابع من قدمه اليسري وجروح متعددة بالوجه والجسم والمواطن محمد حسن محمود مصابا بجرح بالأبط الأيمن غائر.. هذا ما استقبله مستشفي الشرطة من المصابين. وقالت مصادر أمنية أنه عثر علي اشلاء آدمية من المتوقع ان تكون لأحد أمناء الشرطة لكن لم يتوصل له بعد وان هناك 60 إصابة مختلفة لأشخاص من بينهم بريطانية الجنسية تصادف مرورها في وقت الحادث واحتراق 12 سيارة من بينهم 5 تابعين لموكب الوزير و7 تصادف مرورهم ووقوفهم بمكان الحادث منهم 3 سيارات تحولوا إلي خردة نتيجة قربهم من الانفجار. وانتقلت جميع الأجهزة المعينة بقيادة اللواء سيد شفيق مساعد الوزير لمباحث الوزارة واللواء أحمد حلمي مساعد الوزير لمصلحة الأمن العام واللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بالإضافة إلي ضباط الأمن الوطني الذين يجمعون المشاهد والتحريات حول الواقعة وتم الاستعانة بضباط العمليات الخاصة لمطاردة الجناة.. شهادة المصابين قال أمين الشرطة وليد عبدالحميد أحد المصابين ل«المسائية» أنه يقوم بتأمين موكب الوزير من خلال دراجة بخارية تسير علي بعد 500 متر من الموكب لفتح الطريق ومررت بالسيارة التابعة للارهابين دون شك فيها وعند الملف سمعت الانفجار ولم أشعر بحالي إلا وأنا في المستشفي مغشيا علي.. وقال أمين الشرطة منصور رفاعي يوسف قائد السيارة في ركاب الوزير اشتبهت في السيارة التي كانت علي مقربة من سيارة الوزير وتفاديتها ومررت بجوارها بدلا من مرور سيارة الوزير وحدث الانفجار والأهالي اخرجونا من السيارة علي الفور. وأضاف أمين الشرطة حسن مصطفي عبدالرازق قائلا كنت استقل ذات السيارة التي تفادت سيارة الوزير وكنا علي بعد 100 متر من منزل الوزير في طريقنا للوزارة ووقع الحادث وأطالب الشعب التكاتف معنا للقضاء علي الإرهاب الذي يحاول النيل من بلادنا وان رجال الشرطة مستعدون لتقديم حياتنا فداءنا للوطن وأبنائه والتصدي للإرهاب الذي وصل إلي قلب مصر لأن دور الشرطة بمفردها لن يسيطر وعلي الأهالي دور كبير في المشاركة والمساعدة. وقال النقيب المصاب أحمد حسين من طاقم الحراسة أنه فوجئ عقب انطلاق الموكب بانفجار سيارة ملاكي ماركة هيونداي هيتس وقال قمت وزملائي بتأمين خروج الوزير من سيارته الجيب المصفحة ونقله إلي سيارة أخري من سيارات الحرس وقام باقي أفراد الحراسة بالتعامل مع الموقف ولم أشعر بنفسي إلا وأنا راقد في مستشفي الشرطة بعد أصابتي بشطايا بالعين اليمني وثقب في الأذن. بينما قال المقدم عماد حماد من طاقم الحراسة مفاجأة بأن السيارة المفخخة لم يشاهدها أحدا من طاقم الحراسة من يقودها إلا أنهم فوجئوا بانفجار لحظة مرور الموكب. وقال المواطن المصاب محمد حسين بائع في كشك ان الانفجار تسبب في تحطم الكشك الذي يعمل به بالكامل ولم يشعر بنفسه إلا وفي المستشفي. الطفل المبتور قدمه بين كل المصابين حالات لم تستطع التحدث وأخري حالتها النفسية سيئة ليس لديها القدرة علي النطق لفقدانها السمع أيضا فضلا عن أمين الشرطة الذي بترت ساقه وفي حالة سيئة.. ولكن هناك طفل يرقد في المستشفي يبلغ التاسعة من عمره يرتعش بين أحضان والدته باكيا من شدة الخوف باحثا عن اصابعه الصغيرة التي لم يشعر بها أسفل الرباط الطبي سائلا والده «ايه اللي حصلي؟» وهي تبكي وتقول حسبنا الله ونعم الوكيل في الإخوان والإرهاب ضيعوا ابني ومكث والده صامتا يحملق في طفله الصغير وتحدث ل«المسائية» قائلا ابني اسمه فارس حجازي وأنا أعمل حارس عقار وكان طفلي في طريقه لشراء طلبات لإحدي سكان العمارة وسمعت الانفجار هرولت تجاهه لأجد طفلي غارقا في دمه ومغشيا عليه وظل يردد حسبنا الله ونعم الوكيل.. وبصوت خافت تحدث الطفل لمحررة المسائية قائلا أنا كنت مبسوط عشان راجع المدرسة تاني وتسائل ينفع اروح من غير صوابعي؟ وسيطرت حالة التأهب القصوي والطوارئ علي المستشفي.. فهناك حالة من الانشغال الشديد فور دخولك تجد ممرضة تشير لك في عجالة «الدور الأول» وتجد أشخاص واوجه عديدة تتردد علي المستشفي للاطمئنان علي المصابين وفي الممر طبيب يمسك بكشف به أسماء المصابين ليوجهك إلي غرفته مع محاولات لبث الطمأنينة في قلوب الأهالي. وزيرة الصحة وسط الأحداث وانشغال اللواء محمود جمعة مساعد وزير الداخلية للخدمات الطبية بالحالات ومتابعتها فوجئ الجميع بحضور الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة بالحضور إلي المستشفي للاطمئنان علي حالة المصابين والتأكد من استقرار حالتهم الطبية ومعرفة مدي استعداد المستشفي التي قامت بدورها سريعا لانقاذ الحالات المصابة في محاولة اغتيال وزير الداخلية. شهود العيان وقفت سيدة في مدخل العقار رقم 18 بشارع مصطفي النحاس تصرخ في وجه الجميع أثناء قيام رجال الشرطة بجمع الأدلة حول الحادث وتقول حسبنا الله ونعم الوكيل في الإخوان عاوزين يدمروا البلد بعد حكمهم عام وظلت تصرخ وهي تقول لم نري شيئا مثل ذلك منذ أعوام ونحن علي أتم الاستعداد الموت مقابل حياة هادئة لأولادنا فرجال الشرطة يحفظون الأمن ويكافحون الجرائم وليس لهم ذنب ان يقتلوا أو يصابو بتلك الطرق البشعة وان موكب الوزير يمر بصفة يومية ولم يأذي أحد أو يعكر صفو الجيران. وقال صالح مغاوري صاحب مطعم فوجئت بالانفجار وهرعت لأجد الدخان الكثيف يغطي السماء وحالات الهرج تسيطر علي المكان ووجدت أمين شرطة مغشيا عليه وحملته إلي مستشفي خاصة بالقرب من الحدث والتي رفضت اسعافه قائلة منقدرش نستقبله ودار حوار بيني وبين أمين الشرطة الذي قال لي «ارجوك رجعني للحراسة وهما هيتصرفوا» وقال لي أيضا انه دار بينه وبين مرتكب الواقعة حوارا للحظات حيث سئله عن سبب ركنه السيارة بالصف الثاني وقال ان سيارته أفرغت البنزين وهيعودا ليها مجددا لاخذها ومضي بعيدا وعند مرور الموكب كان يقف علي بعد أمتار ورجح ان يكون فجرها عن بعد وان السيارة كان بداخلها موادا قابلة للاشتعال لأنها انفجرت بشدة وارتفعت ألسنة اللهب إلي الدور الرابع في إحدي العمارات. وأضاف معتز مجدي أحد شهود العيان سمعنا الانفجار وفوجئا باهتزاز العمارات التي تمايلت وكأن زلزال ضربها والجميع وقعت عليه الصدمة التي شلت حركتنا جميعا لدقائق وبدأنا في نقل المصابين وتأمين رجال الشرطة. أصغر شاهد بين الشهود كان هناك يوسف وهو طفل صغير عمره 4 سنوات قال لمحررة المسائية انه كان يلهوا أمام العقار وشاهد الانفجار وشعر بالخوف الشديد باكيا وانه هرع لحضن والدته لتطمئنه وقال ان الارهاب حاولوا يموتوا البوليس وأنا بحب البوليس والدخان كان هيموتني أنا واخواتي.. حادث الاغتيال المدبر لم يربك رجال الشرطة عن المضي في طريقهم للقضاء علي الإرهاب حيث أكد عدد من صغار ضباط الشرطة الموجودين في الحادث أنهم سيظلون يطاردون الإرهاب حتي القضاء عليه ولن يستطيعوا تخويفهم أو ردهم عن طريقهم.