ليس المهم ما يتردد بأن تشكيل المجلس الأعلى للصحافة جاء من رحم جبهة الإنقاذ حيث يضم فى جنباته الأكثر عدداً من الذين ينتمون الى الناصرين واليساريين لكن الأهم ماذا سيفعلون ؟ هذا هو السؤال الذى يجب ان نبحث فيه وننظر الى اعمالهم ومن ثم نستطيع ان نحكم ونقييِّم سياساتهم هل تخضع للهوى السياسى أو انها تنتهج الموضوعية ؟ قصدت من هذه المقدمة .. حتى نخرج من دائرة الجدل الدائر فى الوسط الصحفى حول المخاوف من أن يكون مجلس الصحافة الجديد أداة سياسية لدعم ونصرة من يقع فى هواهم دعونا ننتظر .. فأنا من الذين لا يؤمنون ب "الكليشهات" التى تصبغ المسئولين فالعبرة عندى هى الأعمال والممارسات على أرض الواقع ومن ثم نستطيع أن نحكم ونصل إلى الرأى السديد والنتيجة الصحيحة .. هناك ثلاثة تحديات أراها مهمة ويجب أن تضع فى أجندة أولويات "مجلس الصحافة" الذى خولت لهم صلاحيات "الشورى" المالك للمؤسسات الصحفية القومية والمهيمن على الصحافة بشكل عام . أولها يتمثل فى الحديث الدائر حالياً داخل الصحف القومية حول التغييرات فى قياداتها "رؤساء مجالس الإدارات والتحرير" خاصة ان المدة القانونية لرؤساء مجالس الادارات انتهت والسؤال هنا والذى يجب أن يعيه المجلس "ما هى المعايير التى على أساسها سيتم التغيير وإختيار قيادات جديدة»؟ هذا هو السؤال الصعب. ان القواعد التى وضعها المجلس السابق رغم انها نظرياً سليمة وتقترب من الموضوعية إلا انه كما علمت لم يعمل بها وتم اختيارها من منطلق شخصى وخضعت للهوى السياسى .. كما ان طريقة تقديم مذكرة للترشح تتضمن السيرة الذاتية ومقترحات التطوير للإصدار .. كانت مستهجنة من قبل معظم الصحفيين واعتبروها اهانة لهم . لا أدرى .. كيف سيتم اختيار قيادات الصحف ؟ هل يتم العودة الى النظام القديم وكانت الأجهزة الأمنية لها القول الفصل .. ام ماذا ؟ إننى أرى أن يكون للجمعية العمومية للمؤسسة رأى فى الترشيح لرؤساء مجالس الادارات ورؤساء التحرير بحيث يجرى اقتراع سرى على المرشحين على أن تتضمن قائمة الترشح ثلاثة صحفيين لكل منصب ويتم اختيار واحد منهم . مدحت البسيونى E-MAIL: This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.