إذا كانت حركة تمرد قد نجحت في التواجد داخل الشارع السياسي وكسب ثقة المواطنين وهو ما فشلت فيه الأحزاب الليبرالية واليسارية علي مدار عقود من الزمن.. إلا أن قيادات هذه الأحزاب يحاولون حاليا ان يسرقوا «تمرد» عبر توظيف الزخم الشعبي التي اكتسبته مجموعات الشباب عبر نزولهم إلي المواطنين للحصول علي تأييدهم والتوقيع علي الاستمارات لسحب شرعية الرئيس. لقد تجاوب الكثيرون من المواطنين مع «شباب تمرد» ووقعوا لهم عبر بطاقة الهوية «الرقم القومي» وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ مصر بهذا التدفق الجماهيري ولولا ثورة 25 يناير التي نزعت الخوف من المصريين لما كان حدث ذلك. لقد نجحت «تمرد» في ان تصل للمواطنين - كما أري - لسببين الأول أنهم يدعون للاحتجاج السلمي وبطريقة ديمقراطية بعيدا عن ان كانت استمارات سحب الثقة عملية دستورية أو من عدمه. ثانيا ان شباب «تمرد» أبتعدوا عن الأحزاب التي فقدت مصداقيتها لدي الكثيرين من الشعب كما أنهم نجحوا فى ان يستثمروا معاناة المواطنين الملحة من أزمات قطع التيار الكهربائي والبنزين والسولار وارتفاع الأسعار. إلا انه كعادة المعارضة في مصر تحاول ان تسرق الفرح «أي عمل شعبي ناجح» وتستحوذ عليه بمنطلقات نظرية وجدلية وبمغالطات سياسية حيث يدعون أنهم العقل المفكر والداعمين لحركة تمرد وهذا ما فعلوه من قبل عندما «ركبوا» ثورة 25 يناير. إلا أن الأخطر في عملية سرقة «تمرد».. أنهم أي قادة الأحزاب وخاصة جبهة الانقاذ الذين لا يجدون إلا المعارضة الصوتية أمام الميكرفونات وعلي شاشات الفضائيات.. يسعون لتغيير استراتيجية «تمرد» القائمة علي سلمية مظاهرات 30 يونيه وتحويلها إلي العنف بالاستيلاء علي السلطة الشرعية للرئيس بالقوة واسقاطه لدرجة ان هؤلاء بدأوا يشكلون مجلس رئاسي لتولي إدارة الدولة عند سقوط مرسي!! وكأنهم ممثلون الشعب الذي اختارهم!! إن ما يفعله قيادات هذه الأحزاب من سرقة الزخم الشعبي والتأييد الواقع ل«تمرد» من أجل الوصول إلي كرسي الحكم سيؤدي إلي حافة الفوضي الدموية حيث إن الأحزاب الإسلامية التي تؤيد الرئيس لن تسمح بذلك حيث يعلنون إن خلع الرئيس لن يتم إلا عبر صناديق الانتخابات.. للأسف ان هذه الأحزاب بمختلف أطيافها السياسية تدفع مصر إلي الهاوية.